موسكو:لا بد أن تنتهي أي حرب في نهاية المطاف. ولكن لا تصدق هذه المقولة على الشرق الأوسط لأن المسألة العربية اليهودية لا حل لها وفقا لما قاله مؤسس إسرائيل بن غوريون في عام 1919. قالت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة مادلين اولبرايت في إشارة إلى انفجار الحرب في لبنان إنها تخشى أن يكون العراق أكبر كارثة للسياسة الخارجية الأميركية. ولم يكن مصادفة أن تذكر اولبرايت العراق في معرض حديثها عن الأزمة في لبنان، فالأزمة اللبنانية المفجعة ليست إلا إحدى حلقات مسلسل الأحداث المأسوية التي سببتها حرب العراق.

وتعتبر إيران ألد أعداء واشنطن الآن. وعمل الأميركيون، مع ذلك، خلال الأعوام القليلة الماضية على تدعيم نظام الحكم الإيراني. وتعزز - استطرادا - حزب الله الذي ترعاه إيران. ويرى المحلل الروسي سيرغي ديميدينكو أن الهدف الاستراتيجي الذي تصبو إسرائيل إلى تحقيقه هو القضاء على حزب الله كتنظيم عسكري فاعل، ولكن إسرائيل لن تستطيع إلا إضعاف حزب الله إلى حد ما.

ويذكر مستشار سوفيتي سابق في سوريا ولبنان أنه كان لإسرائيل في لبنان حليف هو جيش جنوب لبنان، ولكن تل أبيب - يقول رسلان سيدوف - تركت حليفها للأقدار قبل ستة أعوام. والآن لا يمكن أن تجد إسرائيل حليفا لها في لبنان. وهكذا يبدو أن الخطوة التي أقدمت عليها إسرائيل بمهاجمة حزب الله يمكن أن تسيء إلى وضع إسرائيل الاستراتيجي. إلا انه يمكن أن تقوم تل أبيب وواشنطن التي تقف وراء إسرائيل بنقلة حاسمة بمهاجمة سوريا بحجة أن دمشق تدعم الإرهاب المناهض لإسرائيل وأميركا.

ويرى محللون أنه إذا أقدمت الولايات المتحدة وإسرائيل على مهاجمة سوريا فهذا يعني أنهما تخطوان خطوة أخرى نحو الكارثة. ويوضح سيرغي ديميدينكو أن إضعاف نظام الحكم في سوريا سيفسح المجال أمام قوى سياسية متطرفة في المجتمع السوري. ويظن بعض المحللين أن البديل المحتمل الوحيد لنظام الحكم العلماني في سوريا هو تنظيم quot;الإخوان المسلمينquot; المتشدد.

وما زال المحللون يأملون في امتناع الأميركيين عن تقليد مغامرتهم العراقية في سوريا. إلا أن سيرغي ديميدينكو يرى أن quot;الأميركيين يتوجهون لزعزعة النظام السوريquot; وقد يكون هذا مقدمة لغزوهم لسوريا. ويضيف أن الرئيس بشار الأسد ميال للحوار مع الغرب. ولهذا فإن سياسته مرشحة للتطور. ولكن مما يعيق تطور السياسة السورية الموقف الأميركي.