إقرأ أيضا

الأوروبيون يتعهدون بدعم استقلال مونتينغرو

الياس توما من براغ : فتح الاستفتاء الناجح الذي جرى في جمهورية الجبل الأسود يوم الأحد الماضي الطريق أمام ظهور الدولة الخامسة والأربعين في القارة الأوربية وانتهاء ما سمي بحقبة يوغسلافيا السابقة الأمر الذي رحب به العديد من قادة دول البلقان . فالرئيس الكرواتي ستيبان ميسيتش كان أمس أول سياسي أجنبي يهنئ قيادات الجبل الأسود بنتيجة الاستفتاء فيما اعتبر رئيس الحكومة المقدونية فلادو بوتشكوفسكي ما جرى يوم الأحد بأنه النهاية لمشروع يوغسلافيا الذي تأسس قبل فترة طويلة بنوايا طبية أما رئيس حكومة إقليم كوسوفو اغيم تشيكو فقد أكد ان الاستفتاء كان الخطوة الأخيرة في حل يوغسلافيا مؤكدا أن الإقليم سيحصل على استقلاله هو الأخر حتى نهاية هذا العام .

وفيما أكدت لجنة الاستفتاء الحكومية اليوم رسميا نجاح الاستفتاء بعد أن صوت 5و55% من المشاركين فيه لصالح الانفصال دعا رئيس حكمة الجبل الاسود ميلو ديوكانوفيتش صربيا الى ان تكون الدولة الأولى التي تعترف ببلاده كدولة مستقلة كما دعا الاتحاد الأوربي إلى البدء بالمفاوضات الخاصة بالتوقيع على اتفاقية الشراكة مشددا على أن بلاده لا تتحمل أي مسؤولية عن قضية جنرال حرب البوسنة السابق رادكو ملاديتش الذي تطالب به محكمة جرائم الحرب الخاصة بيوغسلافيا السابقة والذي بسببه جمد الاتحاد الاوربي محادثات الشراكة مع صربيا والجبل الأسود .

وعلى الرغم من اعتراف بعض قيادات بلغراد بان الاستفتاء كان شرعيا وانه لابد من الاعتراف بنتيجته لوحظ أن أجواء باردة تسود لدى العديد من الأوساط السياسية الصربية فرئيس الحكومة الصربية فويسلاف كوشتونيتسا اعتبر أن صربيا لديها قضايا الآن اكثر أهمية من مسالة التعليق على نتيجة الاستفتاء فيما قالت قيادة الجيش أنها لن تسرع في انسحاب قواتها الموجودة في أراضي الجبل الأسود أما بعض السياسيين مثل وزير خارجية صربيا والجبل الأسود فوك دراشكوفيتش فقد دعا في حديث لمحطة ب 92 الصربية الإذاعية إلى إحياء الملكية في صربيا واعتبر ما جرى بأنه مناسبة وفرصة للعودة إلى الملكية الدستورية وانه يتوجب على الشعب الصربي عدم تفويت هذه الفرصة . من جهته أكد الاتحاد الأوربي الذي رحب بنتيجة ومجرى الاستفتاء بأنه سوف يقدم كل أشكال الدعم العملي من اجل إتمام عملية الانفصال من خلال التنسيق المباشر بين الطرفين الصربي وفي الجبل الأسود .

ويرى مراقبون في المنطقة البلقانية أن قيادات صربيا سترتكب خطئا بالغا لو عقدت مسالة انفصال الجبل الأسود أو عملت بإجراءات حدودية صارمة على الحدود وفرضت رسوما جمركية عالية على الجمهورية الصغيرة كنوع من الانتقام على خيارها للانفصال لان ذلك سيدمر العلاقات بين البلدين بدلا من بناءها على أسس جديدة وبروح من الصداقة كما فعل التشيك والسلوفاك أثناء الانقسام المخملي لتشيكوسلوفاكيا في نهاية عام 1992 الأمر الذي أبقى العلاقات بين الدولتين خاصة وودية فيما تسود علاقة أكثر من ودية وأكثر من مميزة بين شعبي البلدين .

قيادات الجبل الأسود سيتحتم عليها الآن تأدية ثلاث مهام ليست بالسهلة في آن واحد الأول العمل على إعادة اللحمة وتوحيد الرأي العام المحلي المنقسم بشدة في مسال الانفصال والثاني العمل على بناء مظاهر السيادة لدولة الجديدة من خلال تأسيس جيش وطني والانضمام إلى المنظمات الدولية والحصول على اعتراف دولي وفتح سفارات وإقامة علاقات دبلوماسية أما المهمة الثالثة فهي الدخول في محادثات مباشرة مع قيادات صربيا للاتفاق على كيفية تنفيذ الانفصال واليات العمل الجديدة على الحدود المشتركة .

وبالنظر لكون الجمهورية تمتلك رئيسا وبرلمانا ودستورا وحكومة وتعمل بنظام جمركي وضريبي مختلف عن صربيا كما تعمل باليورو بدلا من الدينار الصربي ولديها قوة شرطة تشبه الجيش فان مسالة بلورة الدولة الجديدة لن يكون صعبا لكنه بالتأكيد سيحتاج إلى تعامل ايجابي وودي من قبل الصرب إذا كانت قيادات صربيا لا تريد تحويل الجبل الأسود إلى عدو أخر جديد لها في المنطقة البلقانية.