بهاء حمزة من دبي: أكد خبراء اعلاميون أن نمو قطاع الفضائيات التلفزيونية ومواقع الأخبار الالكترونية جلبا فوائد كبيرة للصحف في المنطقة بعد أن كانت حكوماتها شديدة التحفظ حيال التعاطي بحرية مع الصحافة عند محاولتها معرفة ما وراء الخبر المعلن لكن ظهور وتنامي الوسيلتين المشار اليهما خصوصا الفضائيات أتاح للصحافيين المزيد من الليونة والإنفتاح من الحكومات العربية.

وأشار محمد المزل مساعد مسؤول التحرير في صحيفة جلف نيوز الإماراتية خلال كلمته في الجلسة الصباحية لليوم الثاني من مؤتمر الشرق الأوسط للنشر المنعقد حاليا في دبي إلى أن إعلان قناة الجزيرة الفضائية على سبيل المثال الأخبار فور حدوثها شكل حافزاً مهماً أمام الصحافيين للتوجه إلى المسؤولين الحكوميين وسؤالهم مباشرة التعليق عليه وترك الأمر لهم لنفيه أو تأكيده مشدداً على أن اغلب الحكومات العربية تعاطت بإيجابية كبيرة مع هذه التغيرات.

وأضاف quot;يمكن لقراء صحيفتنا حالياً قراءة مقالات مثيرة للجدل لم يكن من الممكن أبداً نشرها أو التطرق إليها قبل ثلاث أو أربع سنوات مضت. يمكننا القول بثقة تامة إن نمو النشر الالكتروني والفضائيات وفر المزيد من الحرية لكتابة الاخبار كما تحدث من دون التدخل الحكومي والتشدد المفرط من قبل أقسام الرقابة في وزارات الاعلامquot;.

على صعيد اخر كشفت الندوة عن ان نسبة الانفاق على الأبحاث الإعلامية ضئيلة جدا من اجمال الإنفاق المخصص لقطاع الأبحاث في دول الشرق الأوسط والذي يعرف نموا مستمرا بلغ في الاونة الاخيرة 40 %، ولفت جوزيف شرتوني مدير التسويق في البنك البريطاني (اتش اس بي سي) وعضو هيئة كاستور التي تدعو لاعتماد التدقيق المستقل لأرقام وإنتشار المطبوعات أن الارقام والحقائق الحالية التي تنشر في الابحاث الاعلامية في المنطقة تعتبر quot;مشبوهةquot; او مجرد اكسسوارات للزينة وان هذه القضية ما زالت معضلة حقيقية مصنفاً صورة المنطقة في هذا المجال بالقاتمة مع وجود علامة سؤال كبيرة حول النزاهة الاعلامية فيها.

وأكد أن خيارات الحصول على المعلومات في المنطقة ما زالت محدودة وحتى غير متوفرة دوماً في مختلف أسواق منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا حاثاً الحضور على تولي مسؤولية هذه القضية بأيديهم وانشاء أدوات ابحاث داخل مؤسساتهم لضمان أفضل تحكم ممكن بمصداقيتها.

وقال شرتوني في ورشة عمل بعنوان quot;معايير البحث الإعلامي هل لا تزال معضلة في الشرق الأوسط؟quot; انه في غياب الأبحاث الدقيقة والموثوقة لا يبقى أمام المعلنين ووكالات الاعلان سوى اللجوء الى التخمين والحدس الشخصيين عند قرارهم شراء المساحات الاعلانية وهو الأمر الذي يهدد مصداقية صناعة النشر الاقليمية.

وذكر أن هيئة quot;كاستورquot; والجمعية الخليجية للاعلان تتشارك الاهداف ذاتها في تكوين معلومات واحصائيات موثوقة وبالمعايير البحثية الصحيحة. وأكد أن كاستور تطمح إلى الرقي بهذه المعايير وبالممارسات العملية المعتمدتين في مسألة التدقيق الاعلامي في المنطقة إلى تلك المعتمدة عالمياً مما يؤدي الى نوعية افضل من التخطيط الاعلاني والتسعير الصحيح للمساحات الاعلانية لتمكين المعلنين من الحصول على العوائد الحقيقة لاستثماراتهم الاعلانية.

وكان المؤتمر الذي شهد مشاركة واسعة من الاعلاميين والمتخصصين قد كرم شخصيتين بارزتين في قطاعي نشر الصحف والمجلات للدور الذي لعبتاه في تطور صناعة النشر في منطقة الشرق الأوسط هما المرحوم عبدالعزيز السقاف (1952 ndash; 1999) مؤسس ومحرر وناشر صحيفة يمن تايمز وغنيمة فهد المرزوق رئيسة تحرير مجلة أسرتي الكويتية حيث منحتهما ادارة المؤتمر جائزة إنجاز العمر في قطاع النشر.

وقال ديفيد كمرفيلد الرئيس التنفيذي للجمعية العالمية للمطبوعات الدورية إن هذه الجوائز تأتي تقديراً للمساهمات المميزة لبعض الأفراد والمؤسسات التي ساهمت بالرقي بصناعة النشر الإعلامي إلى ما هو عليه حالياً. ولفت الى أن المرحوم عبدالعزيز السقاف كان أحد أعلام الإعلام اليمني حيث أصدر عام 1990 صحيفة يمن تايمز كأول صحيفة يمنية باللغة الإنجليزية وتعد حالياً الصحيفة الأكثر شعبية بين الصحف الإنجليزية في اليمن. وكانت الصحيفة قد فازت بجائزة نادي الصحافة الوطني في فئة الوسيلة الإعلامية الناشطة في حرية الصحافة عام 1995 عالمياً علماً أن شعار الصحيفة الذي رفعه السقاف كان quot;نستخدم اليمن تايمز لجعل اليمن مواطناً عالمياً صالحاًquot;.

أما غنيمة فهد المرزوق رئيسة تحرير مجلة أسرتي الكويتية التي تأسست سنة 1964 فاختيرت لدورها في انشاء المجلة التي كانت الأولى التي تهتم بشؤون الأسرة وقضايا المرأة في منطقة الخليج العربي كما ان المرزوقي من الرائدات في الكويت في إيصال صوت النساء الكويتيات إلى العلن في وقت كانت فيه حرية المرأة الكويتية محدودة للغاية وعملها في المساهمة في النهوض بالمرأة في مختلف المجالات الإجتماعية والثقافية عدا عن تمتعها بالدراية الواسعة لعالم النشر من الناحية الإقتصادية ونجاحها في تحويل مجلة أسرتي إلى واحدة من أبرز وأنجح مجلات الأسرة في منطقة الخليج العربي.