نبيل شرف الدين من القاهرة : في حفل تكريم خاص قلد الرئيس المصري حسني مبارك اليوم الثلاثاء محمد البرادعي رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بمناسبة حصوله على جائزة نوبل للسلام مناصفة مع الوكالة التي يرأسها، قلادة النيل العظمى وهي أرفع وسام مصري مدني . وكان مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، قرر إعادة انتخاب البرادعي كمدير للوكالة لفترة ثالثة، وذلك في سابقة هي الأولى من نوعها، أن يتم التمديد لمدير الوكالة ثلاث مرات متتالية، مع الإشارة أيضاً إلى أنه أول مصري وعربي يتولى هذا المنصب الدولي الرفيع . والبرادعي المتخصص في التعاون التقني والسلامة النووية, من مواليد 17 حزيران (يونيو) في العام 1942 بمصر، وتخرج في كلية الحقوق بجامعة القاهرة، وبدأ حياته العملية بوزارة الخارجية المصرية عام 1964، وفي العام 1984 بدأ عمله بمقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا ويتولى لاحقاً منصب مدير الشئون القانونية بالوكالة، وفي الخامس من حزيران (يونيو) 1997 اختير البرادعي مديرا عاما للوكالة خلفا لهانز بليكس .
تفاصيل الحفل
وفي بداية الاحتفال القى البرادعي كلمة قال فيها إن الحصول على جائزة نوبل للسلام مناصفة مع وكالة الطاقة الذرية هو تأكيد من قبل المجتمع الدولي على ان السلام ليس انجازا واحدا بل هو مناخ وعمل مستمر والتزام دائم ودفعة قوية للاستمرار في اداء عملنا بنفس الجهد والمصداقية، وأكد أن الطريق مازال طويلا وشاقا أمام جعل عالمنا اكثر عدالة وامنا، عالم تضيق فيه الفجوة بين الفقير والغني، اذ يستهلك 20% من سكان العالم 80% من موارده، ويعيش 40% من ابناء العالم على دخل يقل عن دولارين في اليوم .
ومضى البرادعي قائلاً إن هذا العالم الذي ننفق فيه سنويا أكثر من الف مليار دولار على التسلح بينما ننفق أقل من 10 \% من هذا المبلغ على اجمالي مساعدات التنيمة، هو العالم الذي مازال فيه 850 مليون شخص يأوون إلى فراشهم جوعى . واختتم البرادعي بالقول quot;يقيني انه لو قادت مصر مسيرة نحو مجتمع قائم على الحداثة والاعتدال، مجتمع قائم على السماحة والتعددية، مجتمع يضمن مشاركة جميع فئاته رجالا ونساء مسلمين وأقباطا في صنع مستقبلهم ، مجتمع قائم على العلم والحرية فان كل مصري سيكون قادرا على ان يحقق ما حققته أنا بل وأكثرquot;. ثم ألقى الرئيس مبارك كلمة اكد فيها حرص بلاده على تعزيز الاستفادة من الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية، وقال إن هذا يعد حقا تكفله أحكام معاهدة منع الانتشار النووي للدول أطرافها، غير أنه استدرك موضحا أن مصر تنادي بأن تقترن الدعوة للامتثال لمعاهدة منع الإنتشار بدعوة مماثلة وجهود حثيثة لضمان عالمية المعاهدة وانضمام كل من لم ينضم حتى الآن لهذا الصك الدولي الهام . ومضى مبارك قائلا quot;لقد طرحت منذ سنوات طويلة مبادرتي لاعلان منطقة الشرق الاوسط منطقة خالية من السلاح النووي ومن كافة أسلحة الدمار الشامل حفاظا على أمن وسلام هذه المنطقة الذاخرة بالازمات وأمن وسلام العالمquot; . تجدر الإشارة إلى أن البرادعي هو المصري الرابع الذي يفوز بجائزة نوبل بعد الرئيس الراحل أنور السادات والروائي نجيب محفوظ، وعالم الكيمياء أحمد زويل الذي يحمل الجنسية الأميركية الى جانب جنسيته المصرية .
التعليقات