الملك عبدالله و الاسد في المطار
سلطان القحطاني من الرياض: انتهت أعمال القمة مابين العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس السوري بشار الأسد في مدينة جدة المطلة على ساحل البحر الأحمر،التي عقدت بطلب سعودي من قبل الملك عبدالله،الذي قبل دعوة وجهت إليه من الأسد لزيارة سوريا في وقت لاحق من العام الحالي.ولم يكد الرئيس السوري يغادرمطار جدة السعودي حتى تلقى الملك عبدالله بن عبدالعزيز إتصالا هاتفيا من الرئيس محمد حسني مبارك رئيس جمهورية مصر العربية. وذكرت وكالة الأنباء السعودية أنه جرى خلال الاتصال بحث تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية وفي مقدمتها الوضع في الشرق الأوسط.كما تم بحث العلاقات الأخوية بين البلدين.

ولاحظ مراقبون خلو بنود البيان الختامي الصادر عن القمة من أي إشارة إلى التطورات التي حدثت مؤخراً في الملف السوري وخلافه مع المجتمع الدولي،التي كان آخرها طلب لجنة التحقيق الدولية في حادثة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري استجواب الرئيس الأسد ووزير خارجيته،وأيضاً بعد تصريحات أطلقها نائب الرئيس السوري المنشق عبدالحليم خدام أشارت إلى تورط سوري في عملية الاغتيال.

وإن كانت القمة السعودية السورية انتهت قبل قليل بإصدار البيان المشترك فإن أسئلة آخذت في التصاعد حول أسباب خلو البيان من كل النقاط التي quot;تعرف كل الأوساط العربية بأنها ستناقش في جدةquot; على حد تعبير المراقبين،لاسيما التطورات المتواترة التي كان آخرها تحرك الثنائية الإقليمية الكبرى في المنطقة العربية الرياض والقاهرة.

وبدلاً من الغوص في تداعيات المرحلة الحالية التي تمر بها منطقة الشام الخصيبة وشقة الخلاف المتسعة مع المجتمع الدولي فقد راوح البيان إلى جهة النمطية الخطابية التي تشتهر بها القمم العربية حول الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي العربية إلى حدود 67 وإلى آخر quot;النوتة القممية المعتادةquot; على حد تعبير المراقبين السياسيين لشؤون المنطقة العربية.

إلا أن لهجة البيان المشترك يبدو وكأنها صيغت بأنامل سورية في غالبها كما رأى محللون قرؤوا الخطاب وأمعنوا في تفاصيله،خصوصاً إذ أخذ في الاعتبار أنه من النادر جداً خروج بيانات مشتركة خلال القمم السياسية ما بين رؤساء الدول العربية والحكام السعوديين،وكانت البيانات الرسمية السعودية بعيد القمم الثنائية لا تخرج عن إطار الوصف المقتضب.

وحسب البيان المشترك فقد استعرض الزعيمان الأوضاع في الأراضي العربية والفلسطينية المحتلة وأكدا دعوتهما للانسحاب الإسرائيلي من كافة الأراضي العربية والفلسطينية المحتلة وتمكين الشعب الفلسطيني من بناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف كما أكدا على ضرورة الانسحاب الإسرائيلي التام من الجولان السوري المحتل إلى خط الرابع من يونيو quot; حزيرانquot; 1967 ومن مزارع شبعا اللبنانية وفق مبادرة السلام العربية التي أقرتها قمة بيروت عام 2002.

وعبر الجانبان عن حرصهما على وحدة العراق واستعادة أمنه واستقراره وترحيبهما بمضمون البيان الختامي الذي صدر عن مؤتمر الوفاق الوطني العراقي الذي عقد في مقر الجامعة العربية في نوفمبر تشرين الثاني 2005.

وفيما يتعلق بالعلاقات بين سورية ولبنان أكد خادم الحرمين الشريفين حرص المملكة العربية السعودية على ضرورة تعزيز العلاقات السورية - اللبنانية وتقويتها في جميع المجالات وبما يحفظ مصالح البلدين الشقيقين وأمن المنطقة .

