العراق والبحرين بحثا إرسال السفراء العرب الى بغداد
الدليمي : المليشيات تحاول افراغ بغداد من السنة
بغداد: ادانة 11 مسلحا بينهم سعودي |
أسامة مهدي من لندن: القى مسؤول كبير في وزارة الدفاع العراقية بالمسؤولية على وزارة الداخلية في عدم الاستجابة سريعا لوقف عمليات القتل التي شهدها حي الجهاد في بغداد امس بينما اتهم رئيس جبهة التوافق السنية عدنان الدليمي المليشيات المسلحة بالتمهيد لإثارة حرب اهلية وتفريغ بغداد من أهل السنة وتغيير خريطتها السكانية في وقت بحث رئيس مجلس النواب العراقي محمود المشهداني في المنامة اليوم مع وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن احمد بن محمد ال خليفة وسائل تشجيع الحكومات العربية على ارسال سفرائها الى العراق .
فقد القى مدير العمليات في وزارة الدفاع العراقية اللواء عبد العزيز محمد المسؤولية على عدم الإستجابة الفورية لقوات وزارة الداخلية في وقوع عمليات القتل الطائفي التي شهدها حي الجهاد في بغداد أمس واوقعت 42 قتيلا . واضاف ان ردة فعل قاطع عمليات القاطع الجنوبي لقوات الداخلية هناك لم تكن بالسرعة الممكنة في القضاء على الارهابيين. واكد في مؤتمر صحافي في بغداد اليوم ان تحقيق الامن في مدينة بغداد غير ممكن بوجود مسلحين.حيث لا يمكن التفريق بين الإرهابيين والجماعات المسلحة والذين يعملونمعا وشدد على ضرورة نزع السلاح من أيدي كل المجاميع المسلحة وابقائه بيد قوات الامن وحدها .
ومن جانبه وصف عدنان الدليمي رئيس جبهة التوافق السنية حوادث العنف الطائفي امس في حي الجهاد بانها كارثة وتمهيد لإثارة الحرب الأهلية ولتفريغ بغداد من أهل السنة وتغيير الخريطة السكانية لها. وقال في مؤتمر صحافي إن الميليشيات المسلحة تدخل ومعها الأسلحة المتوسطة والخفيفة وأمام نقاط الداخلية دون أي رد على تلك الميليشيات quot;وكأن تلك الأجهزة تملك حصانة أكبر من حصانة الحكومة وكأنها هي التي تحكم العراق وتملك القانون والقضاءquot;. واهاب بالمرجعيات الدينية والسياسية أن تتدخل لإطفاء نار الفتنة quot;قبل أن ينفذ صبرنا ويحترق الأخضر واليابسquot;. واشار الى أن مشاركة جبهة التوافق في الحكومة لا تعني أنها ستسكت عن الجرائم التي ترتكبها الداخلية بحق العراقيين وخصوصاً السنة وقال ان الجبهة ستقف بكل قوة امام هذه العمليات التطهيرية لأهل السنة في بغداد.
وناشد quot;كل الشرفاء في العالم للوقوف لحماية العراقيين والجامعة العربية للوقوف مع الشعب العراقي ضد التطهير quot; . وعرض الدليمي صوراً لحي الجهاد أثناء العمليات تظهر الميليشيات ومعها الشرطة العراقية في حي الجهاد . اما نائب مرشد الحزب الاسلامي العضو في الجبهة أياد السامرائي فقال إن ماحدث هو نتيجة الخطة الامنية الناقصة حيث انها لم تشمل مدنا فيها تجمعات للإرهاب مثل مدينة الصدر والشعب وغيرها من المناطق التي يجب سحب سلاح الميليشيات منها . واضاف ان المؤامرة مستمرة لإشعال نار الفتنة الطائفية وتساءل عن أهمية وجود الميليشيات مثل ميليشيات جيش المهدي ولماذا تحمل السلاح وضد من تحمل السلاح وقال إننا لا نرضى بتمرير المؤامرة الطائفية في العراق .
وحمل السامرائي مجلس الأمن مسؤولية لحماية المواطنين العراقيين وقال ان عليه أن يحاسب الولايات المتحدة وماذا فعلت في العراق ولماذا بعد أكثر من ثلاث سنوات على دخولها الى العراق يزداد الوضع سوءًا يوماً بعد يوم. وطالب الجامعة العربية بتحمل مسؤوليتها تجاه الشعب العراقي والتدخل لحماية المواطنين وقال ان من الخزي والعيب على الحكومة العراقية ورئيس الوزراء أن لا يأمن المواطن إلا بوجود الدبابة الأميركية ولا يطمئن إلا لوجود الجندي الأميركي .
