أسامة مهدي من لندن: أكد رئيس الوزراء العراقي السابق اياد علاوي أنه لايؤمن بالطائفية ولا بحكومة يديرها رجال اليدن لان هذه تشكل اساسا لجلب المزيد من المصائب الى هذه المنطقة الملتهبة ودعا الى حل المليشيات وعدم ضمها الى القوات المسلحة واوضح انه ليس طرفا في المعلومات التي تشير الى ان ايران تقدم الدعم لبعض هذه المليشيات.
ودعا علاوي رئيس القائمة الوطنية العراقية عضو مجلس النواب الى نزع سلاح المليشيات وعدم زجها في الجيش والشرطة او في المؤسسات التي يقع على عاتقها تنفيذ القانون وانما ضم افرادها الى دوائر الدولة المدنية او في القطاع الخاص او يخضع البعض منهم لعملية اعادة التأهيل للانخراط ضمن صفوف القوات الامنية والعسكرية كما ابلغ صحيفة quot;الخليج تايمزquot; الاماراتية . واضاف انه ليس طرفا في المعلومات التي تشير الى ان ايران تقدم الدعم لبعض تلك المليشيات ولكنه يعتقد بان الامر سيكون ذا مردود مفيد وبناء في حالة قيام إيران بمقاطعة او الضغط على القادة العراقيين الذين يدافعون ويقودون الميليشيات وهو امر يشمل الدول الاخرى كذلك.
وعما اذا كان متوجساً من احتمال تحول العراق من تركيبته الحالية ليصبح دولة شيعية دينية كما هو الحال في النموذج الايراني اشار علاوي الى انه يعتقد بضرورة وجود شرق اوسط يستند على مبدأ الاعتدال والاعتراف بالحق لتحقيق السلام والاستقرار والتقدم لكل شعوب المنطقة وأن يحترم السيادة ولا يتدخل في الامور الداخلية. واوضح قائلا quot; ان هذا المفهوم كان في تفكيرنا للعمل بموجبه عندما اقترحت عقد مؤتمر شرم الشيخ ولقد حصلت على الدعم الكامل من جلالة الملك عبدالله ملك الاردن ومن الرئيس المصري حسني مبارك الذي قام مشكوراً بإحتضان جلسات المؤتمر ومن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز ملك السعودية وكذلك من قادة آخرين في دول الخليج كما كان هنالك دعم كذلك لهذا المقترح من قبل سوريا وإيرانquot;. وحذر من انه بعيداً عن هذا الفهم او بدون إتخاذ إجراء مشابهه فأن المنطقة سوف تواجه اضطراباً وفتنة وان العنف سوف يستمر بتأجيج التطرف والارهاب.
وشدد على انه لايؤمن بالطائفية ولا بحكومة تدار من قبل رجال الدين quot;لان هذه كلها تشكل اساسا لجلب المزيد من المصائب الى منطقتنا الملتهبة .. ومع ذلك فأنني أومن بثقافتنا الاسلامية والعربية وبتقاليدنا وقيمنا. ولكن لسوء الحظ فأن غياب المسار او الخطوط السليمة للاعتدال يزيد من العنف والطائفية والتطرف والارهاب .. ونحن بحاجة الى ان يكون الاقتصاد القوة الدافعة نحو الاعتدال. حيث تحتاج دول المنطقةquot; .
ورفض علاوي انشاء الفيدراليات العراقية على اساس طائفي وقال quot;ان الفيدالية في الجنوب او الوسط المبنية على اساس التقسيم الطائفي لا سامح الله سوف تجلب المزيد من المشاكل والعنف والارهاب وهو ما سينسحب على دول اخرى خارج العراق .. وعليه فأن علينا جميعاً في العراق ان نعيد خلق الايمان المتين بالوحدة والهوية والوطنية واحساس قوي بالانتماء الى العراق بغض النظر عن الخلفية العرقية او الدينيةquot;. واكد الحاجة الى خلق عراق من جديد بعيداً عن هذه الفوضى والى نظرة بناءة حول كيفية التقدم الى الامام مع الوحدة الوطنية والمصالحة لان العراقيين بحاجة الى خلق عراق من جديد.
واشار الى ان المصالحة هي عملية لبناء الثقة وضمان حقوق متساوية للمواطنين وضمان حكم القانون وتطبيق العدالة للجميع وهي ليست شعارا او كلمة وانما اعمالا . واضاف انه يدعم مشروع المصالحة الذي طرحه رئيس الوزراء نوري المالكي وقال quot;لكننا نريد ان نرى اجراءات بهذا الخصوص. نحن بحاجة ماسة الى معرفة من سيتصالح مع من ؟ ما عدا الارهابيين الذين يجب التعامل معهم بقسوةquot;. وتساءل قائلا quot; لماذا نظام اجتثاث البعث ما زال ساري المفعول؟ لماذا الميليشيات ما زالت هي التي تحكم الشارع؟ ما هي السياسة المتبعة بخصوص التمرد؟ لقد قابلت متمردين متطرفين. البعض منهم لم يعد يمارس التمرد وهم الان موجودين في الحكومة. اما بالنسبة الى هؤلاء الذين رفضوا الدخول في المحادثات فقد تم التعامل معهم وأُبعدوا من الشوارع لتأمين مدننا بشكل اوسعquot;.
وفي اجابته على سؤال فيما اذا كان يعتقد انه بالامكان جعل العراق مستقراً بدون البعثيين او ان العراق قد يتعرض الى انقلاب واشار علاوي الى اهمية بناء القوات الامنية العراقية quot;اما مسألة تطبيق قانون إجتثاث البعث فهو من بين القضايا التي تجلب العواقب الوخيمة للعراق ..وبالنسبة للانقلابات فلا وجود لها وهي عقيمة بلا جدوى وانتهت في الشرق الاوسط كظاهرة رافقت السياسة في المنطقة إبان حقبة الاربعينيات وحتى التسعينيات من القرن الماضيquot;. واوضح ان الوحدة العسكرية التي تحاول ان تتمرد سوف لن تواجه الجيش العراقي لوحده وانما ستواجه القوات المتعددة الجنسيات والميليشيات كذلك . وقال quot;انا تحدثت مع بعض البعثيين بحضور ممثلين كبار عن التحالف وقالوا بانهم يتأسفون على الانقلابات والمؤامرات وانهم يريدون الانخراط في العملية السياسية تماماُ مثل بقية الشعبquot;. لكن علاوي اشار الى ان الطائفية اثبتت بانها اخطر حتى من الانقلابات، والحال كما ترى quot;لذلك انني اعتقد بان هذا الاتهام الباطل هو حجة لاجراء المزيد من الاستبعاد والتطهير وذريعة لاستمرار سيطرة الميليشيات على البلادquot;.
واقر علاوي ان الفساد موجود على مستويات خطيرة مختلفة وقال quot; لكن كلما ساد القانون والنظام وتم بناء المؤسسات الوطنية غير الطائفية وكلما اصبح الاقتصاد حراً ويصب في مصلحة الشعب كلما قل الفسادquot;.
التعليقات