سمية درويش من غزة : كشفت مصادر دبلوماسية عربية اليوم (الاثنين) ، النقاب عن وساطة تجري حاليا للتقريب بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الحكومة المكلف إسماعيل هنية ، لتذليل الخلافات بين مواقف الجانبين.وكان مسؤول فلسطيني ، قال في وقت سابق بأن عباس رفض البرنامج الحكومي لحركة حماس الذي قدمه له هنية الجمعة الفائتة ، لأنه لا يتفق مع مطالب الأسرة الدولية والتزامات منظمة التحرير الفلسطينية المتعلقة بالسلام ، إلا أن نبيل ابو ردينة المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية ، سرعان ما نفى ان يكون عباس قد رفض برنامج حماس ، منوها بان برنامج الحكومة قيد البحث من قبل الرئيس عباس.
ونقلت صحيفة الوطن التي تصدر من العاصمة الرياض ، عن مصادر دبلوماسية مصرية ، قولها بان عباس وهنية وافقا على وساطة القاهرة ، وإن كليهما سيقوم بزيارة إلى العاصمة المصرية لإجراء محادثات مع المسؤولين المصريين تتناول الخلافات بين مواقف الجانبين والعمل على إيجاد حل وسط يمكن أن يحظى بدعم المجتمع الدولي.وحسب الصحيفة ، فإن عباس سيجري محادثات مع الرئيس المصري حسني مبارك يوم غد الثلاثاء في أعقاب عودة الرئيس المصري من رحلته الأوروبية ، فيما سيجري هنية الخميس المقبل محادثات مع المسؤولين الأمنيين المصريين المعنيين بالملف الفلسطيني.
وقالت المصادر إن الخلاف يتمحور حول البرنامج السياسي للحركة وضرورة اعترافها بالاتفاقيات التي وقعتها السلطة الفلسطينية مع إسرائيل ، مشيرة إلى أن المفاوضين المصريين يسعون إلى التوصل إلى صيغة تعايش يقبلها الجانبان لا تتعارض مع الالتزامات الدولية للسلطة الفلسطينية، وتضمن عودة المساعدات الدولية إلى معدلاتها الطبيعية، هذا ويعتمد برنامج عباس ، السلام كأساس للحل بين الطرفين والمفاوضات طريقا للوصول إلى هذا الحل ، وكذلك يلتزم بالتزامات منظمة التحرير الفلسطينية ، حيث يعتبر احد مهندسي اتفاقات اوسلو للسلام بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية العام 93 .
وتأتي هذه التسريبات عن الخلافات بين الحكومة والرئاسة ومحاولة تذليلها بالقاهرة ، في وقت ما زالت تتمنع فيه حركة فتح من المشاركة بحكومة حماس ، حيث من المقرر أن يلتقي وفدين من الحركتين المتنافسين بغزة ، في جولة أخيرة وحاسمة مساء اليوم .وعلمت (إيلاف) من مصادر مقربة من حركة فتح ، من المقرر ان يرأس وفد فتح اليوم النائب ماجد ابو شماله ، بدلا من النائب عزام الأحمد رئيس كتلة فتح البرلمانية ، حيث عرف أبو شماله بدعواته الأخيرة الرافضة للمشاركة بحكومة حماس.
التعليقات