أحمد عبدالعزيز من موسكو: يناقش اليوم نائب وزيرة الخارجية الأميركية ريتشارد باوتشر، خلال زيارته إلى أوزبكستان، الجوانب المعقدة لفتور العلاقات بين طشقند وواشنطن. وذكر مصدر في السفارة الأميركية بطشقند أن هذه هي الزيارة الأولى التي يقوم بها إلى طشقند مسؤول أميركي رفيع المستوى خلال السنة المنصرمة. وحدث التصدع في العلاقات بين البلدين عقب التمرد في أنديجان في أيار (مايو) عام 2005 عندما طالبت واشنطن السلطات الأوزبكية بإجراء تحقيق دولي في الأحداث الدموية، وأدانت طشقند على quot;الاستخدام المفرط للقوةquot;، وانضمت إلى عقوبات الاتحاد الأوروبي الذي حظر على دخول عدد من الموظفين رفيعي المستوى الأوزبك إلى أراضيه.
وأشار تقرير لوزارة الخارجية الأميركية إلى أن quot;حكومة أوزبكستان لم تتمكن من تذليل الظروف التي يستخدمها الإرهابيون لنيل الدعم الشعبي وتجنيد الأنصارquot;. وردا على ذلك اتهمت طشقند الولايات المتحدة بالتدخل في شؤونها الداخلية وشن حرب إعلامية وإخفاء مسلحي مجموعة quot;الأكرميةquot; السرية، الذين دبروا الاضطرابات في أنديجان تحت ستار اللاجئين. واضطرت القوات الأميركية إلى مغادرة قاعدة quot;خان آبادquot; الجوية قرب كارشي التي قدمها الأوزبك إلى الجيش الأميركي للعمليات العسكرية في أفغانستان ضد الطالبان وquot;القاعدةquot; في تشرين الثاني (نوفمبر) عام 2005.
وطرد من أوزبكستان بعد ذلك صندوق سوروس، ومنظمات quot;أوراسياquot; وquot;فريدوم هاوسquot; وquot;إيريكسquot; وquot;رايطة الحقوقيين الأميركانquot; وquot;كاونتربارت إنترناشنالquot; وغيرها من المنظمات غير الحكومية الأميركية. وكان الرئيسان إسلام كريموف وجورج بوش وقعا في عام 2002 على الإعلان عن الشراكة الاستراتيجية والتعاون ولكنه فشل، كما يشير الخبراء السياسيين. وغيرت طشقند الرسمية اتجاهات سياستها بشدة وعقدت معاهدة التحالف مع روسيا، وانضمت إلى الرابطة الاقتصادية الأوروآسيوية، وعادت إلى منظمة معاهدة الأمن الجماعي.
ويشير المراقبون إلى أنه يبدو أن كل ما جرى فاجأ الولايات المتحدة ت واشنطن استرجاع المواقع المفقودة في أوزبكستان، وبالتالي في آسيا الوسطي ولو جزئيا. ومن المتوقع أن يعقد، بعد المباحثات في وزارة الخارجية، لقاء بين باوتشر الرئيس الأوزبكي إسلام كريموف.
التعليقات