مونتريال: اعتبر دبلوماسيون اضافة الى المعارضة الكندية وشعب هذا البلد ان الدعم غير المشروط لاسرائيل الذي اعلنه رئيس الوزراء الكندي المحافظ ستيفن هاربر منذ بداية الازمة الحالية في لبنان، يشكل تغيرا كبيرا في توجه سياسة كندا في الشرق الاوسط.

وقال عوفير غيندلمان المتحدث باسم السفارة الاسرائيلية في اوتاوا ان quot;الحكومة المحافظة اكدت للمرة الاولى منذ سنوات موقفا حاسما من الشرق الاوسط ومن مكافحة الارهابquot;، موضحا ان quot;اسرائيل ترحب بهذا الموقفquot;. وبعد 13 عاما من حكم الليبراليين في كندا، انتخب المحافظون على رأس حكومة اقلية. وتتهمهم المعارضة بالانحياز لواشنطن وخصوصا في ملف الشرق الاوسط.

وتبنى رئيس الوزراء الكندي موقفا مؤيدا لاسرائيل في النزاع الاخير في لبنان. ورأى في بداية الهجوم الاسرائيلي بعد خطف جنديين اسرائيليين، ان quot;الرد الاسرائيلي مناسبquot;. وخلال الاسبوع الجاري، التقى وزير الخارجية الكندي بيتر ماكاي دبلوماسيي 16 دولة عربية في اوتاوا في اجتماع مقرر منذ اشهر، حسبما ذكر مكتب وزير الخارجية لكنه جاء في وقت مناسب.

وقال سفير الامارات العربية المتحدة حسن السويدي الذي ترأس وفد الدبلوماسيين العرب، لوكالة فرانس برس quot;اجتمعنا لنقول ان اعمال العنف يجب ان تتوقف (...) طلبنا من الحكومة الكندية تشجيع تقديم المساعدة الانسانية ومحاولة انهاء اعمال العنف من الجانبينquot;.

ورد نظيره اليمني عبد الله الناشر quot;الاهم هو التوصل الى وقف فوري لاطلاق النارquot;، مؤكدا ان بعض زملائه طرحوا اسئلة على وزير الخارجية الكندي حول حياد بلده وموضوعيته. واوضحت مها حمدي التي تتولى مهمة القائم بالاعمال في السفارة المصرية، لوكالة فرانس برس quot;بالتأكيد اشرنا الى ان كندا كانت تتبنى في الماضي موقفا حياديا وكانت ترى اخطاء الجانبين. الآن نلاحظ تحولا في سياسة كنداquot;.

واكد هاربر خلال الاسبوع الجاري انه لا يتبنى موقفا حياديا من مسألة quot;حق اسرائيل في الدفاع عن نفسهاquot;، بينما وصف وزير الخارجية الكندي حزب الله بquot;السرطانquot; في لبنان. وقال ماكاي هذا الاسبوع ان كندا تدعم فكرة quot;وقف فوري لاطلاق النارquot; بين حزب الله والجيش الاسرائيلي شرط ان يفرج عن الجنديين الاسرائيليين سالمين ويوقف هجماته على الدولة العبرية.

لكن المعارضة ترى ان حكومة هاربر اعطت الضوء الاخضر لاعمال العنف التي يقوم بها الجيش الاسرائيلي في لبنان ولم تعد مهتمة بدور الوساطة التقليدي الذي كانت تقوم بها كندا بين اطراف النزاع. وقال بيل غراهام الذي يرئس موقتا الحزب الليبرالي ان quot;حكومة هاربر رأت انه يجب اطلاق يد العنف بدلا من تشجيع الجهود الدولية من اجل وقف اطلاق النارquot;، متهما هاربر quot;بنسفquot; مصداقية كندا الدولية.

ويقيم في كندا 150 الف مواطن من اصل لبناني، حسب آخر احصاءات. وقد اثار مقتل عائلة الاخرس التي تقيم في مونتريال، في قصف في جنوب لبنان الاستياء في كندا. وافاد استطلاع للرأي ان 77% من الكنديين يرون ان بلدهم يجب ان يلتزم الحياد في النزاع الدائر في لبنان، و53% يعتقدون ان هاربر تبنى موقفا مؤيدا لاسرائيل بينما اكد 51% ان موقف كندا يبتعد عن سياستها التقليدية في الشرق الاوسط. ودعت احزاب المعارضة ومنظمات غير حكومية ونقابات الى مسيرة اليوم الاحد في مونتريال للمطالبة quot;بوقف فوري لاطلاق النارquot; في الشرق الاوسط.