وسط دعوات لالغاء الزيارة بسبب دعم واشنطن لتل اببب
المالكي الى لندن وواشنطن لبحث الامن والاعمار
أسامة مهدي من لندن: غادر بغداد اليوم رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي متوجها على ورأس وفد رسمي كبير الى لندن وواشنطن في زيارة تستغرق
اقرأ أيضا |
المجلس الأعلى يدعو للجان شعبية تواجه الارهاب |
ومن المتوقع ان يجتمع المالكي مع رئيس الوزراء البريطاني توني بلير في لندن ومع الرئيس الاميركي جورج بوش في واشنطن لبحث ملفين أساسيين وهما الملف الأمني والملف الإقتصادي والإستثمار وإعادة الإعمار إلى جانب quot; مسألة الغارات الإسرائيلية على لبنان وتأثيراتها السلبية على المنطقةquot; كما اشار مجلس الوزراء .
وتأتي الزيارة وسط دعوات من قوى في الائتلاف الشيعي بعدم القيام بها تضامنا مع الشعب اللبناني الذي يتعرض لعدوان اسرائيلي سافر بدعم من الولايات المتحدة . فقد طلب رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر الذي يقود التيار الصدري وله 30 نائبا في مجلس النواب وكتلة حزب الفضيلة الإسلامي وله 15 عضوا في المجلس رسمياً من المالكي إلغاء زيارته الى الولايات المتحدة الأميركية quot;وذلك تضامناً مع الشعب اللبناني الشقيق ووقوفاً معه في محنته وتصديه الشجاع أمام الهجمة الشرسة للقوات الصهيونية. واكدا ان موقف الإدارة الأميركية الحازم مع القوات الصهيونية واستخدام حق النقض quot;الفيتوquot; في وجه قرارات مجلس الأمن التي لا تصب في مصلحة أميركا وإسرائيل .
وابلغ مصدر عراقي سياسي quot;ايلافquot; ان المالكي يتوجه الى حليفة بغداد الرئيسية واشنطن للقاء بوش في وقت احوج مايكون فيه الرجلان لهذه الزيارة حيث يسعى الاول لدعم مشروعه للمصالحة والاعمار فيما يتطلع الثاني في ان تشكل كلمة المسؤول العراقي التي سيلقيها في الكونغرس محاولة لطمأنة اعضائه على الاوضاع في العراق ووجود قواتهم فيه . ومن المنتظران يجتمع المالكي مع بوش في البيت الابيض بعد غد الثلاثاء حيث قالت السفارة الاميركية في بغداد ان الرئيس بوش يتطلع الى مناقشة حجم الدعم الافضل الذي يمكن ان تقدمه بلاده للعراق ولرئيس الحكومة العراقية الجديدة . ومن جهته قال البيت الابيض ان الرئيس بوش يتطلع لمناقشه كيف يمكن للولايات المتحدة ان تقدم افضل دعم للمالكي في هذه المجالات فضلا عن المناقشة الجارية للشراكة ضد الارهاب والالتزام المتبادل ومبادئ الديمقراطية.
واشار الى ان المالكي سيلقي كلمة امام الكونغرس الاميركي يقدم فيها رؤيته للوضع الميداني والامني في العراق اضافة الى استعراضه مشروع الاستثمار الشامل من اجل اعادة اعمار بلاده . وفي هذا المجال توقع ان المالكي سيقدم الى الكونغرس quot;صورة ورديةquot; عما تحقق فيها وما يمكن ان يتحقق من quot;ديمقراطيةquot; وقيام quot;حكومة وحدة وطنيةquot; وانتخاب مجلس للنواب يضم جميع مكونات الشعب العراقيquot; وكتابة دستور جديدquot; اضافة الى بناء quot;قوات مسلحةquot; جديدة قادرة على فرض الامن . واضاف ان المسؤول العراقي سيؤكد من جانب اخر على حاجة بلاده لدور اميركي في حث دول العالم على المساهمة في مساعدة العراق على مكافحة الارهاب واعادة اعمار العراق وتقديم مساعدات في هذا المجال بالترافق مع الغاء الديون العراقية .
وفي هذا المجال ستكون كلمة المالكي بمثابة شاهد من ارض الحدث تقدم الى الكونغرس الاميركي في وقت احوج مايكون فيه الرئيس بوش وحزبه الجمهوري لمثل هذه الصورة الوردية وquot;الانجازات التي ستتحقق قريباquot; للاستفادة منها في الانتخابات المرحلية التي ستجري في تشرين الاول (اكتوبر ) المقبل اضافة الى محاولة اسكات الاصوات داخل الكونغرس المطالبة بالاسراع في سحب القوات الاميركية من العراق .
ويخيم على زيارة المالكي لواشنطن شبح تصاعد العنف الطائفي في البلاد الذي يضعها على حافة حرب اهلية طائفية لن تكون في صالح الوجود الاميركي في العراق الامر الذي بدات فيه اوساط عراقية تتحدث بشكل واسع وعلني عن منح واشنطن حكومة بغداد فترة ستة اشهر لانهاء العنف وتأمين الاستقرار في البلاد وبعكسه فانه سيتم انشاء حكومة انقاذ وطني وهو مايعني اسقاط حكومة المالكي وحل مجلس النواب ووضع البلاد تحت قيادة عسكرية قوية غير منتمية لاي حزب او قوة سياسية تعمل على اعداد البلاد خلال مرحلة انتقالية قد تستمر عامين لانتخابات عامة جديدة مع وضع القوات الامنية بتشكيلاتها المتنوعة في الجيش والشرطة تحت قيادة القوات الاميركية التي ستكون مسؤولة عن جميع تحركاتها ونشاطاتها الميدانية .
وترى واشنطن أن حكومة المالكي الائتلافية أفضل فرصة أمامها لتجنب حرب أهلية وتمهيد الطريق أمام انسحاب أمريكي منظم. لكن دعوته الى اعادة النظر في الامر 17 يشير الى الصعوبة التي تكمن في أي مفاوضات لوضع قواعد أساسية جديدة لوجود القوات الاميركية عندما ينتهي أجل تفويض مجلس الامن الدولي في كانون الاول (ديسمبر) المقبل .
وتعتبر زيارة المالكي للندن وواشنطن هذه هى الجولة الخارجية الثانية له منذ توليه رئاسة الحكومة فى نيسان (أبريل) الماضى حيث كانت الجولة الأولى قد تضمنت زيارة السعوديه والامارات والكويت بداية الشهر الحالي.
التعليقات