نبيل شرف الدين من القاهرة: مازالت تتواصل تداعيات مأساة اللاجئين السودانيين في مصر، الذين قتل 26 منهم وأصيب العشرات أثناء فض اعتصامهم بالقوة، وفي هذا السياق كشف مجدي راضي المتحدث باسم الحكومة المصرية عن التنسيق مع الحكومة السودانية ومكتب مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة قبل فض ذلك الاعتصام، وأضاف أنه يقيم في مصر أكثر من مليوني سوداني بشكل مشروع وفقا لاتفاق الحريات الأربع بين مصر والسودان، الذي يتمتع بموجبه مواطنو البلدين بحرية الانتقال وفقا لضوابط حددتها الاتفاقية.

ومضى المتحدث الحكومي قائلاً إن الاتصالات التي تمت خلال الأشهر الأربعة الماضية بين الحكومة المصرية من جانب ومكتب المفوضية من جانب آخر مع طالبي اللجوء وممثلي الحكومة السودانية، أكدت رفض المفوضية نهائيا منحهم صفة اللاجئين، نظرا لانتهاء حالة الحرب الاهلية في جنوب السودان التي يتخذونها ذريعة للحصول على هذه الصفة، كما أكدت الاتصالات انه نتيجة لعدم حصولهم على صفة اللاجئين فليس هناك استعداد من جانب أي دولة من الدول التي يرغبون في اللجوء إليها لاستقبالهمquot;، على حد تعبير المتحدث باسم الحكومة المصرية .

ترحيل

وقال المتحدث إنه تم نقل طالبي اللجوء إلى معسكرات ايواء، وسيسمح لمن لديه تأشيرة قانونية أو تصاريح بالبقاء بمصر وسوف يجري ترحيل الآخرين، وأشار إلى ان مشكلة طالبي اللجوء من السودانيين ذات طبيعة خاصة حيث شهدت القاهرة منذ أيلول (سبتمبر) من العام الماضي وفود اكثر من الفين من هؤلاء بهدف محدد هو الحصول على اعتراف مكتب مفوضية اللاجئين بالقاهرة على منحهم وضع (لاجئين)بما يمكنهم من طلب اعادة التوطين في دول أخرى في أوروبا واستراليا والولايات المتحدة، وفي ضوء رفض مكتب المفوضية منحهم هذا الاعتراف فقد تجمعوا في حديقة عامة بالمهندسين بالقرب من مكتب المفوضية املا في إمكانية ان تقوم المفوضية بالاستجابة لطلبهمquot;، على حد تعبيره .

ومضى المتحدث قائلاً إن الحكومة المصرية حرصت على ايفاد العديد من ممثلي الحكومة السودانية إلى طالبي اللجوء خلال هذه الفترة لاقناعهم بفض الاعتصام بالميدان العام نظرا لاستحالة الاستجابة لطلباتهم،وأضاف انه انطلاقا من ذلك فقد اعدت الحكومة المصرية معسكرات ايواء لنقل طالبي اللجوء إليها حتى تتمكن السلطات من النظر في حالاتهم كل على حده، سواء من الناحية القانونية او الصحية.

واختتم المتحدث الحكومي قائلاً quot;إن وزارة الداخلية أوفدت قوات غير مسلحة مع حافلات لنقلهم لتلك المعسكرات، غير أن ذلك قوبل بالرفض غير المبرر من جانب طالبي اللجوء الذين بادروا بإلقاء الزجاجات والحجارة على القوات ما أدى إلى إصابة 70 شرطياًquot;، وأضاف المتحدث قائلاً إنه quot;رغم ذلك تحلى رجال الامن بضبط النفس ولم يستخدموا العنف للتعامل معهم الا ان تدافع طالبي اللجوء ومقاومتهم للقوات ادى إلى حالة من الذعر والفوضى والتدافع الذي نتج منه للاسف وفاة عدد منهم واصابة عدد اخرquot;، حسب تعبير المتحدث الحكومي المصري.