إيلاف تجول على الضاحية الجنوبية لبيروت:
أضرار مادية فادحة وquot;لا خوفquot; من غارات جديدة
نسرين عزالدين من بيروت: على وقع هتافات quot;لبيك يا نصر اللهquot; خرج سكان الضاحية الجنوبية لبيروت لمعاينة الاضرار التي لحقت بالمناطق التي تعرضت للغارات الاسرائيلية فجر اليوم والتي اسفرت عن وقوع ثلاثة قتلى وخمسين جريحا على الأقل. أما بقية المناطق البيروتية فما تزال غارقة في هدوء قاتل منذ يوم امس، عدا بعض الحركة الخفيفة للتزود بالوقود وشراء الحاجات الأساسية من الخبز والأدوية. وكان القصف قد طال جسرا يؤدي الى الطريق القديم لمطار بيروت الدولي وجسرا في بئر العبد إضافة الى ملعب الراية في منطقة صفير، وهو الملعب الذي يلقي فيه الامين العام لحزب الله خطاباته. وإن كانت الغارات الاسرائيلية قد دمرت الجسور المحيطة بالمنطقة، إلا انها لم تطل عمق الضاحية الجنوبية وخصوصا مربعها الأمني في حارة حريك والذي يعد مقر حزب الله. جندي لبناني يتفقد الأضرار الناجمة عن
الغارات الإسرائيلية على جسر المطار أ ف ب
ونقل الجيش اللبناني صاروخا لم ينفجر سقط في منطقة المشرفية. أما منطقة الغبيري فقد تضررت بشكل كبير حيث دمرت بعض المتاجر والمكاتب والمصارف وقد ضربت القوات الامنية طوقا في المنطقة ومنعت السكان من الاقتراب بسبب الحريق الذي اندلع في مجمع تجاري بسبب احتوائه على عدد كبير من قوارير الغاز خشية انفجارها.
أما في منطقة مار مخايل فقد تسببت الغارات الإسرائيلية بتدمير جزء كبير من سنتر تيريز، إضافة الى عدد من معارض السيارات التي تنتشر على امتداد خط مار مخايل الحازمية. وغرقت سيارة في الإسفلت بسبب قوة الانفجار، ودمر عدد كبير من السيارات المركونة في المعارض إضافة إلى محطة للوقود.
سكان الضاحية الجنوبية دأبوا على إطلاق الشعارات المؤيدة لحزب الله والمنددة بإسرائيل مؤكدين رفضهم إخلاء المنطقة ولو تعرضوا للقصف مجددا، في الوقت الذي هرع بعضهم إلى إخلاء منازلهم والهرب الى منازل أقارب في مناطق أخرى. لكن معضلة سكان الضاحية الجنوبية تكمن في ان اغلبيتهم من سكان جنوب لبنان الذي قطعت الطرقات المؤدية إليه ويتعرض لقصف مركز ومستمر على مدار الساعة، وعليه فهم محكومين بخيارين؛ إما البقاء في الضاحية أو التوجه إلى منازل أقاربهم في مناطق أخرى - إن وجدت.
صحافي يتفقد الدمار الذي تسببت به الغارات الإسرائيلية على جسر المطار فجر اليوم |
أما المربع الأمني لحزب الله في حارة حريك والذي لم يتعرض للقصف فقد اغلقت مداخله ومخارجه.
وأعرب عدد من السكان لـ quot;إيلافquot; عن استيائهم من الوضع الداخلي اللبناني مبدين قلة اكتراث بما صدر عن لجنة متابعة قوى 14 آذار أمس معتبرين انه ليس مستغربا أن يستغلوا الفرصة للهجوم على حزب الله، ولو كان عشرات القتلى يسقطون يوميا دفاعا quot;عن شرف الأمة وشرف الإنسانquot; على حد تعبيرهم.
