الياس توما من براغ: ارتفع عدد المواطنين التشيك الذين وقعوا على أربع عرائض ضد إقامة قاعدة اعترض صاروخية أمريكية في بلادهم إلى 40 الف شخص من مختلف الشرائح الاجتماعية والأعمار.
وقد قدمت هذه العرائض إلى لجنة العرائض في مجلس النواب التشيكي فيما قال المنظمون لها أن الحملة لا تزال مستمرة في البلاد لجمع المزيد من التواقيع والقيام بفعاليات أخرى للتعبير عن رفض الشارع التشيكي لإقامة هذه القاعدة رغم أن الولايات المتحدة لم تطلب بعد رسميا من براغ الموافقة على إقامة هذه القاعدة في الأراضي التشيكية .

من جهته قال بافيل كوفاتشيك رئيس الكتلة النيابية للحزب الشيوعي التشيكي المعارض و هو الحزب الأكثر رفضا لإقامة القاعدة بان حزبه سيسعى أن يطرح الاقتراح الذي أعده ممثلو الحزب والحزب الاجتماعي الديمقراطي أقوى أحزاب المعارضة والخاص بتنظيم استفتاء شعبي بموضوع القاعدة في أول اجتماع قادم للبرلمان .

كما سيطالب الحزب بان تتم مناقشة هذا الاقتراح والتصويت عليه بالتزامن مع مناقشة برنامج الحكومة اليمينية الجديدة والتصويت على الثقة بهذه الحكومة الذي تقرر أن يتم في الثالث من تشرين أول أكتوبر القادم .

وأكد أن حزبه سيصر على هذا الموقف رغم أن الحزب المدني وبعض أعضاء الحزب الاجتماعي يرون بان ليس هنالك من سبب لهذا الأمر الآن طالما أن الولايات المتحدة لم تطلب من تشيكيا بعد رسميا الموافقة على إقامة القاعدة في تشيكيا .

وأضاف إننا على قناعة بان المواطنين التشيك يجب أن يكون لهم القانون الخاص بإجراء الاستفتاء في مثل هذا الموضوع الخطير الذي يحد من سيادة الدولة التشيكية قبل طلب الولايات المتحدة من تشيكيا الموافقة على ذلك .

ويبدو أن إصرار الشيوعيين على هذا الأمر يأتي في إطار قناعتهم وقناعات بعض الدبلوماسيين التشيك بان الولايات المتحدة قد لا تقدم على التقدم بمثل هذا الطلب عندما ترى بان معارضة قوية ستواجهها لأنها لا تريد أن تظهر بصورة مخجلة فيما لو رفض طلبها .

يذكر أن نحو 85% من التشيك لا يوافقون على إقامة قاعدة الاعتراض الصاروخية الأمريكية في بلدهم فيما يرى أكثر من نصف عدد التشيك بأنه من الضروري تنفيذ استفتاء في البلاد لمعرفة موقف الناس يشان هذه القضية الحساسة .

و لا تسود حالة من التوافق على الساحة السياسية بشان الموقف من هذه القاعدة فقيادات الحزب المدني الديمقراطي الحاكم ترى بان إقامة القاعدة سيعزز امن تشيكيا والقارة الأوربية في حين ترى أحزاب المعارضة ولاسيما الحزب الشيوعي وحزب الخصر وبعض قيادات وكوادر الحزب الاجتماعي أن هذه القاعدة ستحد من السيادة الوطنية وستزيد المخاطر والتهديدات على تشيكيا

وتقول السفارة الأمريكية في براغ إن الإدارة الأمريكية لم تقرر بعد المكان الذي تريد إقامة القاعدة فيه لكنها تلمح إلى أن أفضل الأماكن هي الأراضي التشيكية والبولندية ولذلك لا يتم استبعاد الطلب من تشيكيا الموافقة على نصب رادار فقط في أراضيها حين يتم الطلب من وارسو الموافقة على نشر الصواريخ في أراضيها لان القيادة البولندية تبدو أكثر تحمسا لاستضافة القاعدة في أراضيها .