عباس يأمر بمنع ظهور السلاح
قتال حماس وفتح يأكل أخضر فلسطين ويابسها
غزة تنتفض على رام الله بعد أن أكلت النار رأس السلطة الوفاق الوطني تدعو لحكومة وحدة وطنية فلسطينية عاجلة
خلف خلف من رام الله: يبدو أن حركتي فتح وحماس لديهما أصرار على عدم تجنيب الفلسطينيين حرباً أهلية، فالنار تأكل فلسطين، والاشتباكات وعمليات الخطف المتبادل تدورفي شوارع رام الله ورفح ونابلس وكافة المدن، ويرى المراقبون أن هذه ليست مقدمة لحرب أهلية، بل هي الحرب بأم عينها التي على ما يبدو شقت طريقها اليوم دون رجعة في حال لم يتم وضع لها حلاً عاجلاً وسريعاً يوقف نزيف الدم المتدفق، وكان الاشتباكات التي دارت اليوم سحقت الخط الأحمر والأخضر الذي طالما تغنى به جميع السياسيين وقادة الفصائل ملوحين أن الدم الفلسطيني خطاً أحمراً لا يمكن الاقتراب منه.
وفيما تتبادل حركتا فتح وحماس التهم ويبحث كل منهما عن لائحة اتهام للأخرى، تأكل نار الغضب قلوب الفلسطينيين، والامهات تبكي حرقة وألما على قتال الأخوة، والشباب خائفون القادم المجهول، لكن هل ما يجري الآن، يمكن اعتباره شيئاً مجهولاً وغير متوقع، يمكن القول هنا أن المؤشرات جميعها كانت تدلل على اقتراب انطلاق شرارة الحرب الأهلية الفلسطينية، ونستذكر هنا أن قراء (إيلاف) راؤا في استفتاء الأسبوع الماضي أن الحرب الأهلية الفلسطينية جدية، ويبدو أن ذلك بدأ فعلاًَ اليوم الأثني، وحين نعود لنتائج الاستفتاء نجد ما نسبته 64 % اعتقدوا أن الحرب الأهلية بين الفلسطينيين واردة، بينما رأت نسبة 28 % أنها وهمية أو ضرب من الخيال، بينما نسبة 8 % قالت أنها لا تعلم.
هذا فيما أتهم عضو المجلس التشريعي عن حركة فتح عبد الله عبد الله وزارة الداخلية الفلسطينية هي المسؤولة عن المأزق الحالي، ودعا عبد الله في تصريح صحافي رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية ووزير داخليته سعيد صيام بالعمل فورا على سحب القوة الخاصة ونشر القوات الشرعية فقط، موكداً أن القوة الخاصة عمقت المأزق الأمني إلى جانب المأزق السياسي الذي نعيشه موضحا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يجوب العالم لحشد الدعم لخطته الأحادية الجانب لينفذها بحجة عدم وجود شريك. وقال عضو التشريعي: القائد المسؤول يجب أن يحمل رؤية وبرنامج يتعامل مع من خلال الواقع الذي نعيشه وعبر عبد الله عن خشيته بأن لا نستطيع أن نقيم دولة على نصف القطاع إذا بقيت الأمور على هذا الحال.
وحسب آخر التطورات فقد أعتدت مجموعة مسلحة على ضابط مخابرات في بلدة بلعا شرق طولكرم شمال الضفة، كما صدر بيان لكتائب شهداء الاقصى أعتبر أن رفح مثل جنين وجباليا هي طولكرم وغزة هي الخليل وهد من وصفهم بمغاوير الداخلية، في اشارة الى القوة التنفيذية التي شكلتها وزارة الداخلية الفلسطينية.
كما امر الرئيس الفلسطيني محمو عباس قوات الأمن الوطني الفلسطيني أن تعمل على توفير الحماية لنواب حماس وتؤمن عدم الاعتداء عليهم من جانب المسلحين، بعد أن اقدمت مجموعة مسلحة على الاعتدا على نائب في مدينة رام الله، هذا فيما يعقد عباس اجتماعا مع قادة حماس في قطاع غزة لتدارك تدهور الاوضاع أكثر.
وفي هذه الاثناء، أفرجت مجموعة مسلحة من كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح عن الدكتور صلاح الرنتيسي شقيق الدكتور الشهيد عبد العزيز الرنتيسي، وذلك بعد ساعتين من اختطافه من عيادته الطبية في شارع الشيخ ناصر وسط محافظة خان يونس، جنوب قطاع غزة.
