القادة العراقيون يتجهون للتصويت على المناصب السيادية
طالباني سيكلف الجعفري بتشكيل الحكومة

أسامة مهدي من لندن : قال مصدر عراقي مطلع ان القادة العراقيين توصلوا خلال نقاشات جانبية وغير رسمية الى اتفاق على استئناف جلسات مجلس النواب المتوقفة منذ افتتاحه في السادس عشر من الشهر الماضي للتصويت على مجلسي رئاسة الجمهورية ومجلس النواب يقوم بعدها الرئيس جلال طالباني الذي سيجدد النواب ولايته لاربع سنوات مقبلة بتكليف رئيس الحكومة ابراهيم الجعفري مرشح الائتلاف الشيعي اكبر كتلة سياسية لتشكيل الحكومة الجديدة على ان يقدم اسماء وزراء حكومته وبرنامجها السياسي للتصويت عليهما في المجلس وفي حالة عدم موافقة النواب سيتم اختيار مرشح بديل .

وابلغ المصدر quot;ايلافquot; في اتصال هاتفي من بغداد اليوم انه مع اصرار الائتلاف على الابقاء على مرشحه لرئاسة الحكومة وابلاغ ذلك رسميا للكتل المعترضة ورفض الجعفري التنحي لحد الان عن تشكيل الحكومة استجابة لاطراف داخل الائتلاف وخارجه مستندا في ذلك على الممارسة الديمقراطية التي جرى فيها انتخابه فأن القادة السياسيون اتفقوا على استئناف جلسات مجلس النواب المنبثق عن الانتخابات الاخيرة والبالغ عدد اعضائه 275 نائبا الاسبوع المقبل فيما سيتم تحديد يوم الانعقاد في وقت لاحق .

واشار المصدر الى ان رئيس السن للمجلس عدنان الباجة جي سيوجه دعوة للاعضاء للاجتماع في جلسة تاريخية سيتم خلالها التصويت على اختيار مجلس رئاسة الجمهورية الذي سيتراسه الرئيس المنتهية ولايته جلال طالباني لاربع سنوات مقبلة على ان يضم في عضويته شخصيتان شيعية وسنية الاولى يعتقد انه سيكون حسين الشهرستاني رئيس كتلة المستقلين داخل الائتلاف والثانية اما عدنان الدليمي رئيس جبهة التوافق والذي لم يعط موافقته بعد على قبول المنصب رغبة منه في ترؤس الكتلة السنية في مجلس النواب وفي حالة اصراره سيحل مكانه خلف العليان رئيس جبهة الحوار الوطني وهو كان ضابطا برتبة لواء في الجيش القديم . واوضح انه سيتم في هذه الجلسة ايضا انتخاب رئاسة مجلس النواب الذي سيكون رئيسه طارق الهاشمي الامين العام للحزب الاسلامي العراقي ونائبين كردي هو عارف طيفور عضو التحالف الكردستاني وشيعي هو همام حمودي القيادي في المجلس الاعلى للثورة الاسلامية برئاسة السيد عبد العزيز الحكيم .

واستطرد المصدر في كلامه مشيرا الى انه بعد الانتهاء من اختيار طالباني فانه سيكلف تطبيقا للمادة 73 من الدستور الجديد مرشح الائتلاف ابراهيم الجعفري بتشكيل الحكومة الجديدة على ان يقدم هذا اسماء اعضاء حكومته وبرنامجها السياسي الى المجلس خلال شهر واحد من هذا التكليف وفي حالة عدم موافقة النواب عليها فان الرئيس سيكلف شخصا اخر لتشكيل الحكومة وهو امر لم يستبعده المصدر الذي اوضح ايضا ان الحكيم الذي خسر مرشحه عضو قيادة المجلس الاسلامي الاعلى عادل عبد المهدي التصويت الداخلي امام الجعفري يراهن على هذا الخيار ليحقق هدفين : الحفاظ على وحدة الائتلاف من خلال تجنب الغاء ترشيح الجعفري وترك الامر للنواب ثم تقديم عبد المهدي مرشحا بديلا لتشكيل الحكومة .

وقال ان خيار اللجوء الى مجلس النواب قد جرى الاتفاق عليه خلال الزيارة التي قام بها الى بغداد وانتهت امس وزيرا الخارجية الاميركي غونداليزا رايس والبريطاني جاك سترو واللذين اكدا على ضرورة اتباع الاسلوب الديمقراطي في حل الازمة الحكومية والسير بها الى نهاية الشوط . وكان الرئيس طالباني اجتمع الليلة الماضية بمكتبه مع وفد رفيع المستوى ضم جواد المالكي وعلي الاديب من حزب الدعوة الاسلامية وهادي الخزاعي وعبدالفلاح السوداني من حزب الدعوة تنظيم العراق المؤدين لترشيح الجعفري وبحث معهم الاوضاع السياسية وسبل الاسراع في تشكيل حكومة وحدة وطنية مشددا على ضرورة ارساء اجماع وطني حقيقي بين الكتل الرئيسية الفائزة كافة حول القضايا المصيرية واخراج العملية السياسية من وضعها المسدود وتشكيل حكومة قوية تجمع القوى السياسية كافة وتستطيع حل مشاكل البلاد المتعددة . ومعروف ان الازمة السياسية الناجمة عن الصعوبات التي تواجه تشكيل الحكومة قد وضعت الائتلاف الشيعي امام اختبار حاسم زادت من تأزمه وصول رايس وسترو الى بغداد .

