عادل درويش من لندن:حمل الرئيس الباكستاني براويز مشرف الغرب ( خاصة بريطانيا وأميركا ) المسؤولية في مشكلة التطرف الاسلامي وخلق حركتيى طالبان والقاعدة، واتهم المعسكر الغربي بالتخلي عن باكستان لأكثر من عشر سنوات بعد الثمن الباهظ الذي تكبدته من اجل كسب الحرب الباردة ضد المعسكر الشيوعي، وحذر من ان باكستان كخط مواجهة امامي، يجب ان تلقى الدعم والتأييد من العالم كله.
وكان الزعيم الباكستاني يتحدث لـ quot;بي بي سي quot; صباح اليوم، في حضور مجموعة من الصحفيين، عندما رفض الاتهامات من عواصم غربية ومحللين غربيين بان بلاده لا تتخذ اجراءات كافية وجادة للحد من الارهاب كما رفض فكرة ان الشباب البريطاني المسلم يتم تجنيده لعمليات انتحارية وغسل ادمغته اثناء زيارته لباكستان.
وفي انتقاد موجه ومباشر للسياسة الأميركية والتحالفاتالغربية في الثمانينات، خاصة جهود واستراتيجية السي ايي ايه، في نهاية الحرب الافغانية ضد السوفيت، ذكر مشرف العالم الحر بان باكستان كسبت الحرب الباردة للغرب، ودفعت ثمنا باهظا لذلك بقوله quot; لعشر سنوات من 1979- 1988، طلب منا ( يقصد الجيش والمخابرات الباكستانية) تدريب مابين20 الى - 23 الف من المقاتلين الذين جاءوا بهم من عديد منبلدان اسلامية (يقصد مايسمى بالمجاهدين ضد الوجود السوفيتي)، ثم نسيوا امر باكستان وتركونا نواجه هذه المشاكل من 1989 حتى عكسوا الطلب عام 2001 ، وفجأة يطلب منا محاربة الذين طلب منا تدريبهم، والقبض عليهم.quot;
واضاف مشرف، quot; ومع ذلك فإن جنودنا واجهزة الأمن يطيعون الاوامر ولعبوا دورا كبيرا في القضاء على او اعتقال مايزيد على 700 من هؤلاء المتطرفين.quot;
وذكر اسماء كخالد شيخ محمدأ وابو زبيدة وعشرات غيرهم من زعماء القاعدة، اعتقلتهم السلطات الباكستانية.
وابدى مشرف تحفظه على ماتردد من تقارير حول مسؤولية التيارات الاسلامية ونظام التعليم والمناخ الاسلامي المتشدد في باكستان، عن خلق جماعات متطرفة او استضافة القاعدة وحماية مجموعات ارهابية بقوله quot;انظر الى باكستان قبل ، 1979 مجتمع متطور متحرر يرفض التطرف، لكن استقدام المخابرات الغربية وفي مقدمتها السي اي ايه لأكثر من 20 الف مسلم مسلح، والدعاة الذين ينصحونهم، هي التي خلقت هذا الجو.quot; واضاف بانه بعد انسحاب السوفييت من افغانستان وانتهاء الحرب، تركت الولايات المتحدة وحلفائها المشكلة لباكستانولم يقدموا اي عون، quot;فقط تذكروا باكستان بعد احداث 11 سبتمبر.quot;
والجنرال مشرف الذي توقف في لندن ليومين، التقى فيها برئيس الوزراء البريطاني توني بلير، وعقد لقاءات للترويج لكتابه quot; في خط النار quot; الصادر هذا الأسبوع، اتهم فيه السي اي ايه والحلفاء الغربيين بترك quot; فوضى على الحدود الأفغانية الباكستانية، وعشائر وقبائل مختلفة مع بعضها البعض ومدججة بالسلاح، وانطلاق الطالبان من تلك القوى بتمويل من مصادر وبلدان اسلامية بالغة الثراء .quot;
وكرر أكثر من مرة ان القاعدة صنيعة الغرب بسبب استراتيجية الحرب ضد السوفييت في افغانستان في العقد الأخير منالحرب الباردة.