وكان نحو 50مسلحاً من كتائب الأقصى اقتحموا عيادة الدكتور الرنتيسي، عصر اليوم بشكل مفاجئ وأطلقوا النار داخل العيادة في كل اتجاه وكسروا الأبواب والشبابيك وجميع محتوياتها، بالإضافة إلى تهشيم سيارة الرنتيسي الشخصية من نوع جيب بالكامل. وكانت وزارة الداخلية والأمن الوطني الفلسطيني طالبت جميع المسلحين الذين تدور بينهم اشتباكات في مدينة رفح بجنوب قطاع غزة إلى وقف تبادل إطلاق النار، والانسحاب من مواقع الاحتكاك، مؤكدة في الوقت ذاته أنه شكلت لجنة تحقيق للوقوف على أسباب الاشتباكات الدامية.
وطالبت الوزارة في بيان لها من كافة المسلحين الوقف الفوري لإطلاق النار، والانسحاب من كافة مناطق الاحتكاك والاشتباكات لتفويت الفرصة على كل من يريد إثارة المشاكل والفتنة بين أبناء الشعب الواحد. واكدت إدانتها للاشتباكات المؤسفة والمؤلمة، وأعلنت عن تشكيل لجنة تحقيق للبحث في تفاصيل هذه الأحداث والتوصل إلى أسباب اندلاعها وإدانة من تثبت بحقه الإدانة. ويستعد الآلاف من أهالي مدينة رفح للتجمهر في دوار العودة الرئيسي وسط المدينة للبدء بمسيرة احتجاج على ما تشهده من توتر واشتباكات بين القوة التنفيذية والأمن الوقائي.
ووفقا لمصادر فلسطينية إن المسيرة التي دعت إليها لجنة المتابعة العليا للفصائل الفلسطينية ستكون بعنوان لا للاقتتال الداخلي. ووجهت فعاليات فلسطينية وشخصيات نداءا عاجلا لرئيس السلطة الفلسيطنية ورئيس الوزراء ووزير الداخلية لوقف إطلاق النار والسماح للجماهير للفصل بين الطرفين.
عباس يعين المجايدة مستشاراً عسكرياً له
و عقب تصاعد الاحداث بين حركتي فتح وحماس، قرر عباس تعيين الفريق عبد الرزاق المجايدة مستشارا عسكريا له وتكليفه بمهمة التنسيق بين الأجهزة الأمنية التابعة له ووزارة الداخلية، و وجه أبو مازن تعليماته لحرسه الخاص قوات quot;الـ17quot; بحماية المنشآت العامة والقادة السياسيين والشخصيات الاعتبارية ونواب حركة حماس في المجلس التشريعي من أي اعتداء عليهم من قبل أي مسلحين والعمل على سحب جميع المسلحين من الشوارع وإعادة الهدوء للشارع الفلسطيني.
البرغوثي: على الجميع وقف المظاهر المسلحة فوراً
من جهته، دعا النائب الدكتور مصطفى البرغوثي الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية حركتا فتح وحماس وجميع الأطراف الى وقف المظاهر المسلحة والاحتكام للغة الحوار لتجنب اندلاع حرباًً أهلية، وعبر البرغوثي خلال اتصال هاتفي مع ايلاف عن أسفه لما جرى اليوم من احداث واشتباكات في مدينة رفح ورام الله، وطالب النائب البرغوثي الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء اسماعيل هنية بالتدخل السريع لمنع مظاهر السلاح في قطاع غزة ونشر قوات أمن في كل الشوارع من اجل تطويق الاحداث، مشدداً أن المستفيد الأول والأخير من ما يجري هو إسرائيل.
وكما أدانت المبادرة الاحداث المؤسفة التي وقعت في مدينة رفح وخلفت عددا من الشهداء والجرحى. معربة أيضا عن ادانتها للاعتداء الذي تعرض له مبنى المجلس التشريعي ورئاسة الوزراء في رام الله، واعتبرت المبادرة ذلك الاعتداء بانه تعد على الديمقراطية وعلى مؤسسات الشعب الفلسطيني التي بناها بدمائه.
ودعت المبادرة في بيان لها وصل ايلاف الى التدخل الفوري لوقف كل اشكال الاقتتال الداخلي وحقن الدماء ووقف التحريض والتراشق الكلامي بين الاطراف المختلفة والاحتكام الى الحوار والعقل وليس الى لغة الرصاص. واكدت المبادرة ان احراق رئاسة الوزراء وتحطيم مبنى البرلمان اعمال مرفوضة وغير مبررة ولن يستفيد منها الا اعداء الشعب الفلسطيني.
التعليقات