طالباني يجمع الجعفري وزركار لثنيه عن استقالته
تخطيط لقلب صدام يؤكد سلامته
أسامة مهدي من لندن : اعلن مصدر مسؤول في المحكمة الجنائية العراقية العليا الخاصة التي تحاكم الرئيس السابق صدام حسين وسبعة من مساعديه السابقين حاليا بتهمة اعدام 148 مواطنا عام 1982 ان الرئيس العراقي جلال طالباني يسعى اليوم لجمع رئيس الحكومة ابراهيم الجعفري ورئيس المحكمة زركار محمد امين في محاولة لثنيه عن استقالته التي اثارت ردود افعال سلبية حول عدالة المحكمة وتعرضها لضغوط رسمية .. فيما كشف رئيس هيئة الادعام العام في المحكمة جعفر الموسوي انه زار صدام في معتقله اول ايام عيد الاضحى فابلغه طبيبه انه اجرى تخطيطا لقلب الرئيس السابق وقد اكدت النتيجة سلامته وقال ان صدام ابلغه ان ادارة حجزه صادرت رسالة بعثها الى زوجته عن طريق محاميه تضمنت ابياتا شعرية كتبها خلال المحاكمة .
وقال المصدر ان طالباني بعث القاضي منير حداد الى مدينة السليمانية (330 كم شمال بغداد) امس الاول لنقل رسالة الى القاضي رزكار محمد امين الذي يسكن هناك تتضمن الموافقة على شروطه بعدم التدخل في شؤون المحاكمة مقابل العدول عن استقالته التي قدمها الاسبوع الماضي واشار الى ان القاضي رزكار وافق على الحضور الى بغداد اليوم الاحد تلبية لدعوة طالباني وذلك لمناقشة اسباب الاستقالة في جلسة من المؤمل ان تجمعهما مع رئيس الوزراء ابراهيم الجعفري. واكد المصدر ان شروط القاضي نصت على عدم التدخل في شؤون القضاة والمحكمة وان تقدم اعتذارات رسمية له من الرموز السياسية التي اتهمته بالضعف وقلة الكفاءة بحسب مانقلت عن المصدر صحيفة quot;المشرقquot; البغدادية اليوم .
وكانت تقارير اشارت الاسبوع الماضي الى وقوع مشادة كلامية بين زركار والجعفري اثر زيارة قام بها هذا الاخير لمقر المحكمة الجنائية حيث خاطب رئيس المحكمة قائلا quot;انك تدير المحاكمة بضعف وخوفquot; فرد زركار غاضبا quot;أني احتكم الى منطق الحق وليس القوة والتخويفquot; غادر اثرها الجعفري المقر غاضبا .. وعلى الفور قدم زركار استقالته وغادر الى مدينته السليمانية رافضا محاولات لدفعه الى العدول عنها . واثر ذلك اعلن عن تكليف مساعد زركار القاضي سعيد الهماشي بترأس جلسة المحكمة لدى استئنافها الثلاثاء المقبل لكن هيئة اجتثاث البعث اعترضت على ذلك وقالت ان الهماشي كان عضوا في حزب البعث المنحل ولايحق له قانونا ترؤس المحاكمة .
لكن القاضي رائد جوحي رئيس هيئة التحقيق في المحكمة الجنائية اكد ان القاضي الجديد سعيد الهماشي غير مشمول بقرار اجتثاث البعث وبالتالي سيتولى ادارة المحكمة في جلستها المقبلة . وقال جوحي في مؤتمر صحافي في بغداد ان quot;المحكمة لن تاخذ بقرار هيئة اجتثاث البعث وسعيد الهماشي قاض دائم العضوية في هيئة المحكمة الجنائيةquot;. واضاف ان quot;المحكمة الجنائية تعتمد في اجراءاتها على قرارات يصدرها مجلس الوزراء او هيئة الرئاسة العراقية فقطquot;. واشار الى quot;عدم وجود اي دليل لدى المحكمة بشمول القاضي الهماشي بقانون اجتثاث البعثquot;.
وكانت الهيئة الوطنية لاجتثاث البعث في العراق اعلنت الاربعاء ان القاضي سعيد الهماشي الذي خلف القاضي المستقيل رزكار محمد امين مشمول بقرار اجتثاث البعث وهو بالتالي غير مخول بترؤس الجلسة المقبلة لمحاكمة الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين. وقال علي اللامي المدير العام للهيئة ان quot;القاضي سعيد الهماشي مشمول بقرار اجتثاث البعث ولايحق له ترؤس المحكمةquot;.
