الحكيم يشير لرغبة أميركية بتغيير الجعفري
أسامة مهدي من لندن : فشل القادة السياسيون العراقيون اليوم في حل خلافاتهم حول الشخصية التي تتولى رئاسة اللجنة الوزارية التي ستتكفل بالوضع الامني الامر الذي سيؤخر من تشكيل الحكومة الجديدة لوقت اخر وسط تذمر شعبي واسع فيما اكد المرجع الشيعي الكبير آية الله الشيخ محمد اليعقوبي ان العراق يعيش حربا طائفية حقيقية متهما السفير الأميركي وحكاما عرب بتقديم الدعم للواجهات السياسية للإرهابيين اضافة الى الحماية التي توفرها قوات الاحتلال للمناطق التي ينطلقوا منها وطالب الادارة الاميركية بسحب هذا السفير داعيا المواطنين الى تشكيل لجان مسلحة للدفاع عن انفسهم .
فقد فشل قادة وممثلو الكتل السياسية العراقية الذين استانفوا اجتماعاتهم ظهر اليوم في مقر اقامة الرئيس جلال طالباني وسط بغداد بعد ثلاثة ايام من التوقف بسبب خلافات حول الشخصية التي تتولى رئاسة اللجنة الوزارية للامن الوطني من التوصل الى حل حيث يريد الائتلاف الشيعي الفائز في الانتخابات الاخيرة ان يكون رئيس هذه اللجنة رئيس الحكومة وهو احد قادته فيما تصر القوى الاخرى وخاصة جبهة التوافق السنية على سحب مسؤولية اللجنة من رئيس الحكومة واناطتها باحد نوابه انطلاقا من مخاوف تتركز على ان الامن سيكون بذلك بيد الائتلاف الذي تتهمه هذه القوى بتنفيذ عمليات اغتيال واختطاف واعتقال تستهدف السنة تقوم بها اجهزة وزارة الداخلية التي يتولى حقيبتها احد قادته وهو بيان جبر صولاغ .
وفي مؤتمر صحافي مشترك عقده ممثلو الكتل السياسية عقب اجتماعهم اليوم قال مهدي الحافظ ممثل القائمة العراقية الوطنية بزعامة رئيس الحكومة السابق اياد علاوي ان الاجتماعات لم تتناول لحد الان المناصب السيادية وانما ستبحث في اجتماعات مقبلة اضافة الى مسألة دمج المليشيات في القوات المسلحة . واكد ان الخلاف بين القوى السياسية يتركز على من يتولى مسؤولية اللجنة الامنية هل يكون رئيس الحكومة ام احد نائبيه مشددا على ضرورة الاسراع بتشكيل الحكومة محذرا من ان استياء وغضب العراقيين يزداد لهذا التاخير داعيا القوى السياسية الى التعامل بثقة فيما بينها حتى تتمكن من انجاز هذه المهمة .
اما ممثل الائتلاف الشيعي جواد المالكي فقد اشار الى ان الدستور يعطي الحق للكتلة الفائزة في الانتخابات الحق في ترشيح رئيس للحكومة وقد رشح الائتلاف فعلا رئيس الحكومة الحالية ابراهيم الجعفري لتشكيل الحكومة الجديدة موضحا ان هذا الامر سيناقش في اجتماعات مقبلة . واضاف ان الدستور ينص على ان ان يتولى الملف الامني القائد العام للقوات المسلحة وهو رئيس الحكومة مشددا على ضرورة ان يتراس هو تبعا لذلك اللجنة الوزارية الامنية . وحذر من خطورة اناطة مسؤولية اللجنة بنائب لرئيس الوزراء موضحا ان ذلك سيؤدي الى وجود راسين يتوليان هذا الملف وهو ماسيميع عملها في وقت يستدعي الامر مركزية وسرعة في اتخاذ القرار نظرا للاوضاع الصعبة الحالية التي يشهدها العراق.
ومن جهته اشار ممثل التحالف الكردستاني نائب رئيس الوزراء نوري شاويس الى انه نظرا لاهمية وخطورة القضية الامنية فانه من اللازم ان تكون هناك شراكة لجميع القوى السياسية في اللجنة الوزارية التي ستتولى الملف الامني حتى تعمل من منطلق الثقة والمساهمة الواسعة وبما يحقق انجاز اهدافها .
