أسامة العيسة من القدس: صعد اليوم ممثلو النخب في العالم إلى جبال الألب البيضاء للمشاركة في فعاليات مؤتمر دافوس، الوقت الذي غادر فيه المشاركون في مؤتمر شبيه على المستوى الإقليمي، مدينة هرتسيليا الإسرائيلية الساحلية، بعد انتهاء المؤتمر الذي يحمل اسم المدينة.
واختتم مؤتمر هرتسيليا السادس بكلمة لايهود اولمرت، القائم بأعمال رئيس الوزراء الإسرائيلي، وضع فيه تصوراته السياسية المقبلة، وقبله في أيام المؤتمر السابقة تحدث آخرون من سياسيين واستراتيجيين وأكاديميين وخبراء في مختلف المجالات.
ووفقا للمراقبين، فان مؤتمر هرتسيليا في دورته السادسة، نجح في الحفاظ على طابعه ومصداقيته ولم يقع في فخ الخطابة والكلام المرسل وهو ما تجنبه المؤتمر منذ انطلاقه عام 2000.
ويحضر هذا المؤتمر في كل دورة نحو 300 خبير كل في مجاله، تطلق عليهم الصحافة quot;حكماء إسرائيلquot;، وانطلقت فكرته، عشية الألفية الثانية لميلاد المسيح، على أساس عقد مؤتمر سنوي يتحسس المفاصل الاستراتيجية لإسرائيل، ويقدم سيناريوهات، لمساعدة صاحب القرار في إسرائيل على تلمس آفاق المستقبل.
ويحسب للدكتور عوزي اراد، المسؤول السابق في جهاز الاستخبارات الإسرائيلية الخارجية (الموساد) انه صاحب فكرة المؤتمر الذي يحظى باهتمام يتجاوز إسرائيل إلى الإقليم وربما إلى العالم.
ويعقد المؤتمر سنويا في فندق دان اركاديا، في مدينة هرتسيليا الساحلية، ويمول من جهات خاصة وحكومية، مثل رجال الأعمال والشركات، والوكالة اليهودية ووزارة الدفاع.
ويتم الإعداد للمؤتمر على مدار العام ليعقد في الشهر الأخير منه، وتأخر عقده هذا العام، بسبب مرض ارئيل شارون، رئيس الوزراء الإسرائيلي، الذي كان متوقعا أن يلقي خطابا فيه مثلما فعل في الأعوام الثلاثة الماضية.
وتعمل طوال 11 شهرا طواقم خاصة للإعداد الجيد له، كي يكون فعلا مؤتمرا استراتيجيا وليس خطابيا، وهو ما نجح فيه المؤتمر إلى حد بعيد.
ومن ضيوف المؤتمر الدائمين، رؤساء الأجهزة الأمنية الحاليين والسابقين في إسرائيل، واصحاب القرار في السياسة الإسرائيلية، وزعماء المعارضة، ويحظر على الجميع الوقوع في فخ الخطابة والدعاية، وفهم هؤلاء الدرس جيدا، فيحضرون أنفسهم مسبقا، بمساعدة مستشارين، كي يقدموا وجهات نظرهم وتصوراتهم للتحديات التي تواجه إسرائيل والحلول التي يطرحونها لها.
واكتسب المؤتمر شهرة إعلامية، بعد أن ألقى شارون خطابه العام الماضي في المؤتمر واعلن فيها عن خطة الانسحاب احادية الجانب من قطاع غزة.
ويمكن من تتبع خطابات شارون في مؤتمر هرتسيليا الوقوف على تطور فكره السياسي، ففي عام 2002، تحدث شارون، عن انه لا يمكن حل الصراع مع الفلسطينيين بضربة واحدة، وعرض خطته لاستبدال القيادة الفلسطينية، كمرحلة اولى ضرورية للحل كما يراه.
وفي عام 2003، تحدث شارون عن استعداد إسرائيل لتقديم تنازلات وصفها بالمؤلمة وانسحابات من طرف واحد، ولم يتحدث عن خطة تفصيلية قائلا انه لم يبلور مثلها، وفي العام 2004، عرض على المؤتمر خطته التي كانت نضجت وتبلورت بالانسحاب الأحادي الجانب من قطاع غزة الذي نفذ في شهر أيلول (سبتمبر) 2005.
وعلى طريقة شارون، تحدث ايهود اولمرت يوم أمس، عن الخطط التي ستنفذ من طرف واحد، وهو الطرف الإسرائيلي.
التعليقات