وحول الموضوع نفسه حمل مجلس الحوار الوطني العضو في الجبهة قوات الاحتلال الأميركي والحكومة العراقية مسؤولية الدماء البريئة التي تراق يومياً على أرض العراق ظلماً وعدواناً . وطالب المجلس الذي يترأسه الشيخ خلف العليان في بيان ارسل نصه الى quot;إيلافquot; بقرار فوري لحل هذه الميليشيات ونزع أسلحتها وتطبيق قانون الإرهاب بحق من لا يمتثل لهذا القرار وقال ان استمرار هذا الاستهتار بأرواح الناس وممتلكاتهم وكرامتهم يعني وأد العملية السياسية وقذف العراق الى الهاوية .. وفي ما يلي نص البيان :
بسم الله الرحمن الرحيم
quot;إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يقتلوا أو يصلبوا او تقطع ايديهم وارجلهم من خلاف او بنفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الأخرة عذابٌ عظيمquot;
صدق الله العظيم
بيان رقم (56)
تتوالى فواجع الشرفاء من العراقيين في كل ساعة من نهار أو ليل ويتكشف معها قبح الوجوه التي أضحت عنواناً للجريمة والرذيلة بأبشع صورها. ولطالما تعالت اصوات الخيرين الداعية الى وحدة الصف وحرمة الدم العراقي مهما كان مصدره ولكن لا حياة لمن تنادي فاستضبعت الميليشيات التابعة لأطراف بعينها في الحكومة العراقية ومارست أبشع انواع القتل والذبح على الهوية مستهدفة المواطنين الأبرياء وحصراً أهل السنة.
ولعل المجزرة التي راح ضحيتها العشرات من أطفال ونساء ورجال وشيوخ من أهل حي الجهاد يوم أمس على أيدي قتلة محترفين لم يردعهم عشرات الألاف من رجال الجيش والشرطة وغيرهم والمدعومين بقوات الاحتلال وتستنفرهم خطة امنية رنانة... خير دليل على ان تلك الميليشيات هي وراء ما حصل ويحصل من اعتداءات يومية على اهل السنة ومساجدهم وممتلكاتهم .
وفي الوقت الذي يدين مجلس الحوار الوطني العراقي بشدة هذه الجرائم الخسيسة والأفعال الشنعاء فانه يحمل قوات الاحتلال الأميركي والحكومة العراقية مسؤولية الدماء الزكية البريئة التي تراق يومياً على أرض العراق ظلماً وعدواناً ويطالب بقرار فوري يقضي بحل هذه الميليشيات ونزع أسلحتها وتطبيق قانون الإرهاب بحق من لا يمتثل لهذا القرار بحق كل الخارجين عن القانون وحسب ما جاء به الدستور العراقي لأن استمرار هذا الاستهتار بأرواح الناس وممتلكاتهم وكرامتهم يعني وأد العملية السياسية وقذف هذا البلد الجريح الى باطن المجهول والى الهاوية وبالتالي خسارة الجميع الا من يكره العراق ولا يريد له الخير والاستقرار. لذا فإن من يظن ان الميليشيات هي عنصر قوة وموازنة لكيانه السياسي فإنه واهم ولا يريد لوطنه الخير والتقدم فالحق قديم والرجوع اليه فضيلة والله المستعان على ما يصفون.
مجلس الحوار الوطني العراقي
وتأتي هذه المواقف والتصريحات في وقت تلوح بوادر حرب اهلية في العراق مع تزايد الشعور لدى كل من الشيعة والسنة بالغبن وتواصل دوامة الاعتداءات والعمليات الانتقامية. وبلغ العنف الطائفي امس الاحد مستوى غير مسبوق في بغداد حيث قام مسلحون ملثمون باللباس المدني بتصفية 42 شخصا على اساس مذهبي في حي الجهاد حيث غالبية سنية وعقب ذلك ببضع ساعات تفجير سيارتين مفخختين ضد مسجد شيعي في شمال العاصمة العراقية اوقع 20 قتيلا و60 جريحا.
واستمرت المجازر اليوم الاثنين فقتل عشرة اشخاص في ثلاثة انفجارات وقعت في حي مدينة الصدر الشيعي في بغداد اعقبها انفجار قنبلة في سوق في شارع الكفاح في حي الشيخ عمر السني ما ادى الى اصابة 14 شخصا بجروح. ووصف النائب الشيعي حميد رشيد المعلى الاعتداءات على مساجد الشيعة بانها quot;اسوأ الجرائمquot; واتهم الصداميين والتكفيريين من المتطرفين السنة بالسعي إلى إثارة حرب اهلية في العراق .
