فالح الحمـراني من موسكو: قالت قراءة روسية ان العدوان الاسرائيلي على لبنان لم يأت بصورة عفوية ولم يكن ردا على اختطاف مقاتلي حزب الله الجنديين الإسرائيليين بل كان عملية مقصودة ومعدة سلفا لاثارة نزاع في المنطقة تنجر له ايران وسوريا وتبرير فرض العقوبات الدولية عليهما. وترجح القراءة بان العملية تمت بدعم من الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الاوروبي منوهة بتصريحات الرئيس بوش خلال قمة مجموعة الثماني وصمت الدول الاوروبية على الاعمال التي تمارسها اسرائيل بلبنان.

واشارت القراءة التي نشرتها صحيفة quot;سوفيتسكايا روسياquot; اليسارية بهذا الصدد الى ان حجم العمل الانتقامي الذي تقوم به اسرائيل على لبنان لايتناسب باي حال مع السبب المعلن له، واعتبرت الافراج عن الجنديين المختطفين ذريعة للعملية الكبرى التي استهدفت تصفية حزب الله كما حماس في الاراضي الفلسطينية.

فاسرائيل تقوم بتدمير الاحياء السكنية في العاصمة اللبنانية وتنزل الضربات الصاروخية بالمطارات والموانئ والجسور والطرق العامة. واعربت quot;سوفيتسكايا روسياquot; عن القناعة quot;ان كل هذا التدمير لايساعد على تنمية الإرادة الخيرة لدى من يحتجز الجنديين الاسرائيليينquot;.

ورجحت الصحيفة بان تمادي اسرائيل بعدوانها على لبنان سينعكس سلبا على مصير الجنود المختطفين.وفي اشارتها لرفض اسرائيل دعوة التفاوض على شروط الافراج عن الجنديين اضافت quot; هناك هدفا اخر لدى الاستراتيجيين الاسرائيليين غير انقاذ الجنديين. ورجحت بان العملية كانت ترمي الى جر ايران لمعركة من اجل التعجيل بفرض العقوبات الدولية عليها. وبرهنت على ذلك بمسارعة تل ابيب اتهام طهران بدعم ما وصفته بالارهاب. واعربت الصحيفة عن القناعة من وجود تنسيق واضح بين اسرائيل واميركا مشيرة بذلك الى ان الرئيس جورج بوش وحليفة رئيس الوزراء البريطاني توني بلير اتهما ايران وسوريا بدعم الارهاب واستخدم بوش كلمة نابية بحق حزب الله. واضافتquot; ونحن يعرف ما يخفي وراء ذلك الاتهامquot; أي ايجاد المبرر لضرب البلدين.

وقالت انه ومع تصاعد الضحايا البشرية للغارات الاسرائيلية على لبنان فان الغرب لايحرك ساكنا بل ان مبعوث الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا الذي وصل الى بيروت قدم الانذار لا للمعتدي وانما للبنان ضحية العدوان موضحة quot;ان سولانا طالب بتصفية حزب الله وبخلافه فان الغارات الاسرائيلية ستتواصلquot;.