سمية درويش من غزة : توقعت مصادر فلسطينية عديدة ، بان توجه المؤسسة العسكرية الإسرائيلية خلال الساعات القليلة القادمة عدة ضربات موجعة لقطاع غزة ، وذلك لترميم ما خلفه الهجوم النوعي على قواعد الجيش الإسرائيلي برفح ، وإعادة الهيبة وماء الوجه للجيش الذي اهتز لضربة المجموعات المقاتلة.
ورغم أن كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس ، التي تقود دفة الحكم بالأراضي الفلسطينية ، نفذت العديد من عمليات الخطف في صفوف الإسرائيليين على مدار السنوات الخمسة عشر الماضية ، إلا أن عملية الخطف هذه تتميز بمذاق وطعم أخر ، لاسيما وأنها جاءت في ظل حكومة حماس ، وخلو قطاع غزة من الاحتلال .
وتمكن عسكر حركة حما

فجر اليوم في معبر كرم أبو سالم quot;كيرم شالومquot; جنوب قطاع غزة ، من كسر حالة الصمت التي هيمنت عليه وعاد بقوة إلى مربع المقاومة الأول ، بعد أسبوعين من التهديدات التي أطلقها وتوعد خلالها الدولة العبرية بعمليات نوعية ، حيث قتل ولجان المقاومة الشعبية وجيش الإسلام ، ثلاثة إسرائيليين وخطف رابع . وكانت كتائب القسام ، توعدت إسرائيل في التاسع من الشهر الجاري باستئناف عملياتها العسكرية بعد عام ونصف العام من التهدئة التي التزمت بها من جانب واحد ، وذلك تلبية لصرخات الطفلة هدى غالية التي أبيدت عائلتها بالكامل على شاطئ بحر غزة بقذائف البوارج الحربية الإسرائيلية.
وأكد سامي أبو زهري المتحدث الرسمي باسم حركة حماس ، عقب الهجوم العسكري ، بان هذه العملية تأتي استجابة لصرخات الطفلة البريئة غالية التي فقدت عائلتها على شاطئ البحر في ظل صمت المجتمع الدولي .

الخطف حرفة القسام
وقد شهدت الأراضي الفلسطينية سلسلة طويلة من عمليات الخطف لجنود إسرائيليين ، حيث وقعت آخر عمليات الخطف في الواحد والعشرين من أيلول quot;سبتمبرquot; العام الماضي بمدينة رام الله ، حيث تمكنت كتائب القسام ، من خطف quot;ساسون نورائيلquot; ضابط الشاباك الإسرائيلي من مدينة القدس المحتلة ، ومن ثم قتله والتخلص من جثته .
وفي السابع عشر من شباط quot;فبرايرquot; عام 88في أوج الانتفاضة الأولى ، تمكن القسام من اختطاف الرقيب آفي سابورتس بعد أن تم تجريده من سلاحه وأوراقه الرسمية داخل الخط الأخضر ، ثم تصفيته والتخلص من جثته.
وبعدها بعام واحد في شهر أيار quot;مايوquot; تمكنت حركة حماس من خطف الجندي إيلان سعدون الذي كان بكامل عتاده العسكري ، الأمر الذي أحبط معنويات جنود الاحتلال وأربك الحكومة الإسرائيلية ، حيث لم تتمكن من العثور على جثة سعدون إلا بعد مرور نحو سبعة أعوام على العملية.
وفي الثامن عشر من أيلول quot;سبتمبرquot; العام 92 ، خطف أفراد الجناح العسكري لحركة حماس ، الجندي آلون كرفاتي قرب مخيم البريج وسط قطاع غزة ، وقد تم قتله بعد تجريده من لباسه العسكري ومصادرة سلاحه ، وبعد ها بثلاثة أشهر خطف الرقيب أول نسيم طوليدانو من داخل الخط الأخضر ، وطالبت في ذلك الحين بالإفراج الفوري عن الشيخ أحمد ياسين زعيم ومؤسس حركة حماس ، حيث رفضت إسرائيل مما دفع القسام إلى قتله.
وكان صيف العام 94 ساخنا حين خطفت مجموعة للقسام الجندي quot;نخشون فاكسمانquot;، وإمهال جيش الاحتلال للإفراج عن الشيخ أحمد ياسين ، لكن جيش الاحتلال رفض ذلك ، فتم بعد ثلاثة أيام من إمهال الحكومة قتل quot;فاكسمانquot; إثر محاصرة مكان إخفائه كما قتل قائد الوحدة المختارة في جيش الاحتلال وجندي إسرائيلي ، كما استشهد أفراد خلية الخطف والذي كان على رأسهم صلاح جاد الله .

الفلسطينيون فرحون
بدوره أعرب الشارع الفلسطيني عن فرحته للعملية النوعية ، حيث أثلجت صدره بعد الضربات الموجعة التي تلقاها ، لاسيما عقب مقتل العشرات من الأطفال والنساء .
ووزع مواطنون السكاكر والحلوى فرحا باختطاف الجندي الصهيوني ، دون التفات لما يدور من تهديدات إسرائيلية باجتياح قطاع غزة وتنفيذ عملية واسعة بحثا عن الجندي الصهيوني المختطف .
من جهتهم يستعد ذوي الأسرى الفلسطينيين لترتيب مسيرات في شوارع غزة لتوجيه رسالة للخاطفين بضرورة التأكيد على الإفراج عن الأسرى مقابل إطلاق الجندي الصهيوني المختطف .
وكان أبو عبيدة الناطق باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام ، أكد بان الخاطفين لن يعطوا أي معلومة مجانية لإسرائيل حول الجندي المختطف.