أسامة العيسة من بيت لحم
في تمام الساعة السابعة مساء اليوم بالتوقيت المحلي، اغلق رجال الدين المسيحيين في كنيسة المهد بمدينة بيت لحم، باب الكنيسة المعتق كما يحدث كل يوم، فيما وضع أفراد من الشرطة السياحية الفلسطينية حواجزا حديدية على بعد عدة أمتار من الباب، كما يفعلوا كل يوم.
وبدت الكنيسة والساحة أمامها هادئة جدا، بعكس ما كانت عليه قبل أيام، عندما اندلعت مواجهات بين فتيان من مدينة بيت لحم وقوات خاصة إسرائيلية اقتحمت المدينة أسفرت عن مقتل الفتى محمد شاورية (13) عاما.
ورغم ما حدث من اعتداءات على كنائس في شمال الضفة الغربية، إلا أن حركة الزوار والحجاج الأجانب إلى كنيسة المهد استمرت اليوم كالمعتاد، وأقيمت قداديس الأحد فيها وفي كنائس المدينة الأخرى، فيما شهدت بعضها مراسم زفاف.
وأصرت مجموعة تضم سائحات على زيارة مسجد عمر بن الخطاب المقابل للكنيسة، والذي يعود لزمن الخليفة الراشدي الثاني الذي زار كنيسة المهد عندما فتحت فلسطين في القرن السادس الميلادي، وصلى داخلها، واعطى سكان فلسطين المسيحيين عهدا يعرف حتى الان بالعهدة العمرية.
ولم تجد السائحات مشكلة في دخول المسجد، من قبل القائمين عليه، إلا تغطية رؤوسهن، وهو نفس ما طلب منهن لدى دخولهن كنيسة المهد.
وانتشر في ساحة المهد بين الكنيسة والمسجد شبان من المدينة مسيحيين ومسلمين، في نوع من التضامن والتلاحم، وبينما كان المصلون يتوجهون للمسجد لاداء صلاة المغرب، كانت المحال المحيطة بالمسجد والتي تبيع المشروبات الروحية تعمل كالمعتاد، وهو ما استمر حتى بعد فوز حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالمرتبة الأولى في انتخابات المجلس البلدي التي جرت في شهر أيار (مايو) الماضي.
وحافظت حماس على الطابع الليبرالي للمدينة، حيث من الصعب تمييز المسلمين عن المسيحيين من نواح ثقافية أو من ناحية العادات والتقاليد.
وازعج بعض سكان المدينة، ما وصفوه بالإلحاح لدى وسائل الإعلام العبرية في بث أخبار طوال اليوم، عن وجود تعزيزات حول الكنائس في المدينة للحيلولة دون الاعتداء عليها.
ووصل صباح اليوم طاقم من القناة الأولى الرسمية في التلفزيون الإسرائيلي لإجراء مقابلات مع رجال الدين داخل كنيسة المهد ولكن هؤلاء رفضوا بشدة.
وقال عدد منهم لمراسلنا، انهم رفضوا التحدث مع طاقم التلفزيون الإسرائيلي الذي انتظر فترة طويلة طارقا كل السبل للتحدث إلى رجال الدين والتصوير في كنيسة المهد، خشية من نزع أقوالهم من سياقها واستغلالها من قبل القناة الإسرائيلية.
ولم يجد غالبية الفلسطينيين الذين صدموا من الاعتداءات التي طالت بعض الكنائس تفسيرا لما حدث وقال محمد أبو موسى quot;ما حدث شيء غريب، ولا اعرف ما هي العلاقة بين تصريحات البابا والمسيحيين الفلسطينيينquot;.
واضاف أبو موسى quot;كثير من أصدقائي المسيحيين انزعجوا من تصريحات البابا اكثر مني، ووصفوه بالمتصهين الكاره للعرب سواء كانوا مسلمين أو مسيحيينquot;.
وقال أحد رجال الشرطة السياحية الفلسطينية quot;الذين اعتدوا على الكنائس ليسوا فقط نفذوا عملا إجراميا، ولكنهم أيضا أغبياء، ولا يعرفون الفرق بين الكنائس في فلسطين والفاتيكانquot;.
ويعتقد كثيرون انه ربما من المبكر الحكم إذا ما كانت الاعتداءات على الكنائس ستؤثر على ما يصفونه متانة العلاقة الإسلامية-المسيحية في فلسطين .
التعليقات