وفي ما يتعلق بالانباء التي تحدثت عن اقتراح الرئيس العراقي جلال طالباني بنقل المحكمة الى اقليم كردستان العراق كونها اكثر استقرارا من بقية انحاء العراق قال القاضي جوحي ان quot;مقترح الرئيس العراقي هو خوف ابوي لسيادته على القضاة العراقيين لكن المحكمة ستجري في موعدها ومكانها المحددquot;.
والهماشي quot;شيعيquot; من مواليد بغداد عام 1952. درس القانون في جامعة بغداد وتخرج منها وعمل محاميا لسنوات طويلة في ظل النظام السابق ..
ومن المقرر ان تعقد الجلسة المقبلة بعد غد لمتابعة محاكمة صدام حسين وسبعة من معاونيه بتهمة قتل 148 شخصا في بلدة الدجيل شمال بغداد عام 1982 بعد محاولة اغتيال صدام حسين فيها. واكد المصدر ان اجراءات المحاكمة ستسير بشكلها الطبيعي في جلستها المقبلة متوقعا ان تكون برئاسة القاضي رزكار محمد امين.
ومن جهة اخرى اكد جعفر الموسوي رئيس هيئة الادعاء في المحكمة الجنائية الخاصة ان وضع الموقوفين المتهمين بقضية الدجيل والقضايا الأخرى التي تنظرها المحكمة وضع مثالي من حيث الوضع الصحي والمأكل والملبس وخصوصاً المتهم الرئيسي صدام حسين وكشف عن زيارة ميدانية قام بها صحبة احد المدعين العامين الى المعتقلين في اول ايام عيد الاضحى .
واشار الموسوي الى ان الزيارة هدفت الى الاطلاع على أحوال المعتقلين والنظر في شكواهم وقال quot;كانت أولى زيارتنا لقاعة المركز الطبي الخاص حيث وجدنا أسِرّة طبية وأجهزة متكاملة وصيدلية زاخرة بالادوية وكادر طبي يشرف عليه طبيب واثناء تفقدي وجدت شخصاً يخاطب عائلته تلفونياً من داخل مركز التوقيف وسالته عن اسمه فقال أنا quot;فاضل صلفيج العزاويquot; وهو من كبار قادة حزب البعث سابقا واحد اركان نظامه وحين سألته عن المعاملة أجابني بأنها جيدة جداً والتغذية والعناية الطبية ممتازتين ولا يمكن ان تكون للمعتقل اداره أفضل من هؤلاء وهم يسمحون لنا بالاتصال الهاتفي بعوائلنا كما ترىquot;. واضاف انه دخل الى احد القواطع فلاحظ ان الغرف مكيفة بالهواء الساخن وهنالك سكاير بحوزة الموقوفين quot;وحين سألتهم قالوا انهم يزودوننا بالسكاير كما ان اهلنا يجلبون لنا السكاير اثناء الزيارات الدوريةquot; .
ووصف الموسوي في حديث مع صحيفة quot;البينةquot; البغدادية وضع الموقوفين قائلا quot;ان كل قاطع من المعتقل بجانبه ساحات رياضية فيها كرات ودراجات هوائية ومساحات على شكل مربعات في جانب الساحات يمارس فيها الموقوفون هوايتهم في زراعة الخضراوات .. واكد ان عامر العبيدي quot;(وزير النفط في نظام صدام) المعاملة قائلاً انها ممتازة فعلاً ولا ينقصها شيء واضاف quot; ان ما اثار استغرابي أحد المتهمين الذين يظهرون في قفص الاتهام عن قضية الدجيل حين قال لي بالحرف الواحد: أشكركم استاذ جعفر على توفير فرصة لزيارة ولدي والله يخلّي الحكومة الجديدة .. وكان هذا واحد من المتهمين في قضية الدجيل التقيتهم في زيارتيquot; .