وفي ختام اللقاءات التي عقدت في أجواء ودية وإيجابية اتفق الزعيمان على تفعيل اللجنة السعودية - السورية المشتركة وتكثيف الاتصالات بين الجانبين في كل ما من شأنه خدمة القضايا العربية والإسلامية طبقاً لما أوردته وكالة الأنباء السعودية.

وكانت بدأت المباحثات السياسية ما بين العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس السوري بشار الأسد في مدينة جدة المطلة على ساحل البحر الأحمر،بعد أن وصل إليها الأسد في وقت لاحق من نهار اليوم،تناول بعدها وجبة الغداء مع الملك عبدالله في قصره،فيما عاد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل من زيارته المفاجئة إلى دمشق التي قام بها صباح اليوم.

ولم تعلن أي مصادر رسمية في كلا البلدين عن فحوى المباحثات التي ذكرت مصادر أنها لن تخرج عن إطار الأزمة السورية مع المجتمع الدولي بعد التصريحات التي أطلقها نائب الرئيس السوري السابق عبدالحليم خدام،وحمل فيها الرئيس الأسد مسؤولية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري.

وتأتي هذه المباحثات بعد تحرك قادته الرياض والقاهرة لاحتواء الموقف على أثر مطالبة لجنة التحقيق الدولية المكلفة بالتحقيق في حادثة اغتيال الحريري باستجواب الرئيس السوري ووزي خارجيته فاروق الشرع،وأعلن الأسد في تصريحات صحافية بأنه يمتلك حصانة دولية تمنع استجوابه لدى أي لجنة كانت.

وتوقع مراقبون بأن تكون مبادرة عربية تقدمها الرياض والقاهرة لمحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه من هيبة النظام السوري،وهي مبادرة تحظى بقبول فرنسي بعد أن أطلع الرئيس المصري حسني مبارك الرئيس الفرنسي شيراك على محاورها،بعد أن عقد مباحثات استمرت ساعة ونصف الساعة في مطار مدينة جدة مع الملك السعودي الأسبوع الماضي.

وتترافق هذه الزيارة مع طلب لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الحكومة اللبناني الأسبق رفيق الحريري لقاء الرئيس السوري بشار الأسد ووزير خارجيته فاروق الشرع. كما أنها تأتي بعد تصريحات أدلى بها الجمعة الماضية نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام عززت الشبهات حول دور لدمشق في اغتيال الحريري.

وأكد خدام في حديث إلى قناة quot;العربيةquot; التلفزيونية الفضائية إن بشار الأسد وجه تهديدات إلى الحريري قبل اغتياله. وقال ردا على سؤال عن احتمال معرفة الرئيس السوري مسبقا بعملية الاغتيال، quot;من حيث المبدأ لا يستطيع أي جهاز امني أو غير امني في الدولة السورية أن يتخذ مثل هذا القرار وحيداquot;.

وكانت السعودية ومصر عملتا في نهاية تشرين الأول/أكتوبر الماضي على حث سوريا على إبداء تعاون عملي مع اللجنة الدولية وزار الرئيس المصري حسني مبارك في هذا الإطار سوريا في 28 تشرين الأول/اكتوبر.
وكان هدف المساعي المصرية السعودية بحسب المصادر المتطابقة، تجنيب سوريا السيناريو ذاته الذي حصل في العراق خلال عهد الرئيس السابق صدام حسين بعد فرض العقوبات على بلاده،وهو طريق يخشى العديد من القادة العرب أن دمشق سائرة عليه حتى النهاية طالما لا توجد quot;عملية دبلوماسية ذكيةquot; للتعامل مع الضغوط كما يرى المراقبون .

إقرا أيضا

إتصالات محمومة ومطالبة بالعودة إلى حدود67

قمة مفاجئة سورية - سعودية اليوم في جدة