مباحثات عراقية بحرينية
بحث رئيس مجلس النواب العراقي محمود المشهداني في المنامة اليوم مع وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن احمد بن محمد ال خليفة الاوضاع في العراق ومساعدة الدول العربية للشعب العراقي في تجاوز مرحلته الحالية منوها بخطورة الاوضاع في العراق وانعكاساته الخطرة على المنطقة برمتها وضرورة التحرك السريع من قبل العرب ودول الجوار العراقي للمساعدة في مواجهة التوتر والنعرات الطائفية والمذهبية ودعم مشروع المصالحة الوطنية والمساهمة في اعمار العراق.
واعرب المشهداني عن امله في تعزيز الوجود العربي في العراق من خلال فتح السفارات وارسال البعثات الدبلوماسية للمساهمة عن قرب في مساعدة العراق والتواصل مع قيادته. واشار الى انه لمس خلال لقائه المسؤولين في ايران والمسؤولين في البحرين تفهما وتجاوبا عميقا لطروحات العراق ورغبة جادة للمساعدة في تدارك الاوضاع في العراق منبها الى ضرورة اتخاذ الخطوات العملية السريعة بهذا الصدد لا سيما في ما يتعلق بضبط الحدود ومنع تسلل المخربين والارهابيين الى داخل الاراضي العراقية ومنع وصول الدعم اللوجستي لهم داخل العراق كما قال بيان صحافي عراقي ارسل الى quot;إيلافquot;.
ومن جهته اكد الشيخ خالد ادراك مملكة البحرين لطبيعة الاوضاع في العراق وحرصها الجاد على تقديم اعلى مستويات الدعم والمساعدة للشعب العراقي مشيرا الى عمق العلاقات الاخوية والاسرية والتأريخية التي تربط بين الشعبين الشقيقين. وشرح طبيعة المباحثات والنتائج التي توصل لها وزراء خارجية دول الجوار في طهران امس الاول الذي شاركت فيه مملكة البحرين موضحا عزم الجميع الجاد على تقديم الدعم للعراق لاستعادة امنه واستقراره ومنعه من الانزلاق في اتون حرب طائفية ومذهبية. واضاف ان المرحلة التي يمر بها العراق تتطلب عملا جادا وسريعا وضرورة قيام المسؤولين العراقيين بطرح افكارهم ومعالجاتهم لمشاكلهم بدقة على اشقائهم لانهم ادرى بطبيعة المشاكل التي يعاني منها بلدهم معلنا عن عقد مؤتمر لوزراء داخلية العرب في الرياض خلال الايام القليلة المقبلة للبحث والاتفاق على الخطوات والاجراءات اللازمة لمساعدة العراق في ضبط حدوده واستعادة امنه. واكد الشيخ خالد دعم بلاده لمشروع المصالحة واستعداد المملكة للمساهمة في اعماره موضحا ان المملكة حريصة على تواجد دبلوماسييها داخل العراق وان ذلك سيكون قريبا.
وجرت خلال اللقاء مناقشة موضوع ايجاد الالية المناسبة لتشجيع الدول العربية على ارسال بعثاتها الدبلوماسية الى العراق كما تبادل الطرفان وجهات النظر حول اهمية تفعيل مبادرة الجامعة العربية للوفاق الوطني العراقي واليات مزاوجة المبادرة مع مشروع المصالحة الوطنية الذي طرحه العراق واتفق على اهمية الاسراع في عقد المؤتمر في اقرب وقت وتهيئة الاجواء المناسبة لانجاحه.
من جانب اخر التقى المشهداني في المنامة رئيس غرفة تجارة وصناعة البحرين عصام فخرو لبحث سبل تعزيز وتطوير التعاون التجاري والاقتصادي بين البلدين الشقيقين وتوظيف واستثمار رؤوس الاموال البحرينية في تنشيط الاقتصاد العراقي. واشار المشهداني الى ان مجال الاستثمار في العراق كبير وفي مختلف المجالات الصناعية والزراعية والخدمية والاولوية ستكون للاشقاء مؤكدا ان قانون الاستثمار اصبح جاهزا ولا يحول دون صدوره سوى مناقشته داخل مجلس النواب لاقراره.
التعليقات