الياس توما من براغ : أشار استطلاع حديث للرأي إلى أن ثلثي عدد التشيك يعتقدون أن بلادهم دولة فاسدة تنتشر فيها الرشاوى بشكل متزايد وان هذا الوضع لن يتحسن في المستقبل. ولفت القائمون على الاستطلاع الحديث إلى أن عدد الذين كانوا يعتقدون أن دولتهم فاسدة في عام 2001 كان 52% أما الآن فقد ارتفع العدد إلى 66% .

وأكد الاستطلاع أن أصحاب هذا الرأي هم في الأغلب من الذين تتراوح أعمارهم بين 45ــ 59 عاما وأنهم من طلبة الجامعات ورجال الأعمال الحرة وأصحاب الدخل المرتفع وسكان المدن الكبرى.

ورأى أكثر من خمسين بالمئة من الذين شاركوا في المسح الاجتماعي بان معدل الرشاوى في البلاد قد ارتفع في الثلاثة أعوام الماضية وان أكثر من الثلث يعتقدون أن معدل وقوع الرشاوى سيرتفع في الثلاثة أعوام القادمة أيضا .

وأشار الاستطلاع إلى أن التشيك يتسامحون بشكل قليل بشان أعمال الرشاوى وان الأمر مرتبط أيضا بنوع هذه الممارسات فتقديم زجاجة من الكحول للطبيب لا يعتبره الكثير من التشيك رشوة فيما يعتبرون أنه من غير المقبول ويدينون بشدة رشاوى الشركات الكبيرة الخاصة ورشاوى الأحزاب السياسية .

وعلى الرغم من أن 56% من التشيك يعتبرون الرشاوى جزءا من الحياة اليومية فان كل ثالث تشيكي تقريبا يعمل وفق مبدأ quot;من يريد أن يستفيد يتوجب عليه أن يدفع quot; أما نحو الخمس فيرون على العكس من ذلك بان الرشاوى هي عمل عبثي وان كل شيء يمكن الحصول عليه بطريقة شرعية .

ويشير الاستطلاع إلى أن أربعة أخماس التشيك يعتقدون بأنه يتوجب على الدولة مكافحة الرشاوى وليس المواطنين كما أن هذا الشعور في تزايد من عام إلى أخر ووفق هذا الاستطلاع فان 60% من الناس لا يثقون بان الحكومات لديها اهتمام حقيقي بمكافحة الرشاوى .

وأكد الاستطلاع أن أكثر من نصف عدد التشيك ليسوا على استعداد للقيام بدور المواطن المكافح بعلنية للرشاوى وانه في حال تنظيم مظاهرة مثلا ضد الرشاوى فان كل ثالث فقط أبدى الاستعداد للمشاركة فيها كما رأى أكثر من 50% من التشيك بان مكافحة الرشاوى هي أمر عبثي

ويعتقد أكثر من خمس عدد التشيك أن معظم حوادث الرشاوى تتم في بلادهم في دوائر الدولة أما المؤسسة الثانية التي يحدث فيها العدد الأكبر من الرشاوى فهي الشرطة ثم الحكومة ثم الأحزاب السياسية أما اقل المؤسسات التي تتفشى فيها الرشاوى فهي مؤسسات التعليم والجيش والقطاعات غير الرابحة وقطاع المصارف.

يذكر أن تشيكيا تعتبر في إطار دول الاتحاد الأوربي الخمسة والعشرين من بين أكثر الدول تفشيا للرشاوى فيها وأنها تتحرك في المراتب بين 47ــ 50 مع اليونان وناميبيا وسلوفاكيا من اصل 159 دولة في العالم أما من بين دول الاتحاد الأوربي الأخرى التي تواجدت في مواقع سيئة في مجال انتشار الرشاوى فقد حلت وراء تشيكيا لاتفيا وبولندا .