بهية مارديني من دمشق:امتنعت مصادر سورية اتصلت بها quot;إيلافquot; عن تأكيد موافقة سورية على ترسيم الحدود بين دمشق ولبنان او نفيها، لكن مراقبين ابدوا شكهم في إقدام دمشق على هذه الخطوة. المصادر التي اتصلت بها quot;إيلافquot; قالت ان لامعلومات لديها حول هذا الامر quot;وفي حال بروز اي موقف جديد سوف يُعلن للرأي العام. وفي انتظار ذلك يجب التدقيق جدا في كل المعلومات التي توردها وسائل الاعلامquot;.

ويثير المحللون مسألة توقيت هذه التسريبات مؤكدين انها quot;ليست دقيقة، لأن دمشق لا يمكن ان تحرج حلفاءها الرئيسين في لبنان (quot;حزب اللهquot; خصوصاً) بهذه الخطوة من دون تفاهم على صيغة واسعة للعمل تؤمن لهؤلاء الحلفاء استقرارًا في التركيبة الحاكمة في لبنان وتقوية مواقعهم في أي صيغة جديدةquot;.

ويلفت المحللون إلى أن خطوة الترسيم في مزارع شبعا تتعارض مع ما أشيع عن الموقف السوري الموافق ، حتى اليوم، على ترسيم الحدود على ثلاث مراحل تكون آخرها في المزارع بسبب استمرار الاحتلال الاسرائيلي فيها ، فيما يقول خصوم سورية ان هذا الموقف يرمي الى ابقاء ذريعة بيد quot;حزب اللهquot; كي يواصل التمسك بسلاحه الذي يطالب القرار الدولي 1559 بنزعه .

وفي أي حال يشير هؤلاء المحللون في سورية الى ان عملية ترسيم الحدود إذا بدأت اليوم فلن تنتهي قبل خمس سنوات بسبب التعقيدات العالقة فيها منذ استقلال البلدين عن الانتداب الفرنسي .

وكانت محطة quot;العربيةquot; اوردت أمس ان المساعي العربية التي اجريت في الفترة الاخيرة بين سورية ولبنان في شأن الحدود بين البلدين اثمرت موافقة دمشق على ادخال مزارع شبعا المتنازع عليها والتي تحتلها اسرائيل في ترسيم الحدود، وذلك في اطار اتفاق مع الجانب اللبناني ، كما اثمرت الجهود الثنائية اعلانا سوريا لوقف الحملات الاعلامية والأمنية ضد لبنان.

وطرحت سورية مبادرة إصلاح للعلاقات مع لبنان، على الجانب السعودي خلال القمة التي جمعت الرئيس السوري بشار الأسد وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في جدة ، والتي اطلع عليها الرئيس الأسد الرئيس المصري حسني مبارك خلال لقائهما في اليوم نفسه في شرم الشيخ ، وكانت هذه الاقتراحات قد جاءت في سياق التحرك العربي لمعالجة التدهور في العلاقات اللبنانية ndash; السورية، ونقلها الجانب السعودي الى الجانب الفرنسي، ولقيت رفضاً شديداً ومعلناً من أطراف لبنانيين رئيسين. كما رفضتها الولايات المتحدة وفرنسا.

الورقة السورية

وتنص الاقتراحات السورية على إقامة تعاون أمني بين البلدين لتلافي أي أحداث تنعكس سلباً على العلاقات بينهما تمس الأمن والاستقرار في البلدين، الكف عن التصريحات الاستفزازية التي تصدر عن المسؤولين والسياسيين في البلدين ووقف الحملات الاعلامية لوسائل الاعلام المقروءة والمسموعة والمرئية في لبنان وسورية، ترسيم الحدود، تبادل التمثيل الدبلوماسي وفق اتفاق بين البلدين على صيغة لتنفيذ الخطوتين وتنفيذ الاتفاقات بين البلدين، واعادة النظر في بعضها و التنسيق بين وزارتي الخارجية في البلدين في السياسة الخارجية لدعم مواقفهما في عملية السلام وتحرير الاراضي السورية واللبنانية المحتلة وفق قرارات الشرعية الدولية، لا سيما القرارين 242 و425 ومبادرة السلام العربية. على أن يتولى رئيسا الوزراء في البلدين تنفيذ هذه البنود بالتوافق على آلية لهذا الغرض.