quot;إيلافquot; من واشنطن: أكد رئيس لجنة التحقيق الدولية السابق في قضية اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية الاسبق رفيق الحريري، القاضي الألماني ديتليف ميليس، أن الدافع الأساسي لاغتيال الوزير بيار الجميل quot;هو إسقاط الحكومة اللبنانية لأنهم لا يريدون أن تدخل المحكمة على المسرح السياسيquot;. وأعرب عن إعتقاده بأن جريمة اغتيال الوزير الجميل مشابهة للإغتيالات السابقة وأن الأشخاص أنفسهم هم الذين تورطوا في الجرائم السابقة ولكن باستخدام أساليب مختلفة.
وذكّر في حديث إلى قناةquot; الحرةquot; عبر برنامج quot;ساعة حرةquot;، بأن اللجنة التي كان يرأسها ذكرت في تقريرها إلى مجلس الأمن quot;أننا شعرنا أن هناك أدلة قاطعة على تورط الاستخبارات السورية في جرائم الاغتيالquot;. وأعرب عن خشيته من quot;رؤية الكثير من أعمال العنف في لبنان في المستقبلquot;.
وسئل ميليس: اعتبرت في تصريح لك منذ ساعات أن اغتيال الوزير بيار الجميّل يستهدف إسقاط الحكومة اللبنانية والهجوم على المحكمة الدولية والأمم المتحدة، هل يمكن توضيح هذا الأمر؟
أجاب: quot;هذه القضية لا أحقق فيها، لكن من دافع الخبرة التي حصلت عليها أثناء التحقيق في اغتيال الرئيس الحريري، استخلصت أن الدافع الوحيد لهذا الاغتيال هو إسقاط الحكومة اللبنانية، وهي سلسلة من الأعمال المنظمة والمدبّرة تدبيراً جيداً، عمليات اغتيال كهذه لشخصيات مرموقة من السياسيين في الحكومة، وكانت هناك محاولات لإسقاط الحكومة لأنهم لا يريدون أن تدخل المحكمة على المسرح، وبحسب ما أستطيع أن أرى لا يوجد أي دوافع أخرى تخطر بباليquot;.
* تقصد أن الهدف تحديداً من الجريمة هو إسقاط وعدم إنشاء المحكمة الدولية؟
- بالنسبة إليّ هذا هو الدافع الوحيد المعقول، ولا أرى أي دوافع أخرى. ولكن أكرر أن هذا إفتراض شخصي ، وأنا لا أحقق في هذه القضية.
*اعتبرت أن عناصر موالية لسوريا في لبنان هدفها واضح بإسقاط الحكومة لمنع إنشاء المحكمة، هل تتهم جهة معيّنة في شكل أكثر وضوحاً؟
- لست مستعداً لتوجيه اتهامات إلى أحد، لكن الغاية من استقالة عدد من الوزراء هي حتماً زعزعة استقرار الحكومة اللبنانية. لذلك تم الاعلان عن أفرقاء يريدون تشكيل حكومة مختلفة عن سابقتها.
* خلفك في اللجنة القاضي سيرج براميرتز أكد أن هناك أدلة على ترابط جرائم الاغتيال السياسية في لبنان أخيراً، وفي الجريمة الأخيرة أساليب جديدة لم تعتمد سابقاً، هل اختلفت الجهة أم التقنية فحسب؟
- مرة ثانية أنا هنا أطرح افتراضات، وقبل سنة عندما سألتني الصحافة في نيويورك عما إذا كانت الاغتيالات مترابطة قلت ربما تكون مترابطة. ومن دون أن أحصل على معلومات عمن ارتكب هذه الجريمة، أعتقد أن مجلس الأمن الدولي أعطى السلطة للجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة من أجل تقديم المساعدة الفنية للمحققين اللبنانيين. أعتقد أن الأمر مشابه والأشخاص أنفسهم هم الذين تورطوا في العمليات السابقة باستخدام أساليب مختلفة.