وقبل استئناف المباحثات اليوم أكد طارق الهاشمي عضو قيادة جبهة التوافق أن المفاوضات المتعلقة بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية قطعت شوطاquot; لاباس به في دراسة ثلاثة ملفات مهمة ستشكل الأساس الذي تستند إلية حكومة المستقبل ألا أن المسالة الأمنية كانت في أصل جميع هذه الملفات برغم تنوعها وتباين مواضيعها وهذا تحصيل حاصل .
وأضاف في تصريح صحافي أن الوضع الأمني تردى وتجاوز حد اللامعقول وفي ضوء ذالك ما عاد من الممكن المساومة على بقاء الحال على ماهوا علية ولابد أن يضطلع الساسة والحكماء بفقه جديد وبرؤية جديدة وبالية جديدة لصنع القرارات وبهيكلية حكومية جديدة تضمن المسؤولية المشتركة في السلطة وتتناسب مع استحقاقات الوضع الراهن الذي يفرض على الجميع النظر باتجاه التغير أما بقاء الأمر على حاله وإدارة الملف الأمني بالمنهجية نفسها التي عرفها العراقيون حتى الآن فان الوضع سيبقى مرشحاquot; لمزيد من التدهور أي المزيد من الدماء ومزيد من الأرواح التي تزهق يومياquot; دون وجه حق quot;وهذا مالا نرضاه على الإطلاقquot; .
وعن استجابة الأطرف الأخرى في المفاوضات قال الهاشمي أن ممثلي قائمة الائتلاف الموحد يتشددون في مواقفهم ويتمسكون بما يعتبرونه من المقدسات ويعوقون المساعي الوطنية الجادة لتشكيل حكومة بأقرب فرصة بذريعة الاستحقاق الانتخابي والالتزام بالدستور .. وهم في ذالك يضعون الخيارات في زاوية ضيقة ويعطون البحث عن فرص حقيقية لإنقاذ العراق مشيراquot; إلى أن أي بلد في العالم لو تعرض إلى ما يتعرض إليه العراق ألان لقام أولو العزم وذوو المروءة بإعلان حالة الطوارئ وتعيق الدستور والقوانين وتشكيل حكومة الإنقاذ وطني تعمل جاهدة على أعادة فرض الأمن والنظام بالقوة حتى يستتب الأمن ويعود الاستقرار .
وقال الهاشمي quot; إننا لاندعو إلى ذلك ولانروج لهذا الخيار ومازلنا عند موقفنا في احترام قواعد اللعبة ولكن السؤال هو إلى أي مدى يصبر الشعب العراقي المظلوم على المماطلة والتسويف ووضع العصا في عجلة المفاوضاتquot; واشار الى ان الظرف يستدعي وقفة مسؤولة شجاعة فيها قدر عال من المرونة والانفتاح على الأخر والبحث المشترك في فرص حقيقية لإنقاذ واقع الحال .
مرجع شيعي يؤكد وجود حرب طائفية في العراق
قال آية الله الشيخ محمد اليعقوبي وهو المرجع الديني لحزب الفضيلة الاسلامية الذي يقوده المرشح السابق لرئاسة الحكومة نديم الجابري في بيان من مقره في النجف اثر تصاعد الاعمال الارهابية في البلاد ارسلت نسخة منه الى quot;ايلافquot; اليوم ان هناك حرب طائفية في العراق تدور بأتجاه واحد فهي ليست حرب أهل السنة على الشيعة لأن شريحة كبيرة منهم رافضة لهذه الحالة لكنها مغلوبة على أمرها بقوة السلاح وضجيج الأصوات الطائفية فهي حرب الفئات الضالة التي يشنها تحالف مشؤوم يضمَ التكفيريين والصداميين والطائفيين والمتجردين من القيم الإنسانية الذين يدوسون كل شيء من اجل تحقيق مصالح زائفة ويتحمل مسؤوليتها أبناء العشائر والمناطق السنية التي تؤوي هؤلاء القتلة وتحتضنهم وتقدم لهم الدعم والخدمات وينطلقون من بين ظهرانيهم .
