مبعوث أنان للسودان عقب لقائه موسى :
لا تحفظ على عقد القمة العربية بالخرطوم

نبيل شرف الدين من القاهرة : قبيل مغادرته القاهرة اليوم الأربعاء متوجهاً إلى باريس، عقب اجتماعه مع الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، نفى إيان برونك المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة الخاص بالسودان، أن تكون هناك تحفظات من قبل منظمة الأمم المتحدة على عقد القمة العربية في الخرطوم، وأضاف أنه أطلع موسى خلال لقائهما على آخر تطورات مفاوضات أبوجا الحالية الخاصة بدارفور والتي وصفها بأنها تتسم بالبطء الشديد، معربا عن أمله في أن يتم التوصل بشكل عاجل لاتفاق يكفل حماية ما يتعرض له المدنيين نتيجة استمرار القتال وأعمال العنف .

وأوضح برونك أن اتفاق السلام الخاص بالجنوب يمضي في مساره الصحيح، وهناك تعاون بين الحركة الشعبية والحكومة السودانية وبمساعدة الأمم المتحدة وهو التعاون الذي يسهم في إحتواء أي أعمال عنف .

كما أشار برونك أنه سيتوجه إلى باريس بعد القاهرة للمشاركة في اجتماع مجموعة المانحين للسودان وهو الاجتماع الاول الذي يعقد لهذا الغرض تحت رعاية البنك الدولي وصندوق النقد الدولي بهدف تعزيز الادارة الرشيدة للموارد الاقتصادية على النحو الذي يكفل استخدام الموارد المحلية لصالح جميع أبناء السودان وخاصة في المناطق الأكثر احتياجا وذلك للتزامن مع زيادة المساعدات الدولية .

القوات الأفريقية
ومضى برونك قائلاً إن الأمم المتحدة لم تعترض على عقد القمة العربية في الخرطوم نهاية هذا الشهر وأن الذي عارض عقدها هم أفراد لايعبرون الا عن أنفسهم، أما عن التدخل الدولي فقد صرح برونك بأنه quot;من الطبيعي أن تقدم الأمم المتحدة على التدخل في ما لو أصبح الاتحاد الأفريقي غير قادر على الاضطلاع بمهمته مؤكدا أن الأمم المتحدة لايتعين عليها تمويل حفظ السلام لان ذلك تضطلع به منظمات أخرى وذلك طبقا لميثاق الأمم المتحدة وأن الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي هم من قاموا بتمويل قوات الاتحاد الأفريقي، وذكر أن هذه الاطراف لاتستطيع مواصلة توفير التمويل اللازم لهذه القوات ومن ثم نشأ اقتراح الاتحاد الأفريقي بتحول القوات الأفريقية إلى قوات دولية وهذا قرار لم يأت من جانب الأمم المتحدة .
وقال برونك أن كوفي أنان الامين العام للامم المتحدة يأمل في أن يتمكن الاتحاد الأفريقي من مواصلة الاضطلاع بمهمته على الاقل حتى نهاية هذا العام ، وقد ناشدت الأمم المتحدة الاتحاد الأفريقي أن يدبر ميزانية تكفي مواصلة مهمته للشهور التسع القادمة تبدأ من أول أبريل بميزانية تبلغ 208 ملايين دولار بواقع 23 مليون دولار شهرياً، موضحاً أن هناك مباحثات تجري حاليا في نيويورك وأديس أبابا لحل هذه القضية في غضون شهرين .

تفويض أممي
وفي معرض تعقيبه على عدم أرسال الأمم المتحدة قوات لدارفور تحت الفصل السابع رغم وجود قوات دولية في الجنوب تحت الفصل السادس من الميثاق؟ قال برونك أن الأمم المتحدة لديها تفويض للعمل في المسألة السودانية وفق الفصل السادس من الميثاق وليس هناك أي ملاحظات من جانب حكومة الجنوب أو الشمال حول أداء هذه القوات ولكن هناك نص في الفصل السابع من الميثاق يتيح لنا حماية أنفسنا في مواجهة أي هجمات من أي طرف وهناك مناقشات تجري حاليا في الخرطوم .

وعما إذا كان التفويض للامم المتحدة ممكن أن يمتد ليشمل العمل في دارفور أيضا قال برونك إن إتخاذ القرار في هذا الموضوع لن يتم الا بعد مناقشتة من قبل مجلس الامن والسلم الأفريقي القادم في العاشر من هذا الشهر في أديس أبابا وفي هذه الحالة فإن قرار كهذا لن يتم الا بالتشاور مع حكومة السودان باعتبارها ذات سيادة quot;وعن أسباب تواجد طائرات أو أسطول جوي من الأمم المتحدة في مطار الخرطوم قال إن هناك خمسين طائرة عمودية وهي جزء من عمليات الأمم المتحدة في جنوب السودان حيث توجد قوات للامم المتحدة في الجنوب قوامها سبعة آلاف جندي وتقوم هذه الطائرات بمهمة توصيل الغذاء لهذه القوات الأممية، كما تقوم بإيصال معونات غذائية لمليوني من النازحين في المخيمات وتحتاج لنقل هذه المواد عن طريق الجو، مؤكدا أن هذه الطائرات الموجودة في مطار الخرطوم تقوم بمهامها بموافقة كافة الاطراف .