سان بطرسبرغ (روسيا): طغت الاستعدادات لارسال قوة تابعة للأمم المتحدة الى جنوب لبنان اليوم الاثنين على اعمال اليوم الاخير لقمة مجموعة الثماني في سان بطرسبرغ التي اتاحت ايضا اعطاء دفعة

برودي وروسيا مع قوة دولية في جنوب لبنان
جديدة للمفاوضات التجارية لمنظمة التجارة العالمية. لكن يبدو ان الظروف لا تزال غير متوافرة لعمل القوة الدولية التي قد يتطلب نشرها وقتا طويلا. ففي الوقت الذي لا تبدو فيه اي بادرة تهدئة في النزاع بين اسرائيل وحزب الله اللبناني دعا الامين العام للامم المتحدة كوفي انان الجانبين الى اقرار هدنة لاتاحة نشر قوة دولية عند الحدود الاسرائيلية اللبنانية. وقال انان في اليوم الاخير لقمة سان بطرسبرغ quot;يجب ان نحصل من الاطراف المعنية على اتفاق سريع على وقف اطلاق النار لافساح المجال للعملquot; على ارسال هؤلاء الجنود. واضاف ان القوة المقترحة ستكون quot;قوة استقرارquot;.

ويرى رئيس الوزراء البريطاني توني بلير ان هذه القوة يجب ان تكون اكثر عددا بكثير من قوة الامم المتحدة المنتشرة الان في جنوب لبنان والتي يبلغ قوامها الفي رجل. واقترح نظيره الايطالي رومانو برودي ان يكون عديد quot;قوة حفظ السلامquot; هذه نحو ثمانية الاف رجل. فيما اعرب الرئيس الفرنسي جاك شيراك عن رغبته في ان يكون لهذه القوة quot;بعض وسائل الردعquot; لاقامة quot;حزام مراقبةquot; في جنوب لبنان ونزع سلاح الميليشيات اللبنانية.

وكان رؤساء دول وحكومات مجموعة الثماني طرحوا فكرة هذه القوة الاحد بعدما تجاوزا بصعوبة خلافاتهم لاصدار بيان مشترك بشأن الشرق الاوسط.

ويوضح البيان شروط وقف تصعيد العنف في لبنان مطالبا اسرائيل وحزب الله بوقف عمليات القصف وباعادة الجنديين الاسيرين سالمين وان تطلق اسرائيل سراح المسؤولين الفلسطينيين المعتقلين.

من جهة اخرى اجتمعت مجموعة الثماني صباح اليوم في محاولة اخيرة لانقاذ مفاوضات الدوحة لمنظمة التجارة العالمية بشأن تحرير التجارة العالمية المجمدة حاليا. وعقد قادة الدول الصناعية الكبرى في هذا الاطار اجتماعا مع نظرائهم البرازيلي والصيني والهندي والمكسيكي والجنوب افريقي. واتفقوا على ان تبدأ المفاوضات الماراتونية في الحال على مستوى الوزراء واضعين نصب اعينهم كهدف التوصل الى اتفاق في منتصف اب(اغسطس).

وابدى الرئيس البرازيلي لويز ايناسيو لولا دا سيلفا الذي تقوم بلاده بدور رئيس في منظمة التجارة العالمية استعداده لإبداء quot;مرونةquot; شرط ان تتحرك الدول الاخرى ايضا. من جانبه رفض الرئيس الفرنسي جاك شيراك تقديم تنازلات جديدة.

ومن المفترض مبدئيا ان تفيد جولة الدوحة في المقام الاول الدول الفقيرة من خلال فتح الاسواق الاوروبية والاميركية امامها الا ان المفاوضات تصطدم بمسألة الرسوم الجمركية الزراعية. وقد كرس الاجتماع عودة روسيا الى نادي الكبار مع نجاحها في جعل القمة تتخذ موقفا موحدا بشأن ازمة الشرق الاوسط الا ان معارضة واشنطن لانضمامها الى منظمة التجارة العالمية حرمها من تحقيق انتصار. كما ان مناقشات الدول الكبرى بشأن الطاقة لم تتح وقف الارتفاع المستمر في سعر النفط.

ومع انتهاء القمة تتحول الانظار الى الرئاسة الالمانية عام 2007 اذ ان المستشارة انغيلا ميركل ألمحت بالفعل الى ان مجموعة الثماني التي تغيرت طبيعتها قليلا مع انضمام روسيا تسعى الى المحافظة على هويتها رافضة فتحها امام الصينيين والهنود.