علي محمد مطر من اسلام اباد: بدأ صبر الولايات المتحدة ينفذ مع الرئيس الباكستاني مشرف واخذت تطالبه بوقف عقد صفقات السلام مع رؤساء القبائل الواقعة على الحدود مع افغانستان ويبدو ان قيام الجيش الباكستاني،مدعوما او غير مدعوم بالطائرات العمودية الاميركية، بقتل 80 شخصا في مدرسة دينية في منطقة باجاور القريبة من الحدود الافغانية مرتبط ارتباطا وثيقا بالضغوط الاميركية الجديدة على مشرف طبقا للتقارير الصادرة عن محللين سياسيين باكستانيين.

وتفيد التقارير بان الخيارات قد بدأت تقل في جعبة الرئيس الباكستاني وانه اصبح يناطح الصخور للابقاء على الارتياح الاميركي من سياساته كما ان لجوءه لمهاجمة المدرسة الدينية في باجاور يعتبر دليلا قاطعا على اضمحلال الخيارات المتعلقة بقدرته على إحلال السلام وإحكام السيطرة على مناطق حدود باكستان مع افغانستان. اي انه لا توجد في مخيلة الرئيس الباكستاني اي خطة محددة لمواجهة الوضع في المناطق القبلية فهو يعقد مع رؤساء القبائل صفقة بهذه اليد ويقصفهم بالطائرات باليد الاخرى.

والخيارات الرئيسة المتوفرة للرئيس بعد عودته من زيارة الولايات المتحدة هي اما ارسال الجيش الغاضب من سياساته وخصوصا من التهم الاخيرة التي وجهها ضد بعض الجنرالات السابقين بمعاونة طالبان؛ ارساله لضرب مواطنيه في المدارس الدينية وهو الاسلوب المرشح للاستمرار من الان فصاعدا؛ او التوصل الى المزيد من صفقات السلام مع القادة القبليين والتي تمنح طالبان والقادة المسلحين كل ما يرغبون فيه. ويعتقد ان اميركا وبريطانيا بصدد فرض ضغوط اخرى اضافية على مشرف لكي ينهي مسألة الحدود المتوترة مع افغانستان وان يضع حدا للانشطة المسلحة فيها ولكن بدون ان تشرحا له الكيفية التي يمكنه من خلالها تحقيق ذلك وبدون ان يوضحا ما اذا كانتا ستساعدانه في انجازها.

صفقة السلام التي انجزها مشرف في وزيرستان جعلت مهمة قوات حلف الناتو شبه مستحيلة في جنوب وشرق افغانستان ولكن مشرف يصر على انها الخيار الوحيد المتبقي امامه بسبب ضغوط الجيش عليه والتي مردها الى ان خسائر الجيش الباكستاني في مواجهات العامين ونصف الماضية في شمال وجنوب وزيرستان قد بلغت مقتل قرابة 700 جندي على الاقل في حين ان ما اعلن عنه رسميا لا يتجاوز المئتين فقط.