بشار دراغمه من رام الله: أعطى رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود أولمرت أوامره لقيادات الجيش ببدء هجوم واسع على قطاع غزة والعمل على استعادة الجندي المختطف بالقوة ودون أية مفاوضات مع الفلسطينيين. يأتي ذلك في وقت فرضت فيه إسرائيل حصارا بريا وبحريا كاملا على القطاع تحسبا من تمكن الفلسطينيين من تهريب الجندي إلى أحدى الدول العربية. وقال أولمرت خلال مؤتمر صحفي عقده بمدينة القدس أنه صرح للجيش ووزير الأمن عمير بيرتس ببدء العملية العسكرية في غزة. بينما أمر قادة سلاح البحرية الإسرائيلي كافة القوات البحرية بإغلاق المساحة البحرية لمدينة غزة عن طريق السفن الحربية ومنع الفلسطينيين من استعمال القوارب السريعة هناك. إذ سمح الاحتلال للمواطنين باستعمال القوارب الصغيرة محدودة السرعة فقط.
وزعم الجيش الإسرائيلي أنه اتخذ إجراءات الإغلاق هذه تحسبا من إمكانية تهريب الجندي المخطوف عن طريق البحرquot;.
وأبلغ الجيش الإسرائيلي هذه الأوامر إلى قادة السفن في السلاح البحري ويجري الحديث هذه المرة عن إغلاق تام وواسع النطاق يشبه الإغلاق البحري الذي نفذته إسرائيل على قطاع غزة قبيل تنفيذ فك الارتباط الصيف الماضي.
كما وطلب الجيش الإسرائيلي من القوات المصرية إغلاق محور فيلاديلفي جنوب قطاع غزة، بشكل محكم وقام الجيش الإسرائيلي بإحكام الإغلاق على طول الحدود المصرية تحسبا من تهريب الجنديquot;.
إلى ذلك أقرت إسرائيل بأن المقاومة الفلسطينية تتمتع بذكاء كبير جدا، وأن المسلحين الذي نفذوا عملية أمس في معبر كيرم شالوم تصرفوا مثل جيش مدرب جيدا وليس كمسلحين تابعين لأحزاب وفصائل عسكرية. وكشفت إسرائيل تفاصيل هذه العملية وقالت أنه وبمجرد وصول المسلحين إلى مكان العملية فأنه توزعوا إلى مجموعات مختلفة ومنظمة بالرغم من قلة عددهم وكان ذلك سببا في سقوط قتلى وجرحى صهاينة واختطاف الجندي.
وقال العميد أفيف كوخابي قائد القوات الإسرائيلية في منطقة قطاع غزة طريقة عملهم بالقول انهم دخلوا عبر نفق طويل جدا يمتد من مكان ما في القطاع وحتى عمق 280 مترا في المنطقة الاسرائيلية، ما يعني ان طول النفق لا يقل عن 400 متر، بعمق 9 أمتار تحت الأرض وأن حفره استغرق شهورا طويلة.
وعندما خرج المسلحون الفلسطينيون من النفق توزعوا، حسب قوله، الى ثلاث فرق:
الأولى هاجمت برج المراقبة واشتبكت مع الجنود العرب في الجيش الاسرائيلي المرابطين في المكان ومن جراء الاشتباك قتل اثنان من المسلحين وجرح ثلاثة جنود اسرائيليين، إصاباتهم بليغة.
والقوة الثانية هاجمت مدرعة وهمية وضعت في المكان بهدف التضليل، ولم يكن فيها جنود.
والمجموعة الثالثة هاجمت دبابة اسرائيلية بالصواريخ وألقت عدة قنابل داخلها، فقتل قائد الدبابة وهو ضابط برتبة ملازم أول، وجندي آخر، كما أصيب جندي ثالث، فيما خطف الجندي الرابع.
وعاد المسلحون الفلسطينيون الى قطاع غزة سيرا على الاقدام على سطح الأرض، وليس عبر النفق, فقد أطلقوا صاروخا على السياج الأمني وبذلك فتحوا فيه فتحة كبيرة أتاحت لهم العبور السريع، ثم اختفت آثارهم, ولم تتمكن من التعرف على مسارهم حتى طائرات الهليكوبتر التي انطلقت الى الجو فورا بحثا عنهم, وعندما نزل جنود سلاح الهندسة الإسرائيلي الى النفق ليفحصوا وضعه ويعرفوا متى تم حفره والى أين يصل، وجدوا ان المسلحين الفلسطينيين زرعوا فيه الألغام, مما أعاق حركتهم وشوش خططهم العسكرية لتتبع المسلحين.
- آخر تحديث :














التعليقات