صورة بثها تلفزيون المنار تظهر صاروخ رعد - 1 الجديد الذي يستهدف فيه حزب الله مدن ومستوطنات داخل إسرائيل |
بيان 14 آذار
وكانت لجنة المتابعة لقوى 14 آذار أعلنت في بيان لها أمس أنها ترفض إقحام لبنان في أيّة حسابات لقوى إقليمية لا تمتّ بصلة إلى المصالح اللبنانية جنياً للثمار والمكاسب الانتهازية على حساب الشعب اللبناني وتضحياته. وتابع البيان quot;إن الرأي العام اللبناني يسأل ونسأل معه، صحيح ان تحرير الاسرى مطلب لبناني جامع وقضية أخلاقية، لكن هل حصلت العمليات العسكرية وفقاً لهذا الهدف أم وفقاً لحسابات إقليمية رداً على تحليق الطيران الاسرائيلي فوق قصر ما او لتعثر في مفاوضات ما أو إعاقة تشكيل المحكمة الدولية؟ وهل تعريض حياة اللبنانيين وأمنهم واستقرارهم أمر يتمّ تجاوزه بهذه البساطة وبهذا التفرد؟ لماذا لم يتحرك النظام السوري وأرضه محتلة، وسوريا ايضاً صاحبة قضية أخلاقية لتحرير أسراها في السجون الإسرائيلية، ويسمح هذا النظام لنفسه بإعطاء الدروس للبنان ولفلسطين تنفيذاً لمصالحه عبر هذه الشعوب؟ ولماذا يتفهم البعض ممن يدافعون دوماً عن هذا النظام وظروفه واولوياته ولا يتفهم ظروف لبنان وأولوياته؟ إن الاجرام الاسرائيلي لا يحتاج الى دليل، ولكن لماذا على الشعب اللبناني أن يتحمل أعباء إقليمية من دماء أبنائه، وهو الذي قدّم على مذبح الشهادة 150 ألف مواطن، وهو الوحيد الذي حرّر أرضه وألحق الهزيمة بجيش العدو الإسرائيليquot;.
اما العمال السوريين المتواجدين في الضاحية الجنوبية فقد أعدوا العدة للرحيل خوفاً من قصف جديد يطال المنطقة. أما سكان المنطقة فقد طالبوا حزب الله بالرد العنيف وقال أحدهم لـquot;إيلافquot; عليهم بحرق شمال إسرائيل، فليقصفوا حيفا ونحن لا نكثرث باي عنف يردّون. مستعدون للموت لكن عليهم الردquot;.
مواطن آخر أقل حماسة عبر عن تخوفه من مجزرة ما قد تقع في الضاحية المكتظة بالسكان في حال طال القصف مناطق سكانية quot;حارة حريك مستهدفة كونها المربع الامني لحزب الله ، لكنها تعج بالسكان الذي هم من اهل الجنوب اصلا .. فما العملquot;؟
معمل الجية
وتعرض معملة الجية الحراري الذي يقع على الطريق الساحلي الذي يربط بين بيروت وصيدا للقصف. ويعتبر معمل الجية المعمل الرابع في لبنان لتوليد الكهرباء، وليس توزيعها وعليه فان عدد من المناطق ستعاني من انقطاع في التيار الكهربائي، إضافة الى بعض مناطق الضاحية الجنوبية التي يغذيها هذا المعمل.
ويتوقع ان يلجأ اللبنانين الى اعتماد quot;الاشتراكاتquot; أي دفع مقابل مادي لمالكي المولدات الكهربائية الذين يزودون المشتركين بالتيار في حال انقطاعه. وسبق للبنان أن إختبر هذه الازمة من قبل وإختبر ما يرافقها من زيادة حادة في البدل المادي المطلوب، خصوصا في ظل الحصار البحري الحالي للبنان الذي يهدد بأزمة وقود.
المواطنون اللبنانيون متأهبون، تزودوا بالمواد الأساسية وبالوقود بانتظار اي قصف عشوائي على المناطق الاخرى في بيروت.
ولم ينم سكان بيروت امس، ومن حاول سرقة ساعات معدودة استيقظ على اصوات الطائرات الحربية الاسرائيلية والانفجارات التي تردد صداها في ارجاء العاصمة. ويتأهب اللبنانيون ليوم جديد، بعضهم سيذهب الى عمله وقد يعود باكرا الى منزله كما حدث بالامس. بعضهم راض ومستعد للمجابهة والبعض الاخر يشعر وكأنه اقحم في ما لا يريده وبات مهددا بالقصف والموت رغما عنه.
النيران تشتعل في خزان وقود بمطار بيروت بعد قصفه بالطائرات الحربية الإسرائيلية يوم الخميس.رويترز. |
التعليقات