ودعا الإدارة الأميركية الى عدم الخضوع لابتزاز الإرهابيين وتقع في وهم وتضليل الطائفيين والحاقدين وقال انها إذا ارادت ان تحمي نفسها من مزيد من الفشل والانهيار فلتبدّل سفيرها في العراق و عليها أن تساعد بصدقٍ وبجدّية في بناء قوات وطنية مسلحة قوية ومتماسكة وقادرة على حفظ امن البلاد والعباد وانهاء ذرائع الاحتلال الذي هو السبب الرئيسي لنشوء الارهاب . وطالب الحكومة العراقية بأن تكون حازمة في مواجهة عناصر هذه الحرب الطائفية من واجهات سياسية أو عناصر إرهابية أو حواضن أو ممولين ولا يبرّر تقاعسها أنها حكومة تصريف اعمال وغيرها من الاعذار واحترام حقوق مكونات الشعب العراقي بحسب أحجامها وتجنب الألاعيب السياسية التي تغمط الحقوق وتضيعها على اهلها .. كما ناشد الشباب وأبناء العشائر الى أن ينظّموا أنفسهم في لجانٍ ومجاميع للدفاع عن انفسهم ومقدساتهم واجتثاث اصول الفساد .. وفيما يلي نص البيان :
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بــسم الله الرحـمن الرحــيم
ماذا بقي من الحرب الطائفية
{أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكاً عَظِيماً }النساء54
يحاول رموز الإدارة الأمريكية نفي وجود حرب طائفية في العراق وهم بذلك اما مضللون بالتقارير الفاقدة للموضوعية والمصداقية التي يرفعها السفير الطائفي لامريكا في العراق وأمثاله او انهم ينكرون عن علم وعمد هذه الحقيقة لاكثر من سبب :
1- انهم لا يريدون الاعتراف بالفشل في العراق وفي ذلك ما يعرض سمعة هذه الدولة المستكبرة الى الهوان فيوهمون أنفسهم والآخرين بأنهم نجحوا في حماية المواطن العراقي من الاستبداد والظلم والقتل والتشريد وأسسوا ديمقراطية حقيقية في العراق .
2- إنهم يريدون كسب الوقت لتنفيذ مشاريعهم في تغيير ديموغرافية الشعب العراقي وإضعاف المكون الرئيسي القوي في العراق وهم أتباع أهل البيت وخلق توازنات غير طبيعية ولا منطقية ولا منصفة بإيجاد قيود تعرقل العملية الطبيعية او قوى او مناطق نفوذ معادية ضاغطة او إشاعة حالة الرعب والفوضى والخوف واليأس والإحباط وكل ذلك نشأ عندهم نتيجة حسابات خاطئة وتقارير مضلّلة وأوهام لا واقع لها بنوا عليها حساباتهم .
3- إن الاعتراف بهذه الحالة يوجب عليهم إتخاذ إجراءات لحل ألازمة وهم لا يريدون اتخاذها لأنها تكلفهم المزيد من الإمكانيات مثلاً أو أنهم عاجزون أصلاً عن القيام بها.
والغريب إن رموز الحكومة العراقية ينفون هذه الحقيقة المؤلمة التي ملأت قلب كل غيور وكل من يحمل في قلبه ذرة من الإنسانية ألماً وكمداً وقيحاً وهم يعلمون جيداً انهم كالنعامة التي حينما تواجه خطراً تدفن رأسها في التراب لكيلا تراه وهو آتٍ إليها ولا تقوم بما يجب عليها من رد هذا الخطر ودفعه.
وإلا بماذا يفسّر كل هؤلاء مقتل العشرات من الأبرياء يومياً في الأسواق والشوارع والمدارس ومحطات تعبئة الوقود والمخابز وسائر أماكن التجمع لا لشيء إلا لأن منطقتهم تنتسب لأهل البيت عليهم السلام ؟
وبماذا يفسّر تفجير العتبات المقدسة والاعتداءات على زائري الأئمة الأطهار وقتل المشاركين بالشعائر الدينية ؟ وبماذا تفسرون الذبح على الهوية ؟
وقاصمة الظهر هذا التهجير الجماعي لالآف العوائل وتهديدهم بالقتل لتوسيع مشروعهم الطائفي والتمدد اللامشروع ؟ ولو هُجّر عُشر هذا العدد في أي بقعة في العالم لضجّت الدنيا من هذه التصفية العرقية والطائفية وهي تستحق مثل هذه الضجة للوقوف في وجه هذه التصرفات الوحشية.
