مواطنون يصفون المعركة بمجزرة الدبابات
الجيش الاسرائيلي يسابق الوقت في لبنان

سمير عيتاني من بيروت: لم يتعرض الجيش الاسرائيلي في تاريخه، وحتى قبل ان يتوحد تحت اسم قوات الدفاع عن اسرائيل، الى ما يتعرض له ليل امس

جندي اسرائيلي ينشر ملابسه الداخلية
وفجر اليوم في جنوب لبنان، الانباء صارت تأتي من اسرائيل نفسها، عبر تسريبات وزراة الدفاع، وعبر اعلانات هذه الوزارة الرسمية الى وسائل الاعلام، الخسائر كبيرة، لا يضر ذلك في قدرات الجيش الاكبر والاحدث في المنطقة، الا انه يضر بشدة بمعنويات الجنود، مجزرة الدبابات كما اسمتها الصحافة اللبنانية هي امر واقع وفعلي، مجزرة ترافقت مع مقتل وجرح العشرات من الجنود الاسرائيليين الذين دخلوا الى ارض لبنان.

24 قتيلا واكثر من 85 جريحا.يسابق الجنرالات الاسرائيليون عقارب الساعة، يتقدم جنود المشاة لاحتلال اكبر مساحة ممكنة من الارض، وللوصول الى قرى متاخمة، والى التلال المشرفة على نهر الليطاني، التقدم الفعلي يحصل من الشرق الى الغرب، من محور الطيبة، الجنود الاسرائيليون يقولون ان حزب الله يستخدم الصواريخ المضادة للدروع ضد الافراد ايضا، وهو ما يحملونه مسؤولية ارتفاع الاصابات بينهم.

قيادة الاركان الاسرائيلية المعدلة، بعد فشل خطة رئيسها دان حلوتس بالاجتياح الجوي الذي يؤدي الى تحطيم حزب الله وتأليب اللبنانيين ضده، صادقت على قتل 500 جندي ثمنا لاحتلال المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني، وهو ما رفع الى رئيس الوزراء ايهود اولمرت الذي صادق عليه واحتفظ بتوقيت تنفيذ العمليات وحجم التدخل البري.

التحضير لاطلاق صاروخ مدفعي
مدنيون من جنوب لبنان صودف رؤيتهم لعمليات حربية في احدى القرى المطلة على وادي الحجير يصفون مشاهداتهم للمعارك التي ادت الى تدمير عشرات الدبابات الاسرائيلية، ويتحدثون عن اجهزة يحملها عناصر حزب الله، ويوجهونها نحو الدبابات الاسرائيلية، وما يلبث ان ينطلق صاروخ يصيب الدبابات التي تشتعل. ما لا يعرفه هؤلاء ان الاجهزة التي يصفونها هي اجهزة التوجيه بالليزر، التي تتيح ملاحقة الهدف وضربه مباشرة في النقطة التي يحددها المقاتل للصاروخ، والصواريخ المستخدمة في هذه العمليات هي الصورايخ الروسية كورنيت وميتيس.

ويضيف هؤلاء الذين تمكنت quot;ايلافquot; من الاتصال بهم ان الاصابات في الافراد لا بد ان تكون اكثر مما يعلن عنه الجيش الاسرائيلي، فالعديد من الدبابات تعرضت لاصابات مباشرة واحرتقت quot;دون ان نلاحظ خروج احد منها لوقت من الزمنquot;.

هذه الروايات التي يوردها سكان محليون يجب ان تقارن بدقة بارقام الجيش الاسرائيلي للقتلى من جنوده، وبالارقام التي يرودها حزب الله، الا انه بات من شبه المحسوم ان الدبابات الاسرائيلية خسرت الحرب، وايضا المشاة الاسرائيليون الذين اكتشفوا بان حزب الله يستخدم ايضا النسخ التي تحمل وقود الطائرات، والمخصصة ضد المشاة.

طبعا اظهر حزب الله حجم تركيزه على سلاح الصواريخ والمنظومات الصاروخية، وهو ما استلزم كما يبدو اعواما طويلة من الاعداد المسبق للمعركة، وكما ضرب العديد من الدبابات تمكن وبحسب الجيش الاسرائيلي من ضرب مروحية في محيط قرية ياطر، وبينما يقول حزب الله انه اصابها بصاروخ quot;وعدquot; وهو اسم لاول مرة يتم تداوله في الانظمة الصاروخية، يقول الجيش الاسرائيلي ان المقاتلين ضربوا المروحية بصاروخ مضاد للدبابات وهو ما ادى الى تدمير كامل للمروحية واعلن الجيش الاسرائيلي عن مقتل من كان في المروحية، دون ان يعثر على جثثهم حتى اللحظة.

وطالما ان الجيش الاسرائيلي لم ينجز مهمته بعد، ولم يصل الى الرقم الاعلى في الاصابات (500 قتيل) فان المعارك العسكرية لا تزال مستمرة في الجنوب، في اطار محاولة القوات الاسرائيلية التقدم الى اقصى مدى ممكن نحو الامساك بالتلال الواقعة جنوب مجرى الليطاني والمشرفة عليه.