الياس توما من براغ : أعلنت الحكومة الصربية اليوم اعترافها باستقلال جمهورية الجبل الأسود التي كانت تشكل معها اتحادا فيدراليا فضفاضا حتى الثالث من هذا الشهر أي لغاية الإعلان رسميا عن استقلال هذا الجمهورية البلقانية الصغيرة من قبل البرلمان استنادا إلى الاستفتاء الناجح الذي جرى فيها وعبر فيه أكثر من 55% من المشاركين به عن دعمهم لاستقلال بلادهم . وذكرت الحكومة الصربية في بيانها الذي أعلنت فيه الاعتراف باستقلال الجمهورية بأنها ستقيم علاقات دبلوماسية كاملة مع بودغوريتسا الأمر الذي يعتبر تطورا ايجابيا يمكن أن يساهم في بناء علاقات طبيعية وودية بين البلدين كما انه يعزز استقرار هذا الجمهورية لأنه يمكن أن يؤثر ايجابيا على قوى المعارضة في الجبل الأسود التي رفضت الاعتراف بنتيجة الاستفتاء وطعنت به رغم تأكيد الاتحاد الأوربي الذي اشرف عليه بأنه كان نزيها .

ويأتي اعترف بلغراد بالدولة الخامسة والأربعين في القارة الأوربية بعد اعتراف نحو ثلاثين دولة مختلفة باستقلال هذه الجمهورية بما فيها الدول المجاورة للجبل الأسود إضافة إلى الصين وفرنسا والنمسا ورومانيا والسويد وروسيا الاتحادية والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. ويمثل اعتراف بلغراد ببودغوريتسا الخطوة الأولى العملية على طريق تسوية العلاقات بين البلدين على أسس جديدة ستكون الخطوة اللاحقة فيها الدخول في محادثات ثنائية لتقسيم ممتلكات الاتحاد الفدرالي والسفارات المشتركة والاتفاق على آلية جديدة لتنظيم العلاقة بين البلدين في قضايا مختلفة هامة منها الوضع على الحدود المشتركة وتنظيم العلاقات الاقتصادية والجمركية ومسالة انسحاب الجيش من أراضي الجبل الأسود .

وبالتوافق مع الاعترافات المتزايدة باستقلال الجبل الأسود تقدمت قيادات هذه الجمهورية بطلبات انتساب إلى المنظمات الدولية المختلفة ومنها الأمم المتحدة لان صربيا هي التي ورثت الدولة الاتحادية السابقة وفق الاتفاق الدستوري الموقع بين البلدين والذي على أساسه جرى تنظيم الاستفتاء الخاص باستقلال هذه الجمهورية لان الاتفاق ينص على أن الدولة التي تخرج من الاتحاد هي التي يتوجب عليها طلب الاعتراف بها . يذكر أن جمهورية الجبل الأسود تعتبر من الجمهوريات البلقانية الصغيرة الواقعة على الساحل الادرياتيكي ويبلغ عدد سكانها نحو 650 ألف نسمة فقط ويعتبر استقلالها المرحلة الأخيرة من عملية تفكك ما بقي من تحالفات تعود لفترة يوغسلافيا السابقة .