اندريه مهاوج من باريس : لم يكد رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة يعلن عزم حكومته على عقد مؤتمر باريس 3 لدعم لنبان اقتصاديا حتى سارع قصر الاليزيه بالرد ايجابا على هذه الدعوة معلنا في بيان صادر عن الرئاسة الفرنسية ان باريس مستعدة لاستضافة مؤتمر دولي يسمح باعطاء دفع جديد للالتفاف الدولي حول لبنان الذي تجلى خلال مؤتمر استوكهولم الاخير لاعادة اعمار لبنان .
وحسب معلومات سياسيفان السنيورة لم يعلن عن العزم على عقد المؤتمر في كانون الاول ـ يناير المقبل الا بعد مشاورات حثيثة مع السلطات الفرنسية وبعد تفاهم مسبق معها على الخطوط العريضة للترتيبات المتعلقة بالمؤتمر والاهداف المحددة المرجو تحقيقها اضافة الى الجهات التي ستدعى للمشاركة . وتفيد المعلومات انالجانب الفرنسي اصر خلال هذه الاتصالات على ضرورة استكمال الحكومة اللبنانية برنامج الاصلاحات وتحديد خطتها المستقبلية بشكل واضح لكي يكتسب الجانب اللبناني مصداقية على الساحة الدولية لمنع تكرار ما حصل بعد باريس 2 من عدم وفاء الحكومة اللبنانية التي كانت انذاك برئاسة رفيق الحريري بالتزاماتها تجاه المانحين . ووفقا للمعلومات فان فرنسا مستعدة للوقوف الى جانب لبنان بكل قواها ولكنها تريد ان تطمئن الى توافر الظروف التي تسمح لحكومة السنيورة بتنفيذ ما عليها في مجال الاصلاحات خصوصا في ظل الاوضاع الداخلية الراهنة والحملة الدائمة على الحكومة بهدف اسقاطها وتشكيل حكومة وحدة وطنية في حين لم تسقط باريس من حساباتها قدرة رئيس الجمهورية اميل لحود على التعطيل وهو الذي كان القى على عاتقه مرارا في السابق رفيق الحريري مسوؤلية تعطيل تنفيذ باريس2 . ولا تخف باريس تحفظاتها في هذا الشان خصوصا ان العلاقة بينها وبين الرئيس لحود مقطوعة وان الرئيس اللبناني لا يترك مناسبة الا ويهاجم فيها سياسة الرئيس شيراك شخصيا والدور الفرنسي في لبنان عموما الى حد ان الامر وصل به مرة الى القول ان عهد استعمار انتهى .
وتعتبر بعض الدوائر الرئاسية الفرنسية ان انقاذ الاقتصاد اللبنانيأمر حيوي لمستقبل لبنان ولاستقراره وان هذا البلد يحتاج في المرحلة المقبلة لمبالغ طائلة لازالة اثار العدوان ولمواجهة حال الركود وان تراكم الديون يؤخر كل ذلك ولكن الفرصة متاحة دوليا في ظل التعاطف العام مع لبنان بعد الحرب الاخيرة واستعداد اركان المجتمع الدولي لتقديم المساعدة . هذا فيما في الجانب العربي تبدو المملكةالعربية السعودية ودول خليجية اخرى مستعدة الان لاعادة تفعيل مساعداتها للبنان والملاحظ هنا ان اعلان السنيورة عن مؤتمر باريس 3 جاء مباشرة بعد زيارته للسعودية التي هي على تشاور مستمر بشان الملف اللبناني مع فرنسا التي تريد تحقيق انجاز ما قبل نهاية ولاية الرئيس شيراك في ايار مايو المقبل واختيار موعد انعقاد المؤتمر في بداية 2007 ياخذ بالاعتبار الاستحقاق الرئاسي الفرنسي .