اندريه مهاوج من باريس : يستقبل الرئيس الفرنسي جاك شيراك نظيره الروسي فلاديمير بوتين مساء اليوم في قصر الاليزيه ويعقد معه جلسة مباحثات أولى يليها عشاء رسمي موسع على شرف يوتين والوفد المرافق ويحضره عن الجانب الفرنسي رئيس الحكومة دومينيك دو فيلبان وعدد من الوزراء والرسميين . ووفقا مصادر الاليزيه فان البحث يتناول الموقف الدولي من الملف النووي الايراني في ضوء رد طهران على مقترحات مجموعة الست والمحادثات التي جرت بين المنسق الاعلى للسياسة الخارجية الاوروبية خافيير سولانا وكبير المفاوضين الايرانيين على لاريجانيفي وقت تراجعت فيه نسبيا درجة التشنج بين الايرانيين والاوروبيين بعد تمديد المهلة المعطاة لايران لاعطاء جوابها على مقترحات الغرب حتى الاسبوع الاول من الشهر المقبل وبعد الارتياح الذي اشاعه في طهران اقتراح الرئيس الفرنسي الاخير بشأن عدم التمسك بوقف التخصيبكشرط مسبق للتفاوض .
يضاف الى هذه الاجواء الانفراجية دعوة وزير الخارجية الروسي من نيويورك الى عدم تحويل مسالة العقوبات الى هاجس مع الابقاء على احتمال اللجوء الى هذا التدبير كاجراء اخير في حال تم التأكد من انتفاء أي فرصة للحل الدبلوماسي وهذا ما كان اليه بوتين قبل اسبوع حين لم يستبعد فرضية فرض عقوبات على طهران مما يشكل خطوة باتجاه الموقف الاميركي الداعي الى فرض مثل هذه العقوبات بسبب اقتناع واشنطن بعدم حصول تغيير في موقف طهران من العروض والمطالب المقدمة لها.
اما بشأن الشرق الاوسط فان شيراك و بوتينسيركزان على اعادة احياء عملية السلام من خلال تفعيل دول اللجنة الرباعية التي تبقى حسب فرنسا الاطار الوحيد حاليا للعملية السلميةوفي هذه الدعوة رغبة واضحة بعدم ترك واشنطن تتفرد بادارةهذا الملفواقامة قوة توازن في مقابل سياسة ادارة بوش التي قدمت الدعم المطلق للحكومات الاسرائيلية
ويعول الطرفان الفرنسي والروسي على التطور البارز الذي ورد في كلمة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس والذي اكد امام مجلس الامن ان أي حكومة مقبل سوف تعترف باسرائيل كما ستعترف بالاتفاقات السابقة وهو التزام ف يحال تحقيقه يقوي موقع الفلسطينيين وينزع حجة استمرار المقاطعة للحكومة الفلسطينية الراهنة مما يسمح باطلاق عملية السلام مجددا وهذا ما تعول عليه باريس وموسكو في ضوء اتفاق الطرفين على ان حل المشاكل الراهنة في المنطقة بما فيها تداعيات الحرب الاخيرة في لبنان لا يمكن ان يتم من دون معالجة جذور الازمة الفلسطينية ـ الاسرائيلية .
اما بشأن العراق فحسب مصادر فرنسية ، هناك توافق بين باريس وموسكو على ضرورة اعتماد الحل السياسي وبرمجة انسحاب القوات الاجنبية ودعم المؤتمر الوطني للمصالحة والحفاظ على وحدة الاراضي العراقية .
هذا طبعا اضافة الى العلاقات الثنائية والتجارية والاقتصادية والى شؤون اخرى تتعلق بتوسيع الاتحاد الاوروبي ودور الحلف الاطلسي .
وتأخذ اجتماعات باريس اهميتها القصوى مع انضمام المستشارة الالمانية انجيلا ماركيل الى شيراك ويوتين نهار السبت23 من الحاليحيث ستعقد قمة ثلاثية في مدينة كومبيان الفرنسية ومن المتوقع ان يصدر اعلان مشترك عن الاجتماع .