اعتدال سلامه من برلين: لا يعتقد افي بريمور سفير اسرائيل السابق لدى المانيا ان رئيس الوزراء الاسرائيلي المؤقت اهود اولمرت سيكون البديل الجيد لشارون، فحسب قوله انه ليس شارون، فهو لا يتمتع بمكانته ولا بقوة جاذبيته بالنسبة للإسرائيليين. ولم ينف انه سياسي يحظى بالاحترام والتقدير وكان الرأس المخطط لسياسة الانسحاب لكن لا يمكنه ان يحل محل شارون باي شكل.
في الوقت نفسه لا يعتقد بريمور ان عدم وجود شارون في السلطة سيكون له تأثير سلبي على المفاوضات السلمية مع الفلسطينيين. وقال quot; بالطبع خطط شارون لانسحاب ثان من الاراضي المحتلة الا ان الوضع الذي نتج عن الانسحاب الاول لم يقبل به الفلسطينيون، خاصة انه منحهم فقط جزء من الضفة الغربية ودولة لها سيادة محدودة. وهو الوضع الذي كان مناسبا لشارون وحده، فمن خلاله تحجج بانه يتعامل مع شركاء غير صادقين، ومعه واجهت مفاوضات السلام وللاسف عراقيل كبيرة وصعبة:.
ويششكك بريمور في قدرة فوز حزب شارون الجديد كاديما في الانتخابات، فقد ينال اصواتا يجعله شريكا جذابا للحكم لكن الكثير من الناخبين الذين أهدوا شارون اصواتهم سيبقون في معسكرهم القديم ، وقد يكون حزب الليكود او حزب العمل أو الاحزاب الصغيرة مثل مريست وشيناو.

وليس هناك اختلاف كبير في وجهات النظر بين بريمور وبرتهولد ماير المحلل السياسي للوضع في الشرق الاوسط في معهد هسن للبحوث السلمية والنزاعات، وحسب برأي الاخير عبر الوضع الصحي الصعب لشارون وقعت اسرائيل في مشكلة صعبة جدا، فقبل ذلك استقر الوضع وتمكن شارون من امساك خيوط القوى السياسية المختلفة. كما طور هذا السياسي البالغ من العمر 77 سنة في السنوات الاخيرة اندماجا هاما بين القوى، الا ان حزبه الجديد كاديما افقده المقدمة.
ويتوقع هذا المحلل نيل كايدما نتائج سيئة في انتخابات ال28 من شهرآذار( مارس) ويدخل في الحسبان حصوله على اقل من 25% بدلا من تقديراته وهي 35% وهذا يعني فراغا سياسيا في وسط المحافظين.
وعن تشكيل الحكومة وخليفة شارون قال ليس هناك حتى الان خليفة مقبول وجيد، فلا نتانياهو من كتلة ليكود ولا بريز زعيم الحزب العمال يمكنهما الفوز بالانتخابات. وكذلك اولمارت نائب شارون الذي تسلم الحكم مؤقتا ليس صالحا بما فيه الكفاية من اجل قيادة اسرائيل سياسيا.
وعلى الرغم من تأييده ما تردد بان اولمارت غير محترف سياسيا لقيادة اسرائيل حذر ماير من النظر الى العلاقة بين اسرائيل والمانيا بشكل درامي.
وبرأيه نهاية الحياة السياسية لشارون لا تعنى بالضرورة وصول المفاوضات السلمية الفلسطينية الاسرائيلية الى طريق مسدود. فالعنصر المقرر هنا هي الانتخابات الفلسطينية في ال25 من الشهر الجاري، فاذا ما فاز المتشددون سوف يطفأ النور تماما على مسيرة السلام، وعلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس العمل لاحلال الاستقرار والا سوف تحل الاضطرابات في اسرائيل قريبا.