اعتدال سلامه من برلين: كل مرة تحمل فيها صحيفة quot;نيويورك تايمزquot; الاميركية اخبارا جديدة عن انشطة العميلين الالمانيين في بغداد قبل الحرب الاميركية في العراق وخلالها يرتبك المسرح السياسي في المانيا. وهذه المرة حمل تقرير للصحيفة ارقاما واسماء اوقعت المخابرات السرية الالمانية BND في الحيرة. اذ اوردت استنادا الى معلومات من دراسة للقيادة العسكرية الاميركية ان الخطة السرية التي وضعها صدام حسين لحماية العاصمة العراقية والتي قيل ان العميلين الالمانيين حصلا عليها من مصدر حكومي عراقي، تسلمها مجلس الشيوخ الاميركي في الثالث من شهر شباط / فبرايرعام 2003 من ضابط ارتباط الماني في القاعدة العسكري الاميركية في قطر. وبهذا يرد للمرة الأولى ذكر عميل الماني عمل مباشرة في قاعدة سرية أميركية. الا ان قيادة المخابرات السرية الالمانية لم تكذب ذلك بل لجأت الى ذكر تواريخ اخرى والى تكتيك الاعتراف بأجزاء مبعثرة من الحقيقة، فأكدت انها ارسلت العميلين المقصودين الى بغداد وباشرا عملهما ابتداءا من 15 من شهر شباط/فبراير، وبالتالي لم يكونا هناك في 3 منه كما ذكر التقرير. وأضافت أن رجل الارتباط التابع لها والمسمى quot; كارديسquot; والذي تمركز في قطر باشر عمله هو أيضاً في منتصف شهر شباط/ فبراير.
وهذا يعني ان القضية امام سيناريوهين: اما ان تكون المخابرات السرية الاميركية حصلت حقيقة على تقرير سري عن خطة الدفاع عن بغداد من طرف الماني آخر، وليس عن طريق العناصر الثلاثة للمخابرات السرية الالمانية، وعند ذلك يُطرح السؤال: من هو ذاك الطرف؟ او ان قيادة المخابرات الألمانية لجأت الى الكذب على اللجنة البرلمانية للتحقيق من أجل تملص من المسؤولية عما ورد في الصحيفة الاميركية، مما دعا اللجنة الى اعتبار الامر منتهياً واقفلت الملف لعدم توفر ادلة تؤكد تورط BND في الحرب في العراق.
لكن تقرير الصحيفة الاميركية حمل معلومات اخرى لا تقل اهمية، قالت ان مصدرها مخابراتي سري الماني، ومن ضمنها ان ضابط المخابرات عمل لدى تومي فرانكس المدير السابق لمكتب القيادة العسكرية الاميركية في الدوحة وكان يحصل على معلومات من العميلين الالمانيين في بغداد ليوزعها بعد ذلك. وبلغ عدد التقارير التي زود بها الجيش الاميركي قبل الحرب 25 تقريرا تضمنت 18 اجابة عن 33 سؤالاً مهما، وفي 8 حالات وفر للطرف الاميركي معلومات عن الشرطة العراقية والوحدات الخاصة في الجيش العراقي. وخلال الاشهر الاولى من الحرب في العراق تعلق الامر بتبادل معلومات نظامية ومواقع داخل بغداد بين المخابرات السرية الاميركية والالمانية. والجديد في القضية معلومة تقول ان تعيين ضابط الاتصال كان بناء على اذن من غرهارد شرودر المستشار الالماني السابق ووزير خارجيته السابق الاخضر يوشكا فيشر ووزير الخارجية الحالي فرانك فلتر شتاينمار وكان منسق المخابرات السرية في ديوان المستشارية، الا ان الثلاثة ينكرون ذلك.
وتزداد توقعات برلين في اعلان الحكومة الاميركية موقفا من اجل توضيح قضية انشطة العملاء الالمان خلال الحرب في العراق، وهذا ما طالب به فولفغانغ بوسباخ خبير الشؤون الداخلية من الحزب المسيحي الديمقراطي المشارك في الحكم وزعيمته المستشارة انجيلا ماركل، وقال في تصريح اليوم: quot;نحن في وضع يصعب ان نتمكن فيه من توضيح القضية وحدنا، لذا من الضروري تقديم الطرف الاميركي ايضاحات، وإلا ستبقى القضية تخمينات ضد تخيمناتquot;.
- آخر تحديث :
التعليقات