اعتدال سلامه من برلين: لو لم يكن للقضية اهمية كبرى ويجب رفع الصوت لما انتقدها غونتر غراس الاديب الالماني وحامل جائزة نوبل للسلام والمعروف مواقفه السياسية في القضايا المهمة جدا. والقضية تتعلق بالصور الكاريكاتورية التي نشرتها صحيفة دانمركية للنبي محمد واعادت نشرها صحف كثيرة منها مجلتي دير شبيغل وفوكوس الالمانيتين.
فمن وجه نظر الاديب غراس ان الصور تمثل حملة منظمة ومدبرة من قبل جريدة يمينية متطرفة بهدف التحريض والاستفزاز. والصحافيون فيها كانوا يدركون تماما بان رسومات لله او لرسوله غير مسموح بها في العالم العربي، ولقد خرقوا بوعي وتعمد هذا الحظر لانهم يمينيون متطرفون ولهم مشاعر معادية للاخرين.
ولم تفاجئ غراس ردود الفعل في العالم الاسلامي وكما قال نعيش في زمن يرتد العنف على مفتعله، واول عمل عنيف ارتكبه الغرب كان في العراق حيث مشت جيوشه واحتله، quot; ونعرف اليوم جيدا ان هذا الغزو قد خرق العديد من القوانين الدولية.
وبرر الرئيس الامريكي حربه بحجج متشددة بعد ان قسم العالم الى شرير وطيب. والمظاهرات التي تجتاح العالم الاسلامي ما هي الا ردود فعل متشددة على عمل متشدد، ومن الخطأ بمكان وصف ما يحدث حاليا بانه صراع حضارات بل صراع غير حضاريquot;.
وقال غراسquot; يربط الغرب نقاشه عن الصور الكاريكاتورية بحرية الصحافة دون اعطاء اعتبار للقضية الاقتصادي والمادية وللبيع الكثير. كما وان الصحف تعيش من الدعايات وعليها مراعاة مصالح الشركات الكبيرة، أي انها جزء في هذا القطاع المؤثر والكبير الذي يحتكر الاعلام والرأي العام وله تأثير على ما يجب ان يكتب او ينشر او لا .
ويرى الاديب الالماني حاليا تشابها بوضع الصحافة ابان الحكم النازي ، لذا قال انصح كل دانماركي ان يتفحص الصور الكاريكاتورية جيدا ليدرك انها تشبه ما كانت تتضمنه الصحيفة النازية quot; العاصفةquot; عندما كانت تنشر صورا كاريكاتورية معادية للسامية وبنفس الاسلوب ايضا.
في نفس الوقت يرى غراس الصراع بين العالمين الغربي والاسلامي قاتم وبرأيهquot; الجروح عميقة جدا ليس فقط في العالم العربي بل في البلدان الفقيرة بالكاملquot;.
- آخر تحديث :
التعليقات