الياس توما من براغ : دعا الاتحاد الأوروبي من جديد القيادة الصربية إلى اعتقال القائد العسكري السابق لصرب البوسنة الجنرال رادكو ملاديتش المتهم بارتكاب جرائم حرب في البوسنة والهرسك محذرا من أن الوقت يضيق أمامها . وورد في الرسالة التي أرسلها مفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون التوسيع اولي ريهن لرئيس الحكومة الصربية فويسلاف كوشتونيتسا والتي نشرت اليوم في صحف بلغراد بأنه لم يعد بالا مكان إضاعة الوقت في هذه المسالة وان المفوضية الأوروبية مستعدة لإحياء المحادثات الخاصة بالتوقيع على اتفاقية الشراكة والاستقرار مع صربيا فور تنفيذ صربيا التزاماتها لافتا إلى أن الأسابيع القليلة القادمة ستكون حاسمة في هذا المجال .
ودعا ريهن كوشتونيستا شخصيا إلى تولي دور قيادي في مسألة تحديد مكان واعتقال وتسليم ملاديتش إلى محكمة جرائم الحرب الخاصة بيوغسلافيا السابقة التي تتهمه بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ارتكبت خلال الحرب البوسنية الدامية في الفترة بين 1992ــ 1995 ولاسيما المسؤولية عن مجزرة بلدة سريبرينيتسا التي تعتبر من أفظع الجرائم التي ارتكبت في أوروبا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية . وكانت الحكومة الصربية قد أقرت في تموز يوليو الماضي خطة عمل محددة قدمتها للمفوضية الأوربية لإقناعها بأنها ستقوم بالجهد الأقصى لها لاعتقال ملاديتش فيما سيقوم الاتحاد الأوربي بداية الشهر القادم ببحث السياسة التي سيتبعها الاتحاد في علاقاته مع بلغراد. وسيلعب دورا رئيسا في تحديد نوعيه تعامل بروكسل مع بلغراد التقرير الذي سترفعه رئيسة النيابة العامة في محكمة لاهاي كارلا ديل بونتي حول مدى تعاون القيادات الصربية مع المحكمة في مسالة اعتقال كبار المتهمين الصرب ولاسيما رادكو ملاديتش .
وبالتوازي مع هذا التحدي الخارجي سيواجه كوشتونيتشا تحديا داخليا أيضا يتمثل في إمكانية انفراط الائتلاف الحكومي لان حزب غ 17 بلوس الليبرالي كان قد هدد في وقت سابق بأنه سينسحب من الحكومة إذا لم يستأنف الاتحاد الأوربي حتى تشرين الأول أكتوبر القادم محادثاته مع بلغراد بشان اتفاقية الشراكة والاستقرار الأمر الذي إذا ما تحقق سيعني على الأرجح سقوط حكومة كوشتونيسا واتجاه البلاد نحو خيار الانتخابات النيابية المبكرة . وكانت حكومة كوشتونيتسا قد تشكلت بدايات عام 2004 بعد محادثات صعبة وطويلة وقد حصلت على الثقة في البرلمان بفضل دعم الحزب الاشتراكي المعارض لها أما أقوى أحزاب البرلمان والأكثر شعبية الآن في صربيا حسب أخر استطلاعات الرأي فهو الحزب الصربي الراديكالي .يذكر أن الاتحاد الأوروبي كان قد بدأ محادثات الشراكة والاستقرار مع صربيا والجيل الأسود في تشرين أول أكتوبر من العام الماضي غير أنه أ وقفها في أيار مايو بعد عدم إيفاء بلغراد بأحد التزاماتها السابقة وهو تسليم ملاديتش خلال موعد كان أقصاه نهاية نيسان ابريل الماضي .
وتؤكد الحكومة الصربية أنها تفعل كل ما بوسعها لإيقاف ملاديتش غيران النيابة العامة في محكمة جرائم الحرب لا تصدق ذلك وتكرر النائبة العامة كارلا ديل بوتنتي القول إن ملاديتش لا يزال يتخفى في صربيا وانه يحظى بدعم بعض ضباط الأمن والجيش الصربيين .
التعليقات