بيروت: في اول ظهور علني له بعد الحرب الاسرائيلية على لبنان، اكد الامين العام لحزب الله حسن نصرالله اليوم ان الحزب يحتفل quot;بنصر الهي استراتيجي تاريخي كبيرquot;. واعتبر نصر الله ان تمكن quot;بضعة الاف من المقاومين من التصدي لاقوى سلاح جو واقوى جيش واقوى دبابة في المنطقة (...) وسط تخل عربي وعالمي وانقسام سياسي داخلي (...) دليل نصر وتاييد من اللهquot;.

واضاف امام مئات الاف المحتشدين في الضاحية الجنوبية لبيروت ان quot;المقاومة والجيش اللبناني قادران على حماية المياه الاقليمية اللبنانيةquot;.و اكد نصرالله ان الجيوش العربية quot;قادرة على استعادة فلسطينquot; التاريخية، مؤكدا للدول العربية انها لن تحصل على تسوية دون قتال، وقال quot;ان الجيوش العربية ليست قادرة فقط على تحرير الضفة وغزة بكل بساطة هي قادرة على استعادة فلسطين من البحر الى النهرquot;. واضاف quot;بالامس ذهبت مجموعة من الدول العربية تستجدي سلاما وتسوية وانا اقول لهم (...) كيف تحصلون على تسوية وانتم تعلنون بانكم لن تقاتلوا لا من اجل لبنان ولا من اجل غزة ولا حتى القدس، كيف ستحصلون على تسوية معقولة (...) وانتم لا تريدون القتال ولا استخدام سلاح النفطquot;.

و ظهر نصرالله اليوم للمرة الاولى بشكل مباشر وعلني منذ الثاني عشر من تموز/يوليو الماضي، عبر المشاركة شخصيا في المهرجان الذي يقيمه حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت. و قد طغت الاعلام والقمصان والقبعات الصفراء على المشهد في الضاحية الجنوبية لبيروت حيث يشهد لبنان مع الخطاب الذي ألقاه نصرالله امام مئات الاف اللبنانيين اليوم للاحتفال بquot;النصر الالهيquot; على اسرائيل محطة مفصلية لما يمكن ان يتضمنه الخطاب من مواقف تحدد عناوين المرحلة المقبلة على الصعيد السياسي اللبناني. وتقاطر انصار حزب الله من مختلف المناطق اللبنانية منذ امس الى الضاحية للمشاركة في الاحتفال حيث تشهد الطرقات الرئيسية التي تربط العاصمة بيروت ببقية المناطق ازدحاما كثيفا. وحضر الاحتفال شخصيات سياسية ودينية وحزبية وفاعليات اجتماعية في ما قال رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة انه لم يتلق دعوة رسمية لحضور الاحتفال كما شارك في التظاهرة ايضا مناصرو الجنرال ميشال عون الحليف المسيحي لحزب الله ورفعت لافتات تحمل صور نصرالله وعون ورئيس مجلس النواب زعيم حركة امل الشيعية نبيه بري.

وفي الترتيبات المواكبة لمهرجان الضاحية منعت قوى الامن الداخلي مرور الشاحنات على الطريق الدولية في المصنع شتورة وصولا الى بيروت في الاتجاهين اعتبارا من السادسة صباحا حتى التاسعة ليلا. كما لم تغب طائرات الاستطلاع الاسرائيلية طوال الليل وصباح اليوم عن اجواء العاصمة وتحديدا عن مكان الاحتفال في طلعات استكشافية فيما نشر الحزب ستة الاف عنصر امني لحماية المهرجان، فيما انتشر الجيش اللبناني في محيط الضاحية حيث نصبت مضادات جوية.

وانطلق بعض المتظاهرين منذ مساء الخميس سيرا على الاقدام وبالسيارات والحافلات وتوجهوا الى الضاحية الجنوبية التي دمرها القصف الاسرائيلي. وحمل المتظاهرون اعلاما صفراء وارتدوا قمصانا موحدة وتجمعوا في مساحة ضخمة اعدت للحدث حيث قال المنظمون ان عددهم بلغ مئات الالاف. و قد هتفت الحشود التي تقاطرت من كل المناطق اللبنانية وخصوصا الجنوب quot;نصرالله نصرالله النصر لناquot;.

ووضعت الاف الكراسي لاستقبال المتظاهرين وقادة حزب الله وحلفائهم السياسيين اللبنانيين والفلسطينيين. وقال علي الذي ارتدى قميصا طبعت عليه صورة نصرالله quot;انه يوم تاريخي للعرب. نحن مستعدون لخوض الحرب مرة اخرىquot;. واضاف quot;نحن فخورون بقائدنا فهو مثال اعلى لجيل كاملquot;.

وتجري التظاهرة بروح مرحة اذ رقص شباب وشابات وهم يهتفون quot;لن نركعquot;. لكن في المقابل ايضا وقف رجل سبعيني دامع العينين وهو يحمل صورة ابنه الذي قاتل في صفوف حزب الله وقال quot;اعطيت السيد نصرالله اغلى ما عندي: ابنيquot;.

وقاطعته امراة محجبة quot;الله يحميه ويحمي لبنانquot;. وتراكض اولاد من حولهما وهم يرددون هتافات النصر والتمجيد بنصرالله.ولم يكن بعد مؤكدا ان كان زعيم حزب الله سيظهر على العلن ليلقي كلمته وهو يعيش مختبئا منذ بدء الحرب في 12 تموز/يوليو ولم يظهر على الرغم من وقف اطلاق النار في 14 اب/اغسطس.