بانكوك: اعلن مسؤول عسكري تايلاندي اليوم الخميس ان السلطات التايلاندية الجديدة تريد بدء مفاوضات في بداية تشرين الثاني/نوفمبر المقبل مع مجموعتين انفصاليتين متمردتين على سلطة بانكوك في اقصى مقاطعات الجنوب المسلم. وقال هذا المسؤول لوكالة فرانس برس طالبا عدم كشف هويته ان quot;قادة في منظمة باتاني المتحدة للتحرير وحركة +برساتو+ اتصلوا بنا عن طريق شخصيات كبيرة في ماليزيا لاقتراح مفاوضات سلامquot;.

واضاف ان quot;هذه المفاوضات يفترض ان تجري بعد شهر من تشكيل الحكومة، واذا امكن مطلع تشرين الثاني/نوفمبر وستنظم في بلد محايد مثل سنغافورةquot;. وحرك الانقلاب العسكري الذي اطاح في 19 ايلول/سبتمبر الماضي برئيس الوزراء التايلاندي السابق ثاكسين شيناواترا الامال بالتوصل الى تسوية في اقاليم يالا وباتاني وناراثيوات المحاذية لماليزيا حيث اوقعت اعمال عنف ذات طابع انفصالي وديني اكثر من 1500 قتيل منذ كانون الثاني/يناير 2004.

وغالبية القرويين في هذه المناطق وهم من الاثنية الماليزية، من المسلمين خلاف باقي سكان تايلند الذين يشكل البوذيون غالبية بينهم. وكان ثاكسين اتبع سياسة القبضة الحديدية في مناطق اقصى الجنوب حيث اعلن حالة الطوارىء في تموز/يوليو 2005 ما اثار غضب السكان المحليين. وكان ثاكسين كلف الجنرال سونثي بونياراتغلين الذي قاد الانقلاب وهو اول مسلم يقود الجيش التايلاندي، بمتابعة ملف الجنوب التايلاندي. وقد ابدى تأييده لاجراء مفاوضات مع المتمردين غير ان باقي اعضاء الحكومة المطاح بها عارضته.

واكد الجنرال سونثي الذي قال في آب/اغسطس انه لا يعرف قادة التمرد، مجددا الاربعاء تأييده التفاوض مع المتمردين ولكن على مستوى محلي. والخميس اكد مصدر عسكري ان quot;القيادة الاقليمية للجيش ورئيس الاستخبارات في الجنوب سيتم تكليفهما باجراء هذه المباحثاتquot;. وكانت هذه المنطقة سلطنة مستقلة قبل ضمها منذ قرن من الزمان من قبل تايلاند التي كان يطلق عليها سيام. وشهدت المنطقة منذ ذلك التاريخ عدة ثورات.

وفي 1968 برزت منظمة باتاني المتحدة للتحرير كاهم مجموعة متمردة في المنطقة الى ان انحسرت بشكل شبه كامل قبل 15 عاما. اما حركة الوحدة (برساتو) فهي تجمع لعدة مجموعات انشأتها منظمة باتاني. ولم يتم تبني اي من الهجمات التي قام بها المتمردون في الجنوب. ولا يستبعد خبراء وقوف مجموعات تمرد اسلامية صغيرة متشددة وراء العنف في هذه المنطقة اضافة الى تشكيلات المافيا المحلية.