الياس توما من براغ: اتهم وزير خارجية صربيا والجبل الأسود فوك دراشكوفيبتش اليوم عناصر وضباطا من جهاز المخابرات الصربي بحماية جنرال حرب صرب البوسنة السابق رادكو ملاديتش وبالعمل على إحباط كل المحاولات التي تمت حتى الآن لإلقاء القبض عليه بهدف تسليمه لاحقا الى محكمة جرائم الحرب الخاصة يوغسلافيا السابقة التي تتهمه بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ارتكبت خلال الحرب البوسنية ولاسيما في العاصمة البوسنية ساراييفو وفي بلدة سريبرينيتسا . وقال دراشكوفيتش اليوم في حديث للقناة الروسية quot; روسيا تودي quot; الناطقة بالإنجليزية أن الكثير من أنصار ملاديتش لا يزالون يعملون في جهاز المخابرات الصربي وان حكومة فويسلاف كوشتونيتسا لم تتمكن من إصلاح أجهزة الأمن ومن إبعاد أنصار الجنرال الفار من المواقع العالية التي يشغلونها فيها .

وأضاف أننا الآن ندفع ثمن ذلك فهم يعرفون المكان الذي يتوارى فيه لأنه عملهم ويتلقون أجرا عنه ولكنهم يقدمون له الحماية والدعم . وأكد أن جميع من يحمون ملاديتش في صربيا والجبل الأسود يتصرفون ضد مستقبل بلدهم مشددا على أن صربيا هي أهم من أي محكمة ومن أي شخص أخر في إشارة واضحة إلى ملاديتش الذي بسبب استمرارية تواريه عن الأنظار جعل الاتحاد الأوربي يجمد محادثات الشراكة والاستقرار مع صربيا إلى حين إلقاء القبض عليه . وكان دراشكوفيتش قد اتهم في الخامس من أيار مايو الماضي القوميين الصرب العاملين في أجهزة الأمن والاستخبارات بأنهم يقفون وراء إخفاق كل العمليات التي نفذتها وحدات خاصة من الشرطة الصربية في أماكن مختلفة من بلغراد وخارجها لإلقاء القبض على ملاديتش . كما دعا دراشكوفيتش إلى إبعاد كل القوميين المتشددين من أجهزة الأمن وجهاز الاستخبارات العسكري والى تغيير كل الوزراء المعنيين الذين لهم علاقة بمسالة إنهاء ملف ملاديتش .

وفي موقف موازي قالت النائبة العامة في محكمة جرائم الحرب الخاصة بيوغسلافيا السابقة كارلا ديل بونتي مؤخرا إن ملاديش يتخفى في مكان ما من صربيا وان أوساطا من الجيش والأمن في صربيا تساعده على ذلك أما العمليات التي قامت بها أجهزة الأمن لتوقيفه فوصفتها بأنها استعراض للناس لا أكثر . ويقول مراقبون في بلغراد أن عدم إلقاء القبض على ملاديتش حتى الآن رغم كل الوعود التي أطلقها مسؤولون في الحكومة الصربية ومنهم رئيس الحكومة كوشتونيتسا يشير بالفعل إلى أن نفوذ أنصار الرئيس اليوغسلافي السابق ميلوشوفيتش لا يزال قويا في أجهزة الأمن والاستخبارات وان حكومة كوشتونيتسا ينقصها السيطرة الكاملة عليها كما أن استمرارر تواري ملاديتش يشير إلى عدم توفر روح الوطنية والإخلاص لديه نحو وطنه لان تطور وتقدم صربيا وتكاملها مع الاتحاد الأوربي أصبح رهينا إلى حد ما بمسالة توقيفه ، كما أن استمرارية تخفيه وتجميد المحادثات الأوربية مع صربيا يمكن له أن يعزز قوة ونفوذ القوى التي تدعو إلى انفصال جمهورية الجبل الأسود عن صربيا خاصة وان تجميد المحادثات جاء قبل أسابيع قليلة من إجراء الاستفتاء المنتظر بشان الطريق الذي ستسلكه هذه الجمهورية بعد الواحد والعشرين من أيار الحالي لأنه في هذا اليوم سيتم تنظيم استفتاء بشان انفصال الجبل الأسود عن صربيا .