أسامة العيسة من القدس: استبق تومي لبيد، زعيم حزب الحركة العلمانية (شينوي)، إجراءات متوقعه لعزله من زعامة الحزب، واعلن اعتزاله الحياة السياسية الإسرائيلية، بعد أن كان محط الأنظار فيها، رافعا الراية البيضاء بعد أن اقر بهزيمته في بحر السياسة الإسرائيلية المتلاطم. وانسحب لبيد من زعامة وعضوية شينوي، معلنا انه يتحمل مسؤولية الانهيار في هذا الحزب، الذي لا تعطيه استطلاعات الرأي أي أمل في اجتياز نسبة الحسم، في انتخابات الكنيست المقبلة، وبالتالي فانه لن يكون له أي عضو، رغم انه يوجد له 14 عضوا في الكنيست المنتهية ولايتها.

ورغم إعلانه تحمل المسؤولية إلا انه قال بأنه لا يشعر بالذنب، مشيرا إلى أن تطورات الوضع في الساحة السياسية الإسرائيلية وإنشاء حزب كاديما برئاسة شارون، كلها أثرت على ما آل إليه حزبه العلماني المتطرف. ويجيء انسحاب لبيد، عشية جلسة كان من المقرر أن يعقدها مجلس حزبه، وعلى جدول أعماله، بند يطالب بعزل لبيد مؤسس الحزب ورئيسه والشخصية الأبرز فيه.

وكان لبيد تعرض لهزة كبرى، عندما فشل معسكره في الانتخابات الداخلية لحزبه لاختيار قائمته للكنيست، ففي حين فاز لبيد بزعامة الحزب، هزم صديقه عضو الكنيست أبرا هام بوراز، أمام ارون ليفنطال، عضو مجلس بلدية تل أبيب والشخصية الشابة في الحزب والذي جاء في المركز الثاني. وأدت نتيجة الانتخابات الداخلية إلى انشقاق في الحزب، وتم التوصل اليوم، بين فريقي الحزب، إلى اتفاق حول تقاسم الأموال الموجودة والتي تقدر بنحو 11 مليون شاقل (الدولار: 4.60 شاقل).

وعرف لبيد كإعلامي وصحافي بارز، قبل أن يقرر دخول المعترك السياسي، حيث أسس حزب شينوي كحزب علماني يميني، ناصب الأحزاب الدينية العداء وخاض ضدها حربا لا هوادة فيها. ولبيد من مواليد يوغوسلافيا عام 1931، وهاجر إلى إسرائيل مع تأسيسها عام 1948، وهو يحمل شهادة البكالوريوس في موضوع الحقوق، ويتحدث 5 لغات هي: العبرية, والإنكليزية, والألمانية, والمجرية, والكرواتية. وشغل في السابق منصب المدير العام لسلطة الإذاعة، ورئيس اتحاد التلفزيون بالكوابل، ورئيس اتحاد الشطرنج الإسرائيلي.

واصدر عدة كتب من بينها: أشخاص مهمين جدا، ومرشد لبيد لأوروبا، وقهوة في الفراش، وإنسان بعمري، وحيوان، وشطة، والأسبوع الذي مضيت، وما زلت أتكلم. وعرفه الجمهور الإسرائيلي على نطاق واسع في برنامج (بوليتيكا) الشهير، والذي كان مدخله لتحقيق شعبيته.