لقد بلغ عدد الضحايا في هذه العمليات الإجرامية ما يفوق كل قتلى الحرب الطائفية اللبنانية خلال أزيد من خمسة عشر عاماً، فإذا لم تكن هذه حرباً طائفية فما هي معالم هذه الحرب؟
نعم هي حرب طائفية باتجاه واحد لكنها ليست هي حرب أهل السنة على الشيعة لأننا نعلم ان شريحة كبيرة منهم رافضة لهذه الحالة لكنها مغلوبة على أمرها بقوة السلاح وضجيج الأصوات الطائفية فهي حرب الفئات الضالة التي يشنها تحالفٌ مشؤوم ـ يدفعه الحقد والحسد والجهل والتحجر ـ ضّمَ التكفيريين والصداميين والطائفيين والمتجردين من القيم الإنسانية الذين يدوسون كل شيء من اجل تحقيق مصالح زائفة. ويتحمل مسؤوليتها بدرجة من الدرجات أبناء العشائر والمناطق السنّية التي تؤوي هؤلاء القتلة وتحتضنهم وتقدم لهم الدعم والخدمات وينطلقون من بين ظهرانيهم، فأين العروبة التي يدّعونها ؟ بينما تجد أبنائهم يعيشون في كل سلام في المحافظات الشيعية ويتسنمون أعلى المواقع فهل هذا من الإنصاف؟zwj;
لقد دعونا الكيانات السياسية إلى عدم قبول أي طرف في العملية السياسية حتى يتبرأ من الإرهاب الأعمى ويؤمن بالتداول السلمي للسلطة وفق الاستحقاقات لكنهم لم يفعلوا ذلك وقبلوا مشاركتهم تحت الضغط والابتزاز الأمريكي والإقليمي فاتخذوا وجودهم في العملية السياسية واجهة لترويج الإرهاب ودعمه وتبريره وخنق الحريات واغتيال الشرفاء وتخريب مؤسسات البلاد.
واستمروا في الابتزاز وكان آخرها (مجلس أهل الحل والعقد) أو (مجلس الأمن الوطني) ونحوه من الأسماء وهو مخالف للدستور أولاً وانقلابٌ على العملية الديمقراطية ـ لانه يصادر استحقاقاتها ـ ثانياً وليت المعترضين على هذا المشروع حينما قبلوا به اشترطوا على المطالبين به التعهد بالتخلي عن دعم الارهاب وترويجه وحمايته وتوفير الملاذات الآمنة له!! لكن شيئاً من هذا لم يحصل فتبّاً لهذه الصفقة وترحا، وهذا ما دفع هذه الواجهات التي تعلن ارتباطها بالإرهابيين وشكرها لهم على مواقفهم إلى الإيعاز لمجرميهم بالتمادي في العدوان والغي (ما دامت وسيلة ناجحة في الابتزاز) وأوصلوا الحال الى المأساة التي نعيشها.
انها حقيقةً مؤلمة وكارثةٌ مرعبة يجب الاعتراف بها والتحرك لمعالجتها قبل ان ينفلت الزمام ويخرج عن حد السيطرة لأن الصبر على مثل هذه الانتهاكات الفضيعة له حدود وإذا كان يقنع المظلوم والمعتدى عليه الى الان محاولة ضبط النفس لمنع الانجرار إلى حربٍ طائفية أو منع اختلال النظام الاجتماعي العام الذي به تقوم الحياة فما الذي نقنعهم به بعد الان وقد بلغ الظلم والعدوان والفساد كل هذا الحد؟ بل هل تعتقد إن احداً سينتظر الاذن من المرجعية الدينية أو أية جهة كانت للتحرك وهو يرى بعينه قتل الأبرياء وانتهاك المقدسات وهتك الأعراض وتخريب الممتلكات وتعطيل الحياة؟
إن أخطر ما يحصل للشعوب حينما تفقد الأمل ولا يبقى عندها شيء تخاف عليه بعد ان تكون قد فقدت كل شيء فلا يكون أمامها طريق إلا الموت لاستعادة الآمل بحياة أفضل أما لهم او لأجيالهم اللاحقة على الأقل وهذا ما سيقع والعياذ بالله في المدى القريب اذا استمر سفير الإدارة الأمريكية في سياساته الطائفية الحاقدة وإذا استمر الإرهابيون المجرمون بأعمالهم الشريرة بمساعدة القوى الحاقدة من دولٍ إقليمية وعالمية وإذا بقي الأداء الضعيف للحكومة.
