لا علاقات ثقة بين القاعدة وحزب الله... وابحث عن إيران
من إمارة الزرقاوي quot;الإسلاميةquot; إلى سعد بن لادن
وقال مسؤولون استخباراتيون أميركيون الخميس أنه لا يوجد تأكيد إزاء تقرير أوردته صحيفة (دي فيلت) الألمانية، يشير إلى الإفراج عن نجل زعيم تنظيم القاعدة، سعد أسامة بن لادن، من قبل النظام الإيراني بعد وضعه تحت الإقامة الجبرية. وكانت الصحيفة نقلت في عددها الخميس أن سعد بن لادن توجه إلى الحدود السورية اللبنانية لتشكيل خلية يمكنها أن تحارب إلى جنب حزب الله. واستبعد المسؤولون الاستخباراتيون احتمال مشاركة نجل زعيم تنظيم القاعدة في جهود التجنيد دعما للمواجهات التي يخوضها مقاتلو حزب الله ضد إسرائيل. وقالت هذه المصادر إن القاعدة وحزب الله يفتقدان إلى العلاقة الجيدة، كما أنه من المستبعد أن يقوم سعد بن لادن بمثل هذه النشاطات.
لكن رغم هذا الاستبعاد يظل التساؤل قائما ما إذا كان سعد بن أسامة بن لادن توجه الى منطقة الحدود السورية اللبنانية أم لا؟ وإذا صح ذلك، فإن مصادر الاستخبارات الغربية تخشى من احتمال تجديد (القاعدة) لمخططها، خصوصا وأن زعيم القاعدة أسامة بن لادن يستعد لتوجيه رسالة جديدة في وقت قريب.
وكان موقع الكتروني يبث عادة رسائل من زعيم تنظيم القاعدة قال الخميس إنه يتوقع تلقي رسالة جديدة من بن لادن. وقال الإعلان الذي بثه الموقع إن بن لادن سيتناول في رسالته الأوضاع في لبنان وغزة والعراق. ولكن الموقع لم يكشف عن توقيت وطبيعة الرسالة القادمة، وهل ستكون تلفزيونية أو على هيئة شريط فيديو على الانترنت أو بيان صوتي أو رسالة مكتوبة.
يشار إلى أن مسألة إقامة إمارة إسلامية في منطقة بلاد الشام والعراق كانت وردت في رسالة مثيرة للرجل الثاني في شبكة القاعدة بعثها في العام الماضي لزعيم تنظيم بلاد الرافدين أبو مصعب الزرقاوي. ووقتها قالت الاستخبارات الأميركية quot;هذه الرسالة أكثر الرسائل خطورة توجهها القاعدة، في إشارة إلى مخطط إقامة الإمارة الإسلامية في الأنبار غربي العراق.
وفي مرات سابقة، ظهرت رسالة بن لادن بعد يومين من إعلان مماثل للموقع الالكتروني عن توقع تلقي رسالة جديدة. وظهر آخر شريط لبن لادن في الأول من يوليو (تموز)، ودعا زعيم تنظيم القاعدة، في تسجيله الصوتي، العراقيين إلى مواصلة القتال ضد القوات الأميركية ومعاقبة من وصفهم بـquot;عملاء الاحتلالquot; في إشارة إلى الحكومة العراقية الجديدة التي يرأسها نوري المالكي.
وقال بن لادن، إن العراقيين السنّة يتعرضون لحملة إبادة جماعية. وقبل يومين من بث رسالة بن لادن، أطلق زعيم القاعدة تسجيلا صوتيا سابقا رثى فيه قيادي القاعدة في العراق، أبو مصعب الزرقاوي، وندد بالرئيس الأميركي جورج بوش.
يشار إلى أن شبكة القاعدة (السنية) لا تشارك حتى اللحظة في الحرب الدائرة بين حزب الله وإسرائيل، وتحاول الشبكة الإرهابية على ما يبدو في زجها لابن زعيمها بـ quot;مساعدة إيرانيةquot; إلى اتخاذ موطىء قدم بين السّنة اللبنانيين، وهو أمر قد يطيل أمد الحرب، ويمكن إيران من فرض شروطها على الدول التي تقود مسيرة الحل النهائي والشامل عبر قرار وشيك لمجلس الأمن.
ويذكر هنا أيضا، أن أيمن الظواهري، الرجل الثاني في تنظيم القاعدة، كان وجه رسالة في شريط مصور الأسبوع قبل الماضي للمسلمين في كل مكان، حثهم فيها على القتال وquot;الشهادةquot;، ردا على الصراع الدائر في لبنان، لكنه لم يذكر حزب الله بالاسم. وكانت إيران أعلنت في السابق quot;تحت ضغوط غربيةquot; أنها تعتقل عددا غير محدد من أعضاء تنظيم القاعدة وهم قيد الإقامة الجبرية. وتشتبه الاستخبارات الأميركية منذ فترة طويلة في أن إيران تحتجز عددا من كبار الشخصيات في تنظيم القاعدة، يحتمل أن يكون منهم سعد بن لادن، والمصري سيف العدل، مسؤول الأمن في التنظيم، والكويتي سليمان أبو غيث.
وكانت صحيفة quot;دي فيلتquot; قالت إن الحرس الثوري الإيراني أطلق سراح سعد بن لادن في 28 يوليو (تموز) الماضي، تمهيدا لإرساله إلى الحدود السورية اللبنانية. وربطت الصحيفة بين الخطوة التي ذكرتها وبين تفجر الحرب بين إسرائيل وحزب الله. وذكرت الصحيفة، نقلا عن معلومات لأجهزة المخابرات، أن سعد quot;كلف بمهمة تشكيل خلايا إرهابية إسلامية، وإعدادها للقتال مع حزب اللهquot; وفق وكالة رويترز. وأضافت الصحيفة quot;تحشد طهران فيما يبدو إلى تجنيد لاجئين لبنانيين في سورية للقتال ضد إسرائيل، بمساعدة بن لادن.quot;
وأخيرا، قال مسؤول أوروبي في مجال مكافحة الإرهاب، ردا على سؤال عن تقرير دي فيلت quot;وجهة نظرنا العامة هي أن طهران لديها بالتأكيد بعض الشخصيات المرتبطة بتنظيم القاعدة.. والاعتقاد العام هو أن إيران تحتفظ بهؤلاء الأشخاص كوسيلة للمساومةquot;. وذكر المسؤول الأوروبي أن إيران (الشيعية) لا تتعاطف مع تنظيم القاعدة (السني)، ولكن quot;توفر لهم الحماية مادامت تعتقد أنها تستطيع الاستفادة منهم.quot;
التعليقات