وارتفعت أصوات من داخل كتل الائتلاف وله 128 مقعدا في مجلس النواب في اليومين الماضيين تطالب الجعفري بالتنحي عن المنصب مشددة في الوقت ذاته على انها اراء شخصية لا تمثل موقف كتلها السبع داخل الائتلاف الشيعي وابرزها المجلس الاعلى للثورة الاسلامية وله 30 مقعدا والتيار الصدري وله 30 مقعدا وحزب الدعوة بجناحيه يملك 25 مقعدا وكتلة quot;مستقلونquot; لها 26 مقعدا وquot;الفضيلةquot; ولها 15 مقعدا .وخلال وجودهما في بغداد شدد الوزيران الاميركي والبريطاني على ضرورة تسريع عملية تشكيل حكومة وطنية ما تزال متعثرة بعد اكثر من ثلاثة اشهر على الانتخابات التشريعية.

وقالت رايس خلال مؤتمر صحافي مشترك مع سترو quot;جئنا الى هنا لكي نؤكد خصوصا على اهمية انهاء تشكيل الحكومة ليس ممكنا ان يكون هناك فراغ سياسي في بلد مثل هذا يواجه خطر العنف الشديدquot;. واضافت quot;جئنا لاعطاء دفع للعملية السياسية الجارية حاليا وليس من مسؤولياتي او مسؤوليات سترو تحديد من سيكون رئيسا للوزراءquot;. واكدت quot;ان هذا الامر يحدده العراقيون لكننا بحاجة الى حكومة توحيدية قوية يقودها شخص بامكانه تحقيق الاستقرار ومواجهة تحديات الشعبquot;.

واكد رايس وسترو على انه ليس بمقدور الحكومات الاجنبية أن تقول للعراقيين من هو الذي يتعين ان يصبح رئيسا للوزراء ولكن في الوقت ذاته فان مساندي العراق الدوليين يريدون أن يشهدوا تقدما. لكن هذه الزيارة وونبرة التصريحات اوضحت ان تصورهما لا ينطبق على رئيس الوزراء العراقي المؤقت ابراهيم الجعفري. وحذرت رايس قائلة quot;لا يمكن في بلد مثل هذا يواجه هذا القدر من خطر العنف أن يوجد ظرف الفراغ السياسي.quot; وأضافت quot;لابد أن يكون زعيما قويا قادرا على توحيد القوى وأن يكون شخصا قادرا على تحقيق الاستقرار ومواجهة تحديات الشعب العراقي.quot;

لكن وزير النقل سلام المالكي المتحدث باسم التيار الصدري في قائمة الائتلاف الشيعي اوضح ان quot;موقفنا من زيارة رايس وسترو هو الرفض لاي ضغوط تمارس على تشكيل الحكومة او اي ضغوط لتغيير اسم مرشحنا لرئاسة الوزراءquot; واكد قائلا ان quot;الجعفري هو مرشحنا الوحيدquot;. واضاف ان quot;قلنا بصراحة اذا كان هناك تصويت بالفيتو لترشيح الجعفري فسيكون لنا الموقف نفسه ضد اي مرشح بديل وبالتالي لا يمكن ان تشكل حكومة والاطراف الاخرى بدأت تفهم ذلكquot; في اشارة الى من يرفضون ترشيح الجعفري. واشار الى ان quot;تغيير ترشيح الجعفري سابقة خطيرة قد تؤدي الى اجراءات اخرى تضعف وحدة الائتلاف وهذا ما ترفضه المرجعية الدينيةquot; . ودعا منتقدو الجعفري وبعض حلفائه بصورة متزايدة إلى أن يتنحى وألا يأخذ فترة ولاية ثانية قائلين انه غير قادر على تحقيق الوحدة والامن المطلوبين لكنه لم يظهر اسم بديل واضح كما لم يقدم اي من المرشحين المحتملين استراتيجية حاسمة للتعامل مع المشكلات التي تواجه عراق ما بعد الحرب.

وكانت جرت نهاية الاسبوع الماضي عملية تصويت على تغيير الجعفري في داخل كتلة الائتلاف بعد ان تعالت الاصوات لتغييره حيث وافقت وسط مشاحنات عنيفة أربع كتل على تغيير المرشح فيما رفضت الكتل الثلاث الأخرى ذلك حيث ينبغي أن توافق خمس كتل من بين الكتل السبع اصدار قرار التغيير.