ورفض اتهامات افغانستان بان القاعدة موجودة داخل حدود باكستان، مشيرا الى تقرير الأمم المتحدة حول اعادة تجمع طالبان، ووجود المقاتلين الأجانب غير الافغان داخل افغانستان.
وحول مشكلة المدارس الاسلامية او مايعرف بالأوردو ب quot; مدرسةquot; اعترف مشرف بانها مشكلة، لكننها تتطلب دعما اقتصاديا كبيرا، مضيفا انها تفاقمت في التسعينات، بعد تجاهل الغرب للمشكلة وعدم دعم باكستان، لان الفقراء يرسلون اولادهم لهذه المدارس منذ سن السابعة لأن المدرسة تطعمهم وتوفر لهم الكساء، الذي لايقدر عليه الأب، بينما لم يكن لدى الحكومة أية ميزانية لاحلال نظام آخر محل المارسة او دعم الآباء الفقراء. لكنه اشار الى ان حكومته تعي المكشلة وتعد خططا بديلة ومناهج دراسية بديلة، لكن الأمر سيستغرق وقتا طويلا ويحتاج الى ميزانية هائلة، ولان المجتمعات القبلية غير المتطورة، يلعب الدين في حياتها اليومية دورا اساسيا، ومن ثم فليس من السهل تغيير المناهج وانهاء نفوذ الملالي بين يوم وليلة.
وسخر مشرف من سطحية تحليلمسؤولين بريطانيين بان غسل ادمغة الشباب المسلم يحدث في باكستان، ويعودون منها ارهابيين انتحاريين متسائلا quot; كيف يمكن في غضون شهر او شهرين اجازة يقصيها شاب بريطاني مسلم في العشرينات والثلاثينات من العمر، في باكستان، تكفي لغسل مخه وتحويله الى انتحاري ارهابي؟quot;
فبينما يعترف بان الفقر والحاجة الاقتصادية تدفع بالاسر الباكستانية الفقيرة الى ارسال ابنائها الى المدرسة حيث يتحولون الى نسخة من الطالبان او انتحاريين، فإن التحليل لاينطبق على مسلمي بريطانيا، مشيرا الى ان الانتحاريين في ارهاب 7/7 العام الماضي، والمقبوض عليهم هذا الصيف بتهمة تدبير خطف ونسف ر طائرات ركاب في الجو، كلهم في حالة مادية طيبة وليسوا فقراء. ومشرف يجادل بان تجنيد الشباب في بريطانيا يتم في بريطانيا على ايدي متطرفين اسلاميين ودعاة عنف من السلفيين الاسلاميين، من ائمة يريدون استخدام العنف لفرض خلافة اسلامية تمتد من جبال اطلس وحتى وسط اسيا، وربما حتى مالييزيا.وقدم اسبابا اخرى مثل العنصرية التي قد يتعرض لها ابناء المهاجرين الآسيويين في مدن بريطانيا ، فيعبرون عن غضبهم بالالتحاق بالجماعات الجهادية المتطرفة، والسبب الآخر الأهمفي نظره هوعجز المسلمين البريطانيينعن الاندماج الكامل، او رفضهم الاندماج الكاملAssimilation في المجتمع البريطاني، واخفاق هذا المجتمع على امتصاصهم كاملا من ناحية اخرى، بسبب سياسة التعددية الثقافية التي انتهجتها حكومة العمال والتي تعمق الخلافات الثقافية والانعزالية، بدلا من سياسة الاندماج الكامل.
ورفض مشرف اتهام منظمة العفو الدوليةامنستي، ومنظمات حقوق انسان اخرىباختطاف المتهمين بالارهاب وتسلمهم للسلطات الباكستانية التيتنكر جودهم في معتقلاتها، لكن انكاره شمل اعترافا ضمنيا بجود منظمات وجماعات مرتزقة تطارد مشتبه فيهم وتختطفهم طمعا في جائزة ماليةbounty hunters، وذلك بقوله ان بلاده لايوجد لديها معتقلات سرية لكن السي اي ايه قدمت حتى الآن أكثر من خمسة ملايين دولار جوائز ومكافئات مالية لتعقب مشتبه فيهم واعتقالهم.
التعليقات