القدس: يتوجه رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت الخميس الى الاردن ليعرض خططه الاحادية الجانب على الملك عبدالله الثاني الذي يبدي قلقه من انعكاساتها على المنطقة. ويبدو ان اولمرت الذي التقى الاحد الرئيس المصري حسني مبارك في شرم الشيخ وقبله الرئيس الاميركي جورج بوش في البيت الابيض، يبذل اقصى جهوده للترويج لخطة quot;اعادة تجميعquot; المستوطنين في الضفة الغربية. وسيتوجه رئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبوع المقبل الى بريطانيا وفرنسا لاجراء محادثات مع نظيره البريطاني توني بلير والرئيس الفرنسي جاك شيراك.
وقال مسؤول حكومي اسرائيلي رفيع ان quot;هذه الزيارة القصيرة الى عمان تظهر اولا ان ايهود اولمرت يسير على خطى سلفه ارييل شارون، وسيبلغ خلالها (رئيس الوزراء) العاهل الاردني انه سيحاول تنفيذ خطته في الضفة الغربية في حال تبين ان خوض مفاوضات مع الفلسطينيين امر مستحيلquot;.
وتنص خطة اولمرت على انه في غياب الشريك الفلسطيني الذي يتمتع بquot;صدقيةquot;، ستجلي اسرائيل سبعين الف مستوطن من الضفة الغربية quot;لتعيد تجميعهمquot; في كتل استيطانية سيتم ضمها قريبا خلف quot;الجدار الامنيquot; الذي تقيمه في المنطقة. ولكن يبدو ان الاردن يبدي تحفظات على هذه المقاربة، على غرار الموقف الذي تجلى في واشنطن وشرم الشيخ.
وفي هذا السياق، قال الملك عبدالله الثاني في حديث الى صحيفة quot;يديعوت احرونوتquot; الاسرائيلية نشر الاربعاء ان quot;اي خطوة احادية الجانب تقوم بها اسرائيل تقلقني فعليا، لانها قد تحرم الفلسطينيين حقوقهم الشرعية المعترف بها دوليا في دولة مستقلة على اراضيهمquot;. واضاف ان quot;خطوة احادية مماثلة ستثير شعورا بانعدام الامن ليس لدى الفلسطينيين فحسب، بل لدى جميع من يعملون من اجل السلام في المنطقةquot;. واكد ان quot;هذا الامر قد يضر ايضا بالجهود الهادفة الى تحسين العلاقات بين اسرائيل والاردنquot;. واوضح المسؤول الاسرائيلي نفسه الذي رفض كشف هويته ان اولمرت سيبحث مع العاهل الاردني في رفض حماس تليين موقفها وامكان تنظيم استفتاء في الاراضي الفلسطينية حول وثيقة اعدها اسرى فلسطينيون تنص على الاعتراف الضمني باسرائيل.
وقال هذا المسؤول quot;قد لا يكون الاردنيون مستعدين لقيام دولة فلسطينية في جوارهم يقودها اسلاميون وقد يفضلون تاليا دعم محمود عباسquot;. واكد الاردن في بداية ايار(مايو) توقيف 20 ناشطا في حركة حماس كانوا يحضرون لتنفيذ اعتداءات في المملكة وضبط اسلحة، بينها صواريخ كاتيوشا مصنوعة في ايران.
وسيتطرق اللقاء بين اولمرت وعبدالله الثاني الذي سيستغرق بضع ساعات الى مكافحة الارهاب وتبادل المعلومات على هذا الصعيد. وكانت عمان شهدت في التاسع من تشرين الثاني(نوفمبر) الفائت هجمات استهدفت ثلاثة فنادق واسفرت عن مقتل ستين شخصا، وتبناها تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين الذي يتزعمه الاسلامي الاردني ابو مصعب الزرقاوي. وعلى جدول اعمال القمة الاردنية الاسرائيلية ايضا قضايا ثنائية مثل تقاسم المياه في المنطقة.
ووقع الاردن واسرائيل في 26 تشرين الاول(اكتوبر) 1994 اتفاق سلام اتاح تطبيع العلاقات بين البلدين اللذين كانا في حال حرب منذ عام 1948. وعام 2004 حقق التبادل الاقتصادي بين اسرائيل والاردن رقما قياسيا بلغ 185 مليون دولار. وعين الاردن الاسبوع الفائت سفيرا جديدا له في اسرائيل بعدما شغر هذا المنصب منذ اب(اغسطس) 2005.
التعليقات