محمد الخامري من صنعاء : ناشد الرئيس الليبي العقيد معمر القذافي الرئيس علي عبدالله صالح النزول عند رغبة الشعب اليمني وإعادة ترشيح نفسه في الانتخابات الرئاسية القادمة ، مؤكداً أن اليمنيين والأمة العربية بحاجة إليه باعتباره احد الزعماء الذين تعول عليهم الأمة. وقال القذافي في اتصال هاتفي أجراه مع صالح ظهر اليوم أن هذه المعركة لا ينبغي الانسحاب منها، وانه يضم صوته إلى صوت الشعب اليمني في مطالبته الرئيس صالح بالعدول عن رغبته بعدم ترشيح نفسه في الانتخابات الرئاسية القادمة.

ورغم الضغوطات القوية التي يتعرض لها الرئيس علي عبدالله صالح من قبل قيادة المؤتمر الشعبي العام quot;الحاكمquot; وقيادات أحزاب المجلس الوطني للمعارضة ومشايخ القبائل وقادة القوات المسلحة والأمن وجميع شرائح المجتمع وفئاته المختلفة الذين خرجوا في مظاهرات عارمة خلال اليومين الماضيين وآخرها بعد صلاة الجمعة اليوم ، لازال الرئيس علي عبدالله صالح متمسكاً بقراره الذي أعلنه في 17 تموز quot;يوليوquot; الماضي ، مشيراً إلى انه يرفض رفضاً قاطعاً أن يصبح تاكسي أجرة يستأجره المؤتمر quot;الحاكمquot; أو القوي السياسية لإيصالها من المحطة إلى الفنادق quot;حد تعبيرهquot; ، وارفض أن أكون مظله لفساد حزب سياسي أو قوى سياسية. وأضاف الرئيس صالح لا يهمني المال، مايهمني هو السمعة والتاريخ فنحن الذين أوجدنا المال وليس المال هو الذي أوجدناquot;.

مدرسة علي عبدالله صالح

وقال في كلمته الافتتاحية للجلسة الثانية للمؤتمر الاستثنائي للمؤتمر الشعبي العام quot;الحاكمquot; إن مدرستي التي أرسيتها منذ 28 عاماً هي مدرسة التسامح فانا لم أُعدم ولم اعزل ولم اعتقل ، ولم اقتل ، ولم أمارس الثار ، ولم اقمع ، ولم أحاسب ، وعندي شعار أن الذي يستخدم العنف هو الضعيف وان الذي يستخدم القوة هو الجبان لان القوي لا يتآمر ، وقال quot;مازحاًquot; إن مدرسته ابتدائية وإعدادية وقليل من الثانوية لكنها لم تصل إلى الجامعة.
وانتقد صالح من وصفهم بأصحاب الأطروحات القائلة أن الرئيس لم يهيئ الملعب للتداول السلمي للسلطة ، مشيراً إلى أن الأجواء مهيأة منذ تحقيق الوحدة واقترانها بظهور الأحزاب وقد تعززت أكثر عندما أعلن قبل 11شهراً وخمسة أيام انه لن يترشح للانتخابات الرئاسية القادمة ، وطلب من كافة القوى السياسية أن تهيئ مرشحيها للانتخابات الرئاسية وإبلاغهم بعدم رغبته في الاستمرارquot;.

مفترق طرق بين الرئيس وحزبه
يأتي هذا الخطاب القوي والغير متوقع من الرئيس صالح بعد 28 عاماً في الحكم كتشخيص دقيق للواقع السياسي الذي تشهده الساحة السياسية على صعيد الحزب الحاكم (المؤتمر الشعبي العام) والأحزاب المعارضة ممن ظلوا يعلقون إخفاقاتهم المتكررة على الأوضاع السياسية وعلى شخص الرئيس ، يأتي بعد اجتماع طارئ عقدته قيادة الحزب الحاكم مساء أمس برئاسة نائب رئيس المؤتمر نائب رئيس الجمهورية الفريق عبدربه منصور هادي واستحضرت فيه المفترق الوعر الذي وصل إليه الحزب الحاكم مع رئيسه الرافض مناقشة مسألة العدول عن قراره فضلا عن القبول بها ، داعياً أعضاءه وأنصاره ه وجماهير الشعب للخروج في مظاهرات حاشدة والزحف على قاعة (22 مايو) التي ينعقد فيها المؤتمر الاستثنائي للمؤتمر العام السابع للضغط على الرئيس التراجع عن رغبته عدم ترشيح نفسه.
وكان الرئيس صالح قد أعلن عن اقتراح نفذه مباشرة وهو رفع الجلسة إلى يوم السبت لكي يأتوا بالجديد quot;حد تعبيرهquot;.

الخوف على مصلحة البلد
من جانبه أكد الشيخ ياسر العواضي - رئيس دائرة المنظمات الجماهيرية بالمؤتمر- أن ترشيح الرئيس وإثنائه عن قراره ليس quot;حباً فيه ولكن خوفاً على مصلحة البلد ومصلحة الأجيال القادمةquot; وقال quot;نريد من الرئيس خلال فترة الرئاسة القادمة أن يهيئ اليمن لتداول السلطة سلمياًquot; ، مضيفاً أن قرار الرئيس فردي quot;ويجب ألا يستمر عليه وعلينا أن تثنيه عنهquot;.

لايستبعد العدول عن قراره
أما الكاتب والمحلل السياسي سعيد ثابت سعيد quot;إصلاحيquot; فقد قال أن الرئيس quot;يبدو حتى اللحظة متمسك بموقفهquot; مشيرا إلى أن مشهد إعلان الرئيس إصراره على عدم الترشح يظهر مدى الفجوة بين وعي الرئيس السياسي وبين حزبه , لكن لا يزال هناك متسع من الوقت لمعرفة ما وراء هذا القرار ، وربما أن الأيام القادمة كفيلة بأن يتراجع الرئيس فيها عن قرارهquot;.
واعتبر سعيد أن إثناء الرئيس عن قراره مشكلة المؤتمر وليست مشكلة أحزاب المعارضة، وقال في حديثه عن موقف المعارضة اليمنية quot;هي أكدت مشاركتها الفاعلة في الانتخابات القادمة من خلال توقيعها على اتفاق المبادئ الذي رعاه الرئيسquot;.

إجماع سياسي على ترشيحه
من جانبه أشار الكاتب العربي الكبير فيصل جلول الذي كان يتحدث لبرنامج ما وراء الخبر بقناة الجزيرة أنه لا يستطيع أحد إثناء الرئيس عن قراره quot; لا الحزب ولا أي شخص آخر ، مشيراً إلى أن نسبة الأمية في اليمن 60% والجامعة بدأت عملها عام 1970م بينما في لبنان بدأت الجامعات العمل من القرن التاسع عشر ولذلك يجب أن تؤخذ بالحسبان هذه الأشياء عند التعاطي مع قضية بحجم منصب رئيس الجمهوريةquot;.
وقال جلول الذي رافق الرئيس صالح في جولته الأخيرة إلى بعض المحافظات اليمنية إن ما يمكن أن يثني الرئيس صالح عن قراره هو إجماع كافة القوى السياسية في الساحة على ترشيحه للانتخابات الرئاسية القادمة وهو ما يذهب إليه كثير من السياسيين بما فيهم المقربين من الرئيس صالح.