أحمد عبدالعزيز من موسكو: يلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم في الكرملين ولاول مرة مع الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو. ويعتبر هذا اللقاء هو الأول من نوعه بعد حصول روسيا على صفة مراقب بالمنظمة قبل عام واحد بالضبط.

ورأى المراقبون أن هناك تطورا ملحوظا للعلاقات بين روسيا والمنظمة. وكثيرا ما يذكر الرئيس الروسي بوتين في خطبه أن quot;روسيا هي حليفة مخلصة للعالم الاسلاميquot;. وطرح بالذات مبادرة تعزيز العلاقات مع المنظمة بشكل عام وليس فقط مع دول معينة من أعضائها. وبعد ذلك تقدمت موسكو بطلب رسمي لمنحها صفة مراقب في المنظمة وحصلت عليها في صيف عام 2005.

وفي يتعلق بالمنظمة نفسها، يدعو زعماؤها دوما لتنشيط العلاقات مع موسكو. إذ وصف إحسان أوغلو روسيا quot;بالصديقة والشريكة المأمونةquot; للعالم الإسلامي أثناء تسلمه منصب الأمين العام للمنظمة. وأعرب عن ثقته بأن جهود روسيا الهادفة لتطوير العلاقات الطيبة مع الدول الإسلامية مفيدة وستسفر عن نتائج إيجابية. ووغالبا ما يؤكد مسؤولو المنظمة على أهمية قيام روسيا بدور الوسيط في تسوية النزاعات في الشرق الأوسط والوضع المحيطة بإيران واستقرار الوضع في العراق.

من جهة أخرى غالبا ما يثير التفوذ المتصاعد، وفقا للمراقبين الروس، للعالم الاسلامي أشد الاهتمام بالعلاقات بين روسيا ومنظمة المؤتمر الإسلامي. وقد أثار احتمال انضمام روسيا لهذا المنتدى الإسلامي العام واسع النفوذ صدى واسعا في المجتمع الدولي. وكان بوتين ألقى كلمة أثناء قمة المنظمة في ماليزيا عام 2003، قال فيها إن quot;مسلمي روسيا الذين يبلغ عددهم حوالي 20 مليون نسمة يتمتعون بكامل الحق في أن يشعروا بأنفسهم كجزء من العالم الإسلاميquot;.

ويقول الخبراء إنه من شأن الانضمام إلى هذه المنظمة الرئيسية للعالم الإسلامي ألا يقتصر فقط على توسيع العلاقات التقليدية بين موسكو والدول الإسلامية، بل ويتعداه إلى تحجيم إمكانيات أنصار النهج المعادي لروسيا، بما في ذلك في القضايا المتعلقة بتأييد الانفصالية في الشيشان. وسبق أن تحدث الرئيس الروسي أكثر من مرة، وكمثال للأوربيين، مشاركة المنظمات الإسلامية الدولية مثل منظمة المؤتمر الإسلامي بصفة مراقبين أثناء انتخاب رئيس الشيشان وإجراء الاستفتاء في الجمهورية.