الياس توما من براغ: قال وزير الداخلية التشيكي فرانتيشيك بوبلان اليوم إن مركزا جديدا لمكافحة الإرهاب سيتم هذا العام تأسيسه في تشيكيا وستكون مهمته كسب وتجميع كافة المعلومات المتعلقة بالإرهاب وتبادلها مع الدول الأجنبية . وسيشكل النواة لهذا المركز الذي سيتبع لرئاسة الشركة التشيكية عناصر وضباط الشرطة من إدارة مكافحة الجريمة المنظمة والشرطة المالية وسيتعاون معهم ضباط من أجهزة المخابرات المختلفة.

ووفق التقديرات الأولية فسيعمل في هذا المركز الذي يتوقع أن يجري تأسيسه الخريف القادم مابين 30ــ 50 ضابطا . وكشف الوزير بوبلان أن العامل الأساسي الذي دفعه للتفكير بهذا المركز كانت زيارته العام الماضي إلى لاهاي حيث رأى أن المعلومات التي تصل إلى مثل هذا المركز هناك كانت تصل من تشيكيا بشكل متفرق ومن أكثر من مركز الأمر الذي يعتبر سيئا .

وتهتم بمسالة مكافحة الإرهاب في تشيكيا عدة أجهزة فإلى جانب جهاز المعلومات الأمنية المعروف اختصارا هنا quot; بيس quot; توجد إدارة خاصة بمكافحة الجريمة المنظمة كما توجد إدارة الشرطة المالية مهمتها أيضا متابعة تدفق الأموال وحركتها التي يشتبه في أنها تتجه للإرهابيين كما تقدم بعض أجهزة المخابرات الحليفة أحيانا معلومات مفيدة في هذا المجال . وأوضح بوبلان أن المركز يمكن أن يضم موظفين ثابتين أما عناصر وضباط المخابرات فيمكن أن يتعاونوا معهم إما من على بعد أو عن طريق التواجد المباشر لضباط وعناصر منهم في المركز غير أنهم سيظلون تابعين لأجهزة مخابراتهم الأم. وشدد على أن عدد العاملين في المركز لن يكون كبيرا في كل الأحوال كي تبقى المعلومات التي يتم تجميعها في إطار المركز ولا تتسرب إلى خارجه .

ويرى بوبلان انه ستتكون هناك حاجة بسبب هذا المركز إلى إجراء مباحثات بخصوص تأسيس سجل مركزي للحسابات لان ذلك سيسمح للشرطة ولأجهزة المخابرات الوصول بيسر إلى المعلومات الخاصة بالأشخاص الذين يتم التحقيق معهم .

وقد حاول الوزير بوبلان في عام 2004 تأسيس مثل هذا المركز للحسابات المالية غير انه اضطر إلى التراجع عنه بسبب الرفض الشديد الذي عبر عنه حماة حقوق الإنسان والنواب الذين أشاروا إلى انه لم يتم إلى اليوم حل إشكالية الإشراف على صلاحيات أجهزة المخابرات.

وكان نائب رئيس جهاز المخابرات التشيكية المعروف بمكتب المعلومات والاتصالات الخارجية يان بيرون قد قال الأسبوع الماضي في حديث للصحيفة الاقتصادية بان وزير الداخلية قد كلف الشرطة قبل ثلاثة أسابيع بإعداد مشروع محدد حول كيفية عمل هذا المركز الوطني لمكافحة الإرهاب الذي ستكون الكلمة الرئيسية فيه للشرطة. ونبه بيرون إلى أهمية وجود مثل هذا المركز في تشيكيا مشددا على صعوبة مكافحة الإرهاب من دون وجود تنسيق بين مختلف الأجهزة المعنية بتوفير الأمن للدولة ولذلك فان المهمة الأساسية للمركز الجديد حسب رأيه ستكون تجميع المعلومات الخاصة بالإرهاب من مختلف الجهات الأمنية وإصدار التحذيرات الخاصة بالأمن الوطني.

ولفت إلى أن تشيكيا ستترأس في عام 2009 الاتحاد الأوربي وبالتالي فان عددا كبيرا من الاجتماعات والمؤتمرات ستعقد في تشيكيا بحضور شخصيات أوربية هامة الأمر الذي يتطلب وجود مثل هذا المركز الذي سيتم عبره تنسيق الإجراءات الأمنية