*هل هذه اللجنة قادرة على تحمّل مسؤوليات التحقيق في كل الجرائم ومنها الجرائم الأخيرة؟
- حتماً هذه مشكلة، عندما كنت مسؤولاً عن التحقيق أبديت رأيي دائماً في أن اللجنة يجب أن تركز على التحقيق في اغتيال الرئيس الحريري مع السلطات اللبنانية وتقديم المساعدات الفنية في القضايا الأخرى. وتقديم المساعدات الفنية يعني إدخال خبراء إلى لبنان للتحقيق في مسارح الجريمة ولكن ليس التحقيق في القضية بكاملها كما فعلنا في قضية الحريري. لذلك أعتقد أن هذا يمكن فعله حتما،ً ويجب ألا ننسى أن اللجنة توسعت صلاحياتها في شكل كبير كما سمعت، وشملت أناساً عديدين، وعدد أعضائها أصبح ضعف عدد الذين كانوا معي حين كنت مسؤولاً عنها.
* اتهمت في تقاريرك مسؤولين سوريين باغتيال الرئيس الحريري، ثم جاء براميرتز ولم يقدم توضيحات جديدة. هل تؤكد من المعطيات المتوافرة لديك أن سورية هي وراء هذه الأعمال؟
- نحن واللجنة ذكرنا في تقريرنا إلى مجلس الأمن بأننا شعرنا بأن هناك أدلة قاطعة على تورط الاستخبارات السورية في جرائم الاغتيال. وبالنسبة إلى استمرار جرائم الاغتيال، التحقيق مستمر ويجب أن يتوسّع، والابلاغ ورفع التقارير التي تُبقي على ما ذكرت سابقاً.
*سوريا تؤكد أن لا علاقة لها باغتيال الوزير الجميل والاغتيالات الأخرى، وتقول إن ليس من مصلحتها في هذا الوقت اغتيال الجميّل لأنها ربما ستدخل في حوار مع الولايات المتحدة؟
-لست في موقف يسمح بأن أعلق على تعليقات لآخرين. إذا قدموا هذا التفسير فهذا شأنهم، ولكنني أبقى حراً في تقديم رأيي، وقد يكون مختلفاً.
* هناك دول أوروبية عديدة كإسبانيا وبريطانيا وإيطاليا وألمانيا ترفض اتهام سورية بارتكاب جريمة اغتيال الجميّل وتدعو في الوقت نفسه إلى الحوار مع سورية لحلحلة الوضع في الشرق الأوسط وخصوصاً في سورية ولبنان...
- لن أوجه التهمة إلى سورية بأي شيء، سورية الحكومة وسورية الشعب... لم أتهم سورية أبداً. من وجهة نظر سياسية لماذا لا نتحدث مع الحكومة السورية؟ ما دامت الحكومات تتخاطب بعضها مع بعض فيجب أن تقوم بذلك، وهذا حسن. ونأمل في أن تتخاطب الحكومات لنحصل على عالم فيه سلام أكثر. لا أرى أي أذى من وجهة نظري بالحديث مع الحكومة السورية. حكومتي ( ألمانيا) تقوم بذلك وحكومات أخرى أيضاً. الولايات المتحدة لديها سفارة في دمشق ، وكنت أتمنى لو أن سورية لديها سفارة في لبنان، لأنّ هذا ربما يكون فيه مساعدة، فليتحدثوا معاً.
*كيف تنظر إلى موقف نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد الذي أعلن عدم رغبة سورية في أي صلة لها بالمحكمة الدولية ؟ كيف سيؤثر ذلك في عمل هذه المحكمة؟
- فلنر. إنها مشكلة يواجهها مجلس الأمن الدولي لأنه قرر أن يؤسس هذه المحكمة. ومرة أخرى لا أرى أن هذه المحكمة ستُشكَّل وتعمل في غضون الأسابيع القليلة المقبلة. من يدري كيف تكون المنطقة حين تؤسس المحكمة وتبدأ عملها؟ ولكن أعتقد أن لا بدائل من هذه المحكمة.
* سبق أن توقعت حصول اغتيالات في لبنان، هل تتوقع اغتيالات أخرى؟
- أخشى أننا سنرى الكثير من أعمال العنف (في لبنان)، ولكن أصلي إلى الله ألا يحدث ذلك.
التعليقات