عمان (رويترز): قال فريق الدفاع عن صدام حسين اليوم أن مُحاكمة الرئيس العراقي السابق ينبغي ألا تستمر في أجواء من الضغط السياسي المتزايد على القضاة من أجل إدانة سريعة تُقَوِض نزاهة المحاكمة. وقال رامزي كلارك وزير العدل الاميريكي الاسبق والعضو البارز في لجنة للدفاع عن صدام ان المحكمة التي ترعاها الولايات المتحدة كان يجب عليها أن تعلق الجلسة المقبلة المقرر عقدها يوم الثلاثاء بعد استقالة القاضي الكردي رزكار محمد أمين الذي ترأس المحاكمة منذ بدايتها في اكتوبر تشرين الاول الماضي .وقال كلارك قبل توجهه الى بغداد مع المحامي العراقي خليل الدليمي وفريق كبير يضم أميريكيا آخر وسودانيا ومحامين من البحرين بالاضافة الى وزير العدل القطري السابق quot;من المستحيل أن يستمروا.quot; واستقال أمين هذا الشهر شاكيا من تدخل الحكومة بعد أن اتهمه مسؤولون كبار بالحكومة باللين مع صدام والسماح له باستخدام ساحة المحاكمة منبرا سياسيا.

وتعرضت المحكمة لهزة أخرى الاسبوع الماضي بعد دعوات بابعاد رئيس المحكمة البديل و 19 شخصا آخرين للاشتباه في علاقاتهم بحزب البعث المُنحل الذي كان يتزعمه الرئيس المخلوع. وقال كلارك انه يتوقع حدوث مزيد من عمليات الترهيب عندما تستأنف المحاكمة يوم الثلاثاء وعندما يشهد مزيد من شهود الاثبات بأن صدام وسبعة من معاونيه ارتكبوا جرائم ضد الانسانية. ويواجه الثمانية اتهامات باصدار أوامر بقتل 148 شيعيا بعد محاولة فاشلة لاغتيال صدام. وتابع كلارك quot;نتوقع ترهيبا وضغوطا أكبر. هذا هو مضمون الرسالة المتمثلة في الضغوط التي تعرض له القاضي أمين. سر على هذا الطريق .. تحرك وادهس أي انسان يعترض طريقك.quot;

واضاف quot;انه هجوم جسيم على استقلال المحكمة. سنضطر لإثارة التساؤلات التي جعلتها الأحداث منذ آخر جلسة تطفو على السطح عن استقلال القضاء.quot; ومضى يقول quot;الزعماء السياسيون يحددون للقاضي كيف يكون قاضيا. لذا فان السؤال هل هو قاض أم لا؟. اذا كان قاضيا لا يمكن أن تتدخل في عمله.quot; وهزت استقالة أمين المحكمة التي خيم الشك بالفعل على قدرتها على عقد محاكمة عادلة وسط نزاع طائفي وعرقي بعد مقتل اثنين من محامي الدفاع وتبادل الاتهامات بممارسة التخويف. وقال ان هذا يلقي أيضا بظلال من الشك على حياد القضاة المعينين بالمحكمة. وأضاف quot;يتعين أن تتساءل بجدية ... عن حياد القضاة وهل يستطيعون التمسك بالنزاهة أم أنهم اختيروا لكي يدينوا.quot; وهاجم العملية القانونية العراقية التي تدعمها الولايات المتحدة ونزاهة المحاكمة قائلا ان شرعية المحكمة موضع شك.

وأضاف quot;انها (المحكمة) صنيعة الاحتلال العسكري الاميريكي. قانونها الاساسي وضعته الولايات المتحدة وبصم عليه بعد ذلك الناس في الولايات المتحدة ويحظى بدعمها طول الوقت.quot; وتابع quot;الموظفون اختارتهم ودربتهم الولايات المتحدة والجيش الاميريكي في كل مكان. المناخ العام في البلاد يسيطر عليه العنف ويجعل من المستحيل بالنسبة للمحكمة أن تعمل كمحكمة.quot; ومضى يقول quot;يتعين أن تكون المحكمة مستقلة .. اذا كانت المحكمة غير مستقلة كيف لنا أن نأمل في الحصول على الحقيقة والعدل.quot;