ورداً على سؤال حول وضع الرئيس السابق صدام حسين قال الموسوي quot; وصلت الى البناية التي يحتجز فيها صدام وهي بناية حديثة وكان المطر شديداً لكنها تنعم بالتدفئة المركزية وكان قد أُخرج من غرفته قبل وصولي وأدخل الى غرفة أخرى... ودخلت غرفته ووجدت كتبا أدبية مركونة مع فراش وأغطية ومغسلة فيها ماء حار وبارد وساعة جدارية خارج القضبان يستطيع ان يراها عبر فتحة الكوة المشبكة ولكن لا يستطيع لمسها وكان بجانب سريره ديوان جرير وصور عائلية وطبقاً فيه بقايا تمر وتفاحة وفي زاوية الغرفة كتب منوعة اخرى مع أقداح فيها كرزات وحين سألت عن خزانة ملابسه أخبروني انها خارج الغرفة وفتحتها ووجدت فيها بدلتين وقمصان وزوجان من الأحذية وغيارات ومناشف بعدها انتقلت الى قاعة مجاورة لغرفته وهي المركز الطبي الخاص به وفيها أجهزة طبية مختلفة وأدوية وسرير طبي وقناني اوكسجين تحسباً لكل طارئ واخبرني الطبيب المختص انه أجرى لصدام أمس تخطيطاً للقلب واكدت النتيجة ان القلب سليم .. أما الغرفة الثالثة التي زرتها وتابعة أيضاً لصدام فتختلف عن الاخريات بان سقفها عبارة عن مشبك حديدي ترى منه السماء وسألت عنها فقالوا انها للتشمس وليراقب شتلاته الخاصة به وللتدخين وفيها طاولات وكراسي ودخلت اليها انا ومرافقي والمترجم المناوب الخاص بصدام فقط برفقة أمر معسكر الحجز وحيانا صدام لما رآنا مرحباً ولأن المطر يخترق السقف المشبك فاضطررنا للانتقال الى غرفة اخرى هيئت لنا واخرجت أنا سكايري نوع quot;كلوازquot; وجلبوا له سكايرة quot;سيكار كوبي هافانا من الذي كان يدخنه أبان حكمهquot; فقدم لي سيكاراً فرفضت بأدب لأنني لا أدخن سوى نوعاً واحداً فمدح لي السيكار وقال هذه أنواع جيدة واصر على ان أحتفظ بواحدة quot; .
واشار الموسوي الى انه ابلغ صدام (68 عاما) ان هذه زيارة ميدانية لا علاقة لها بالقضية وتفاصيلها وطلب منه ابلاغه عن أحواله وشكواه quot;لأن هذا من صلب واجباتي الرسمية فقال الحمد لله وضعي جيد والغذاء جيد ولكنه ليس كالطبخ العراقي وشاهدت لستة تحوي على عدة أصناف من الطعام ويعّلم صدام بالقلم على الأكلة التي يرغب بها لهذا اليومquot; .. وعند الاستفسار عن وضعه الصحي أجاب quot;أنا بخير فقط عندما القي القبض علي كنت بحاجة الى عملية فتق واجريت لي حسب طلبي فور اعتقالي ولكن لم امكث للنقاهة فترة كافية... وسألته أن كان يرغب في مقابلة عائلته فقال: عُرض علي الموضوع من السلطات المختصة وانا ارفض ذلك خوفاً من تعرضهم للمضايقة.. ويحق لي مكالمتهم هاتفياً إلا انني أرفض الاتصال الهاتفي لأنني متأكد من اني مراقب وانا أنزعج جداً من التصنت علّي .. فقلت له هل لك من شكوى تجاه المسؤولين عن المعتقل فقال بالحرف الواحد: لا والحمد لله أنا متفاهم مع الأخوة ولا مشكلة لدي، وطلب راديو وتلفزيون ففاتحت المسؤولين فقالوا ان المسموح لكل السجناء هو أفلام على كاسيتات فيديو فطلبت توفيرها له.
واضاف رئيس هيئة الادعاء قائلاً quot;قبل خروجي قال لي صدام :أعطيت الى محاميي الخاص (حصوتين) فلم أفهم للآن ماذا قصد بالحصوتين .. ورسالة فيها أبيات شعر كتبتها لزوجتي ولكن إدارة المعتقل صادرتها فقلت له: ان الأصول التي يعرفها محاميك أنك اذا ما اردت ان تعطيه أية امانة فيجب اعلام الجهة الحاجزةquot;.
التعليقات