سمية درويش من غزة : تخيم على الصعيدين السياسي والشعبي الفلسطيني ، أجواء من الإحباط وحالة لامبالاة بما ستتمخض عنه قمة الزعماء العرب المنعقدة اليوم بالعاصمة الخرطوم من مقررات بخصوص القضية الفلسطينية، لاسيما وأنها تزامنت مع انتخابات العدو اللدود لهم .
ولا يتوقع الشارع الفلسطيني ، أن تخرج القمة بقرارات موازية لقمة الهزيمة التي عقدت في الخرطوم بعد عدوان 1967 ، وهي القمة التي أطلقت ثلاث لاءات مدوية كانت الأساس لمواجهة العدوان والصمود ثم لاحقا حرب أكتوبر.
وقال نافذ عزام عضو القيادة السياسية لحركة الجهاد الإسلامي ، بان التجربة السابقة مع القمم العربية لا تدعو إلى التفاؤل ، وهناك أسماء عديدة لقادة وزعماء ربما يتغيبون عن هذه القمة ، وهذا أمر لا يدعو إلى التفاؤل quot;.
وأضاف أبو رشاد في تصريحات صحافية ، بان هناك وشاح كبير في المنطقة والعالم تجاه نقاش جاف حول القضايا التي تعصف بالمنطقة والعالم ، وهناك أسئلة كثيرة تلح علينا ويفترض أنها حاضرة على موائد القمم العربية ، لكن يبدو أن الأمور لا تسير في هذا الاتجاه ، ويبدو أن الطموحات العربية ، وطموحات المواطن العربي والفرد المسلم لا تجد لها صدى في الاجتماعات الرسمية للقمة.
وترى حركة الجهاد الإسلامي ، أن قرارات القمة لن تصل إلى مستوى الطموح ولن تضع حلولا جذرية للمشاكل التي يعاني منها الشعب الفلسطيني ، مبينة بان ما يجري في فلسطين وما يجري في العراق ولبنان والضغوط التي تمارس على سوريا، والمؤامرات التي تحاك لتقسيم الخرطوم و فرض حل أمريكي بالنسبة لمشكلة دارفور، هناك قضايا عديدة تلح ، وللأسف لا يبدو أن المقررات ستلامس الحلول الصحيحة.
بلد ممزق حتى العظم
حافظ البرغوثي رئيس تحرير صحيفة الحياة الجديدة يقول ، quot; لا احد يتوقع من قمة تعقد في بلد ممزق حتى العظم ، جنوبه مهدد بالانفصال وشرقه أيضا تسوده حرب أهلية ، وتنهشه كل ذئاب الأرض بهدف تقزيمه ، أن تخرج بأي قرار يشفي صدور المواطنين العرب الذين هزمتهم الأنظمة وتقدمهم تباعا فرائس للأجانب والمستعمرين الجدد.
وأضاف ، quot; لا احد في مأمن من الذبح ، ولا شبر في مأمن من الاستباحة ، ولا نخلة في مأمن من الاجتثاث ، فهل تكون قمة الخرطوم قمة الانهزام وآخر القمم لأبي عباد الله الصغيرين ، أم ان على الشعوب أن تتجاوز قادتها وتقاتل وتقاوم لأنها وريثة الاماجد الكبيرين الذين لا يستكينون لغاصب او محتل او متجبر؟.
نفض الغبار
بدوره أشار الكاتب سميح خلف ، إلى ان القمة العربية أمامها فرصة لا يعوضها الزمن أن تنفض الغبار الذي تراكم على مواقفها تحت شعار السلام خيار استراتيجي ، ولذلك قدم النظام الرسمي العربي على المستوى الوطني وعلى المستوى الثقافي وعلى المستوى العقائدي وعلى المستوى الاقتصادي وعلى المستوى الاجتماعي تنازلات تماشيا مع ما طرحته أميركا من منظومة العولمة الجديدة .
ولفت إلى انه وبعد أن تقدمت وبخطوات سريعة أنظمة نحو التطبيع بمقابل ذلك إسرائيل مازالت تحتل فلسطين ولازالت تمارس أبشع صور العدوان ، موضحا بان أمام القمة العربية قضايا ملحة يفترض أن تعالج رياح التغيير التي تحملها أميركا في جعبتها التي لن تبقي ولن تمهل الا إذا اتخذت الأمة العربية مواقع الدفاع التي يمكن أن تفرزها من صمودها كما هي موجودة في المقاومة الفلسطينية ، وكما هي موجودة في المقاومة العراقية الباسلة أيضا .
افتقرت إلى الإجماع
وعلى الصعيد الشعبي يشير الحاج ابو احمد في العقد السادس من عمره ، إلى أن القمة العربية الحالية لن تخرج بجديد فيما يخص القضية الفلسطينية ، موضحا بان قرارات القمم العربية افتقرت إلى الإجماع والخروج بموقف موحد .
من جانبها قالت صابرين عرفات في العقد الثالث من عمرها ، من الصعب على العرب تلبية مطالب الجانب الفلسطيني ، الا فيما يتعلق بالدعم المالي ، غير أنها عادت وشككت بالالتزام العربي بالدعم المالي للفلسطينيين.