إن الدعم السياسي الذي يمنحه السفير الأمريكي ومعه طواغيت الدول العربية للواجهات السياسية للإرهابيين وغطاء الحماية الذي توفره قوات الاحتلال للمناطق التي ينطلق منها الإرهابيون وعدم اتخاذها الإجراءات اللازمة لردعهم إلا بمقدار ما يحفظ أمنهم هم لا أمنَ وسلامة المواطن العراقي وعلى العكس فإنهم يقومون بتجريد سلاح اللجان الشعبية التي ينظمها الناس لحماية مناطقهم من الإرهابيين واعتقالهم وتحجيم دور القوات المسلحة الوطنية المخلصة في القضاء على الارهاب وضعف الحكومة عن اتخاذ القرارات الحاسمة وتنفيذها وتغلغل العناصر الداعمة للإرهاب في مفاصل الدولة، كل ذلك ساعد على إيصال الوضع الى ما نحن عليه الان من مصائب والآم.
ليعلم كل هؤلاء المتواطئين على ظلم هذا الشعب الأبي الغيور الكريم ان البركان اذا انفجر فانه لا احد منهم في داخل العراق او الدول الاقليمية سيكون في مأمن من حمم البركان لان موقع العراق الجغرافي ووشائجه الاجتماعية مع شعوب المنطقة وتأثيراته العقائدية والروحية في نفوس الملايين في الدول الإقليمية وغيرها سوف يشعل بنار الفتنة كل الذين يلعبون بالنار .
في ضوء ذلك كله فإننا أمام عدة استحقاقات :
1- على جميع الاطراف المعنيّة قراءة هذه الرسالة بإمعان وفهمها وأولهم الإدارة الأمريكية فعليها ان لا تخضع لابتزاز الإرهابيين وتقع في وهم وتضليل الطائفيين والحاقدين وإذا ارادت ان تحمي نفسها من مزيد من الفشل والانهيار فلتبدّل سفيرها في العراق وعليها أن تساعد بصدقٍ وبجدّية في بناء قوات وطنية مسلحة قوية ومتماسكة وقادرة على حفظ امن البلاد والعباد وانهاء ذرائع الاحتلال الذي هو السبب الرئيسي لنشوء الارهاب .
2- أن لا تجعل الاجنحة المتصارعة في الادارة الامريكية من بنتاغون ووزارة خارجية ووكالة الاستخبارات وسائر الصقور والحمائم من الشعب العراقي ساحةً لتصفية حساباتها ولإفشال هذا الطرف او انجاح ذاك فإن هذا السلوك اللا انساني المنحط ليس فقط يؤثر على سمعة الحضارة الغربية التي بلغت الحضيض وانما يسقطهم جميعاً ويفشل اداراتهم ولا يظن احدٌ منهم ان إفشال الآخر بهذا الشكل نجاحٌ له بل هو فشلٌ وهزيمة للجميع.
3- ان تكون الحكومة حازمة في مواجهة عناصر هذه الحرب الطائفية من واجهات سياسية أو عناصر إرهابية أو حواضن أو ممولين ولا يبرّر تقاعسها أنها حكومة تصريف اعمال وغيرها من الاعذار فالدم الحرام من أعظم المقدسات ويجب صونه بكل الامكانيات .
4- ان تقوم الحكومة ببناء مجمعات سكنية في بغداد وبأقصى سرعة لأسكان العوائل المهجرّة و المحرومة التي منعها صدام وأزلامه حتى من بضعة امتار يسكنون بها عوائلهم فصار البيت الواحد الذي لا تزيد مساحته عن مئة متر مربع في مدينة الصدر يضم عشرين فرداً او اكثر وأن يتم اختيار مناطق لهذه المجمعات تكون شوكة في عيون الارهابيين والطائفيين .
5- احترام حقوق مكونات الشعب العراقي بحسب أحجامها وتجنب الألاعيب السياسية التي تغمط الحقوق وتضيعها على اهلها فإن الشعب العراقي واعِ ومتابع وحاضر في الساحة ولا تنطلي عليه هذه الألاعيب .
6- على الامة وخصوصاً الشباب الرسالي المضحي وأبناء العشائر الغيارى أن ينظّموا أنفسهم في لجانٍ ومجاميع للدفاع عن انفسهم ومقدساتهم واجتثاث اصول الفساد بعد التوكل على الله تبارك وتعالى والاعتماد على قدراتهم فأنه لا احد يفكّر بهم وبآلامهم مثلهم وعلى بقية الأمة ان تقدم الدعم والاسناد لكل ما تحتاجه هذه الطليعة المباركة .
{وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ }الأنبياء105، {إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ }النحل128
محمد اليعقوبي ـ النجف الأشرف
التعليقات