الياس توما من براغ : دافع وزير الخارجية التشيكي عن موقفه المنحاز لإسرائيل في الأزمة القائمة محملا حزب الله المسؤولية عما جرى متجاهلا الاحتلال الإسرائيلي المستمر لمزارع شبعا والخرق الإسرائيلي المتكرر للأجواء والمياه اللبنانية قبل تفجر الحرب الحالية .

واعتبر في مقال نشره اليوم في الصحيفة الاقتصادية التشيكية أن تفجر العنف في الأسابيع الماضية لم يكن مصادفة ولم يسقط من السماء وان تباشير وملامح ذلك كان يمكن مشاهدتها قبل ذلك .

واعتبر أن الهجوم الذي شنه حزب الله عبر الحدود على الجنود الإسرائيليين وما أعقب ذلك من خطف اثنين من جنود الاحتلال لم يكن حادثا فرديا وإنما القطرة الأخيرة أوquot; القشة الأخيرةquot; في سلسلة من الحوادث التي أثارها حزب الله بعد عام 2000 واصفا الحزب بأنه منظمة إسلامية إرهابية وانه في إطار هذه الحوادث أطلق حزب الله حسب زعمه مئات الصواريخ على أهداف مدنية إسرائيلية وقتل خلالها عدة أشخاص وأيضا العديد من الجنود أثناء الهجمات عبر خط الحدود .

واتهم سفوبودا حزب الله بالتعاون بشكل نشط مع ما اسماه quot; الشبكة العالمية للإرهاب الإسلامي quot; كما اتهمه بأنه يقاد quot; من قبل النظام الإيراني العدواني والنظام الاوتوقراطي في سورية quot; وأنه بنى في لبنان دولة ضمن دولة ويعطي لنفسه الحق بتدمير إسرائيل بكافة الوسائل ولذلك رأى أن من يهتم بأسلوب التفكير في الشرق الأوسط فانه يعرف بان العودة إلى الوضع السابق الذي كان قائما قبل الحرب سيتم تفسيره على انه انتصار لحزب الله .

ولفت إلى أن هذه الأمور وغيرها تم أخذها بعين الاعتبار مع وزراء الخارجية الأوربيين أثناء بلورة الموقف الرسمي للاتحاد الأوربي في مفاوضات بروكسل الأخيرة .

وافتخر سفوبودا بان بلاده تمكنت مع دول أخرى في إشارة إلى بريطانيا وألمانيا وهولندا من النجاح بغرض حل وسط داخل الاتحاد الأوربي يسعى ليس فقط بأسرع وقت إلى إيقاف العمليات العسكرية وإنما إلى حل أشمل حسب زعمه .

وزعم أن معظم التحليلات تلتقي في التقييم بأنه بين لبنان وإسرائيل لا يوجد تنافر هام في المصالح وان العلاقات بينهما يمكن أن تكون جيدة جدا أما من يتسبب ويمد أجل الصراع فهي حسب رأيه المصالح الضيقة والتأثيرات الخارجية والتي ينتمي إليها حزب الله .

واعتبر أن الاقتراح المقدم لمجلس الأمن يتحرك بين حيثياث الوثيقة التي أقرها الاتحاد الأوروبي والتي ساهمت تشيكيا بقدر كبير في إقرارها ولذلك رأى بان ممثلي الدول العربية الذين يريدون للبنان السلام الدائم ويثقون بأنه سيعود إلى هناك سيعترفون وسيثمنون الموقف التشيكي لاحقا .
وكانت تشيكيا قد وقفت ضد مشروع القرار الذي قدمته فلندة لوزراء خارجية الاتحاد الأوربي والذي يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار الأمر الذي أثار استياء الأوساط الدبلوماسية العربية في تشيكيا .

ويشير مقال الوزير سفوبودا اليوم حسب بعض المحللين التشيك المهتمين بالشرق الأوسط ليس فقط إلى مدى ميله إلى إسرائيل وإنما أيضا إلى مدى سذاجة تحليله للأوضاع المعقدة في منطقة الشرق الأوسط ويقول احدهم أن المواقف المتشددة التي يتبناها سفوبودا في الفترة الأخيرة يبدو انه يريد عبرها لفت الانتباه إليه كي يتم دعمه من قبل الأوساط اليهودية لشغل منصب ما في إحدى المنظمات الدولية بعد خروجه من منصبه الحالي الذي ينتظر أن يتم في وقت قريب عندما يتم إيجاد حل للازمة التي تواجه تشكيل حكومة جديدة من قبل اليمين التشيكي .